الرياض – مباشر: توقعت شركة إتقان كابيتال أن يؤثر فيروس الكورونا سلباً على الاقتصاد العالمي أكثر من تأثير تفشى فيروس السارس، الذي ظهر في الصين بعام 2002، حيث أصبح الاقتصاد الصيني الآن أكبر بأربع مرات مما كان عليه وقتها، بالإضافة إلى ذلك ارتفاع عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا مقارنة بـالسارس ما تسبب في تداعيات لاحقة أدت إلى التوقف المفاجئ للاقتصاد.
وقالت إتقان كابيتال، في تقرير تلقاه "مباشر" اليوم الاثنين، إن تفشي المرض يمثل ضربة كبيرة لقطاعي السياحة والسفر في المملكة العربية السعودية، حيث تستقبل المملكة كل عام نحو 20 مليون سائح معظمهم يأتون لأغراض دينية، والتأثير على موسم الحج خسارة للمملكة.
أوقفت المملكة العربية السعودية السفر الدولي إلى البلاد وإيقاف مشاعر العمرة بسبب مخاوف من انتشار فيروس الكورونا.
وتابعت: "أما عن سيكولوجية المستثمرين وتأثيرها على أسواق رأس المال فمنذ تفشي المرض استحوذت حالة من الذعر والارتباك على الأفراد والمستثمرين مما أدى إلى تقلب شديد في سوق رأس المال الخليجي، بالإضافة إلى احتمالية ألا تتمكن الشركات ذات الرصيد الائتماني الضعيف من الوصول إلى سوق الأسهم هذا العام نظراً إلى الحالة الاقتصادية الحالية".
وأشارت أنه لم يكن هناك قطاع آمن من الاضطراب الكبير الناجم عن انتشار فيروس الكورونا، ويتفاوت تأثير الفيروس عبر مختلف قطاعات الاقتصاد السعودي، في حين ألا يبدو أن قطاع العقار السكني وصناديق الاستثمار العقاري المستثمرة في القطاع السكني متأثراً حتى الآن، بينما قطاعا الضيافة والبيع بالتجزئة أصابهما الشلل من هذه التقلبات غير المتوقعة.
وأضافت أن تأثير فيروس الكورونا، الذي يصنف الآن رسمياً على أنه وباء عالمي، يضع ضغوطاً على اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، تتضح جلياً من خلال انكماش سوق الأسهم وانخفاض أسعار النفط.
وأوضحت إتقان كابيتال، أن أول هذه التداعيات هي انخفاض أسعار النفط، فمنذ تفشي المرض شهدت أسعار النفط انخفاضاً كبيراً، ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض الطلب خاصة أن النفط هو أحد المنتجات التصديرية الرئيسية لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث يمثل قطاع النفط والغاز نحو 50%من الناتج المحلي الإجمالي و70%من عائدات التصدير.
وأشارت إلى أن الأسعار انخفضت بشكل كبير بعد انتهاء اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك وحلفائها، فقد تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام أكثر من 20% بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن عزمها رفع الإنتاج ومنح تخفيضات على نفطها.
وأعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستخفض نفقات الميزانية لعام 2020 بنسبة 5% لتأثير انخفاض أسعار النفط على عجز ميزانيتها، سيتم تخفيض ميزانية العام بنحو 50 مليار ريال سعودي، ووفقاً لرويترز فإن السعودية تحتاج إلى سعر نفط يبلغ نحو 85 دولاراً لموازنة عجز ميزانيتها و50 دولاراً لموازنة الحساب الجاري.
قطاع الأغذية
وقالت إتقان كابيتال: "قد تكون شركات إنتاج المواد الغذائية والمشروبات أو التي تبيعها بالتجزئة بما في ذلك شركات أسواق العثيم ومراعي وسدافكو ومجموعة صافولا من بين الشركات القليلة التي تشهد تأثيراً إيجابياً قصير المدى منذ تفشي وباء الكورونا، وبالرغم أنه وسط مخاوف متزايدة بشأن تأثير انتشار الفيروس وتداعيات التصعيد التنظيمي على المواقف المالية للقطاعات المختلفة، فإن توقعنا السلبي لهذا قطاع هو الأقل".
وأضافت أنه خلال الربع الأول من عام 2020 يتوقع ارتفاع قطاع المواد الغذائية الأساسية والتجزئة مع ارتفاع حجم الطلب خلال فترة الذعر من الشراء والتخزين.
وتوقعت أن تكون شركة سدافكو المستفيد الرئيسي في ضوء العمر الافتراضي الطويل الأجل لمنتجاتها من الألبان مقارنة مع المراعي، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 40%من مبيعات المراعي من منتجات الألبان الطازجة، التي قد تشهد حالياً طلباً أقل من الحليب طويل العمر نظراً للظروف الحالية للمستهلكين.
كما لفت التقرير إلى أن متاجر البقالة هي الأقل تعرضاً للإجراء الاحترازي المتعلق بإغلاق المتاجر نظراً لأهميتها، التي من المقرر أن تفيد منتجي الأطعمة والمشروبات حتى في حالة الإغلاق لمدة يوم كامل.
وتوقعت مواصلة شركات التجزئة للأغذية والمشروبات عملياتهم العادية؛ مما يجعلهم الأقل تعرضاً للمستجدات الأخيرة، وبالإضافة إلى ذلك فمن شأن انخفاض الطلب على المطاعم وزيادة الوعي بشأن تناول الطعام خارج المنزل أن يوجه النمو نحو منتجي الأغذية نظراً لزيادة الطلب على الوجبات الغذائية المنزلية.
كما رجحت أن تشهد المطاعم آثاراً عكسية لقطاع الأغذية أمام القرار الأخير بمنع الأكل والشرب داخل المطاعم والمقاهي وإغلاقها بالكامل بعد الساعة 7 مساءً، مع تركيز ما نسبته 85%من إيرادات شركة هرفي على أنشطة مطاعمها، فإنه من المتوقع أن ينخفض نمو إيرادات الشركة خلال العام.
وتابعت: "ومن ناحية أخرى فإن لدى هرفي الفرصة للاستفادة من منصة طلب وجبات الأغذية عبر تطبيق هرفي، وإضافة لذلك فمن المتوقع أن تقلل مبيعات شراء الأغذية داخل السيارة ومبيعات توصيل الطلبات الخاصتين بالشركة من أثر الحظر.
القطاع الاستهلاكي:
وذكرت أن مجموعة الحكير وسيرا القابضة وشركة التموين أحد أهم الشركات المتأثرة سلباً لقيود لسفر، ويتوقع وصول عمليات شركة التموين إلى طريق مسدود تزامناً مع قطاع الطيران، حيث تدر الشركة نحو 70% من إيراداتها من خدمات التموين على متن الطائرات ولا تزال أغلبية الـ 30% المتبقية تعتمد على نشاط قطاع الرحلات.
كما تولد مجموعة الحكير أكثر من 50% من إيراداتها من الفنادق التي من المتوقع أن تشهد انخفاضاً في معدلات الاشغال بينما 40% من الإيرادات تتولد من أماكن الترفيه التي أعلنت الشركة مؤخراً عن إغلاقها، كما تراكمت الخسائر على الشركة بالفعل في آخر عامين وسط تزايد المنافسة وانخفاض الطلب ويتوقع أن تتأثر أكثر بسبب كورونا.
وأضافت إتقان كابيتال: "أما عن مجموعة سيرا القابضة يتوقع أن تواجه رياحاً معاكسة كبيرة لأعمالها خلال النصف الأول من 2020، كونها في صميم القطاع الأكثر تأثراً وهو قطاع الطيران وخدمات السفر".
كما تعد شركة دور للضيافة إحدى الشركات المتأثرة أيضاً في صناعة الضيافة وتحقق ما يقرب من 80% من إيراداتها من العمليات والخدمات الفندقية، ولا يستثنى من القطاع شركة لجام للرياضة خاصة بعدما أعلنت عن إغلاق جميع المراكز البدنية التابعة لها مما أدى إلى توقف عمليات الشركة حتى إشعار آخر".
قطاع التجزئة
وقالت إتقان كابيتال إن قطاع البيع بالتجزئة يعتبر على رأس قائمة القطاعات الأكثر حساسية بعد تفشي كورونا، فإنه على وشك أن يشهد آثاراً سلبية كبيرة على خلفية الإجراءات الاحترازية الأخيرة، فقد أعلنت المملكة العربية السعودية عن لوائح صارمة في كفاحها ضد فيروس الكورونا، بما في ذلك إغلاق مراكز التسوق وتشغيل المطاعم والمقاهي فقط وإغلاق دور السينما.
وتوقعت أن يتأثر قطاع البيع بالتجزئة سلباً بتعليق العمرة وحظر السفر؛ مما يقلل من أثره على المتاجر، في حين أن الوضع الحالي يشير بالفعل إلى تراجع الإيرادات خلال هذا العام، وأي إجراء احترازي إضافي مثل الإغلاق الكامل للمحلات التجارية بما في ذلك المتاجر خارج مراكز التسوق أو حظر التجول الكامل بالمملكة، فإنه سيدفع قطاع البيع بالتجزئة نحو حالة من الجمود غير المسبوق.
ترشيحات:
مساهمو "الراجحي" يقرون توزيع 3.75 مليار ريال عن النصف الثاني
محافظ مؤسسة النقد السعودي: تقديم قروض مرحلية ميسرة للشركات لتسدد الرواتب
إجراءات استثنائية من التعليم السعودية لمعالجة أوضاع المبتعثين
احتياطات السعودية الأجنبية ترتفع 2.6% خلال فبراير على أساس سنوي
أخبار متعلقة :