مباشر-أحمد شوقي: في هذه البيئة سريعة الحركة، نحتاج إلى التفكير في السيناريوهات المحتملة، بدلاً من التظاهر بمعرفة كيف سيتطور الاقتصاد خلال الفترة المقبلة.
ويرسم الكاتبان "كارستن بيرزيسكي" و"جيمس سميث" عبر تحليل نشره البنك الاستثماري "إي.إن.جي" الضربة التي يشهدها الاقتصاد العالمي والمسار المحتمل للتعافي تحت أربعة سيناريوهات للاقتصاد بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا.
جدير بالذكر أن التعافي على شكل "V" يعبر عن تعافٍ قوي، و "U" يشير إلى انخفاض أطول يتبعه تعافٍ قوي، أما "J" فيوضح جموداً لفترة أطول تليها تعافٍ ضعيف، و "L" لفترة طويلة من الجمود، بينما يشير تعافي "W" لركود مزدوج.
السيناريو الأول (الأساسي)
يفترض هذا السيناريو أن عمليات الإغلاق سوف تنتهي في نهاية المطاف، ولكن ليس بشكل كامل.
ونظرًا للتوترات الاجتماعية والتداعيات الاقتصادية الكبيرة، ستقرر حكومات أوروبية الكبرى البدء في تخفيف إجراءات الإغلاق في نهاية أبريل/نيسان الجاري، وسيتبعها آخرون في مايو/آيار المقبل.
وسوف تبدأ العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياَ على أن يستمر التباعد الاجتماعي طوال الصيف بأكمله على الأقل.
وستواصل نسبة ممن يستطيعون العمل من المنزل في فعل ذلك في المستقبل المنظور، في حين ستبدأ الأماكن التي يمكنك فيها الاختلاط بالآخرين (الحانات ودور السينما وما إلى ذلك) في الافتتاح لكن بقواعد صارمة.
وستستمر قيود السفر العالمي، ولكن مزيجًا من تطوير اللقاحات وقدرة اختبار أكثر انتشارًا وقدرة أكبر على زيادة خدمات الرعاية الصحية الحرجة، يعني أنه يمكن تجنب الإغلاق الكامل إلى حد كبير إذا انتشر الفيروس مرة أخرى مع اقتراب فصل الشتاء في الشمال.
ونتيجة لذلك، سيكون التعافي الاقتصادي على شكل حرف ""U، لكن ستشهد معظم البلدان انكماشًا حادًا في النشاط الاقتصادي مقارنةً بالأزمة المالية.
السيناريو الثاني (عودة الإغلاق في فصل الشتاء)
هناك اختلاف بسيط في هذا السيناريو عن الأول، حيث يبدأ الأمر بنفس الطريقة تقريبًا مع تخفيف تدريجي لإجراءات الإغلاق في الشهرين المقبلين.
ولكن في هذا السيناريو يعود الفيروس في الخريف، ورغم جهود الاختبار الأكثر انتشارًا وتتبع الاختلاط، فإن الانتشار الجديد يدفع معظم الاقتصادات إلى الإغلاق.
لكن ستكون إدارة الأزمات في الحكومات أكثر خبرة مما كانت عليه في ربيع 2020 ويمكن أن تكون تدابير الاحتواء أكثر تفصيلاً، مما يجعل بعض المناطق والقطاعات تستمر في العمل.
ومن المفترض أن يستمر هذا الأمر حتى أبريل/نيسان 2021 قبل أن يصبح الفيروس تحت السيطرة وتبدأ الاقتصادات وكذلك المجتمعات في العودة إلى طبيعتها، وهذا سيمثل تعافياً على شكل "W".
كما سيكون نمو الناتج المحلي الإجمالي أقل في 2020 ولكنه أعلى في 2021 مما كان عليه في السيناريو الأساسي، ومع ذلك، قد يستغرق الأمر حتى أواخر عام 2022 قبل أن تعود معظم الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.
السيناريو الثالث (الأفضل)
في أفضل سيناريو، يسير العالم الغربي على خطى الصين من خلال إنهاء عمليات الإغلاق بمجرد انقلاب منحنى الإصابات الجديدة.
ويفترض هذا السيناريو أن تتحقق عودة سريعة إلى الوضع الطبيعي في نهاية أبريل/نيسان الجاري.
ويفترض أيضًا أن الفيروس لن يعود مرة أخرى في فصل الشتاء المقبل، إما لأن نسبة أكبر من المتوقع من الناس قد أصيبوا بالفيروس بالفعل وأصبح لديهم المناعة، أو لأن تدابير المكافحة أصبحت أكثر فعالية.
ومع ذلك، لن يتم تعويض بعض الخسائر الاقتصادية على الفور، لكن الإجراءات الحكومية مثل الضمانات ودعم السيولة وخطط خفض ساعات العمل، ستعزز تعافياً سريعًا وقويًا للاقتصاد، على الرغم من بعض الاختلافات عبر الدول اعتمادًا على وقت انتهاء إجراءات الإغلاق، وهذا سيمثل تعافياً على شكل حرف "V".
في هذا السيناريو، ستشهد معظم الاقتصادات ركودًا معتدلًا بنحو 2 إلى 3 بالمائة على أساس سنوي ولكن النمو في عام 2021 سوف يتسارع، مما يعيد معظم الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.
السيناريو الرابع (الأسوأ)
لإعطاء فكرة عن كيف يمكن أن يبدو أسوأ سيناريو للاقتصاد العالمي، نفترض أن إجراءات الإغلاق سوف تستمر حتى نهاية العام.
وفي هذ السيناريو من المفترض أن الأمور تعود إلى طبيعتها من الربع الثاني من 2021، ربما إذا تم تطوير لقاح وتم توزيعه خلال أشهر الشتاء.
قد يكون التعافي هنا أسرع وأقوى قليلاً من السيناريوهات الأخرى، حيث يُفترض أن الفيروس سيكون تحت السيطرة تمامًا وهذا سيشكل تعافياً على شكل حرف L"".
وغني عن القول إن هذا سيناريو الأكثر ضرراً مع الكثير من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يبدو غير مرجح في هذه المرحلة.
في هذا السيناريو، ستشهد معظم الاقتصادات انكماشًا غير مسبوق في الربع الثاني من العام الحالي بحوالي 50 بالمائة على أساس فصلي.
وسوف يُذكر العام الجاري في كتب التاريخ باعتباره العام الذي شهد أسوأ ركود على الإطلاق، حيث يشهد تقلص معظم الاقتصادات بمعدلات من رقمين للعام ككل.
وسوف يكون التعافي في عام 2021 ضعيفاً نسبيًا وسيستغرق حتى 2023 قبل أن تعود معظم الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.
مباشر (اقتصاد)
أخبار متعلقة :