مباشر - محمود جمال: قال محللون لـ"مباشر" إن أسواق المال الخليجية على موعد في جلسة اليوم الاثنين مع تراجعات حادة أخرى وسط تسجيل النفط لأكبر نسبة تاريخي بعد فشل المفاوضات بشأن تعميق تخفيض إنتاج الخام لمواجهة الآثار السلبية لتفشي "كورونا" الذي أصبح يسبب ذعراً للمستثمرين على مستوى العالم.
وهوت بورصات الخليج بنهاية جلسة أمس الأحد وتصدرها التراجع التاريخي للبورصة السعودية التي سجلت أكبر وتيرة تراجع يومي منذ الأزمة المالية العالمية بنسبة 8.3 بالمائة.
وفي إشارة لاستكمال مسيرة الهبوط المدوي افتتحت أسعار النفط جلسة اليوم الاثنين على خسائر حادة أيضاً ونسبة تراجع لم يسجلها في تاريخية بحسب خبراء.
وبحلول الساعة 4:00 صباحاً بتوقيت جرينتش تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر مايو/أيَّار بنحو 28.8 بالمائة مسجلاً 28.83 دولار للبرميل، كما هبط سعر العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم أبريل/نيسان بنسبة 31.52 بالمائة ليصل إلى 28.30 دولار للبرميل.
وهوت أسعار النفط بفعل تطورات أزمة كورونا وفشل اجتماع يوم الجمعة الماضي بين أوبك والمنتجين من خارج المنظمة وأبرزهم روسيا في التوصل لاتفاق بشأن تعميق اتفاق خفض الإمدادات الحالي الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
وخلال الاجتماع، رفضت روسيا طلب أوبك بتعميق خفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل إضافي، مع استمرار الخفض الحالي للإمدادات والبالغ 1.7 مليون برميل.
وواصل فيروس كورونا إثارة القلق بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، وسط ارتفاع عدد الإصابات في الولايات المتحدة وحدها إلى 500 حالة وإعلان حالة الطوارئ في نيويورك.
وقال المستشار الاقتصادي إبراهيم الفيلكاوي لـ"مباشر" إن الهبوط الكبير الذي يشهده النفط بالتالي سينعكس على أداء أسواق الأسهم بالمنطقة لاسيما سط الهبوط الواسع الذي تشهده الأسهم اليابانية والصينية أيضاً وما ستشهده الأسهم الأمريكية من تراجع حاد متوقع.
وتوقع أن يظل أداء الأسواق أن يتسم بالمزيد بعدم الوضوح والضبابية، مرجحاً أن يتم الإعلان عن إجراءات تحفيزية مثلما فعلت بنوك مركزية في العالم والمنطقة الأسبوع الماضي لإنقاذ الأسواق التي تقف حالياً على حافة الانهيار.
وأشار إلى أن تلك الإجراءات التحفيزية المرتقبة سيكون لها انعكاس إيجابي على أسواق المال، مشيراً إلى أنه في تلك الأوقات يجب التمسك بالأسهم التي تشتهر بالأساسيات المالية في حال رغبة المستثمرين التمسك بمراكزه بأسواق المال.
ولفت إلى أن من أبرز القطاعات المغرية في الوقت الحالي، القطاع المصرفي، خاصة البنوك التي تعتزم القيام بعمليات اندماج، وبعضها الآخر الذي يتهيأ للانضمام إلى مؤشر إم أس سي أي في مايو/ القادم.
وأوضح أن الحل في الوقت الحالي هو التمسك بالسيولة بنسبة لا تقل عن 60 بالمائة من المحافظ حتى تستقر الأوضاع بأسواق الأسهم، مشيراً إلى أن المخاطرة بالأموال حالياً لا يصح في وسط يشوبه عدم الوضوح.
وفي المقابل، أشار إلى أن الذهب سيتمر في الصعود في ظل ذلك الوضع الغير واضح حيث إن مستهدفاته تشير فنياً لاكتمال الصعود ومن المحتمل زيارة مناطق 1800 دولار للأونصة حال استمرار الأوضاع بأسواق الأسهم كما نراها حالياً.
ومن جانبه، أوضح مدير التطوير لدى ثنيك ماركتس جون لوكا إن مؤشر الخوف بالأسواق بدأ يصعد لأعلى مستويات منذ عام 1929 وهذا يشير إلى أن الأسواق بالمنطقة ستشهد جلسة دامية أخرى اليوم.
وأوضح أن الإجراءات الاحترازية التي تتزايد يوم بعد يوم بدول المنطقة من العلامات التي ترفع المخاوف لدى المستثمرين.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، يوم الاثنين، تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً من وإلى عدد من الدول. كما قررت المملكة إيقاف الرحلات الجوية والبحرية بين المملكة والدول المذكورة.
وأشار جون لوكا إلى أن الإجراءات التي تتخذها بعض البورصات العربية مثل ما فعلت بورصة الكويت ومصر بإيقاف الجلسة لتجاوز الخسائر بالنسب القصوى من الإجراءات التي يجب أن تفعل في باقي الأسواق خصوصاً في ظل سيطرة حالة الهلع البيعي بالأسواق.
ومن جانبه، قال علي الحمودي الخبير بأسواق المال لـ"مباشر" :"إن من الواضح أن حالة الذعر والقلق بالأسواق ستتسمر حيث إن المستثمرين بالأسواق الخليجية مازالوا يشعرون بقلق عميق" بشأن فيروس كورونا في ظل ارتفاع الضحايا والمصابين وانتشاره بدول المنطقة.
وأكد أن الصدمة الاقتصادية للصين والعالم بعد انتشار الفيروس وعدم السيطرة عليه ستكون كبيرة ولا سيما أن دول بارزة بالمنطقة تعتبر من أبرز الشركاء التجاريين لـ"بكين"، مشيراً إلى أنه كان هناك آمال بعودة النمو في ظل تحسن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصبن بعد الاتفاق التجاري الأخير إلا أن انتشار "كورونا" هدم تلك الآمال كلياً.
وأوضح أن الصدمة الاقتصادية للصناعة الصينية الهائلة ولمحركات الاستهلاك ستمتد بسرعة إلى دول أخرى نظراً للروابط التجارية والمالية المتصلة بالعولمة.
وخفضت العديد من المؤسسات الدولية في الأسبوع الماضي توقعاتها لأرقام نمو الاقتصاد العالمي لأقل مستوى منذ الأزمة المالية العالمية، مع تضرر النشاط الاقتصادي بمخاوف الفيروس ومحاولات السيطرة على انتشاره.
وتوقع علي الحمودي في الجلسات القادمة خلال هذا الأسبوع، أن يستمر فيها التذبذب والتقلب عند مستويات مرتفعة حيث إن القلق المتزايد قد يستمر بسبب الانتشار السريع للوباء على مستوى العالم، إلى جانب تأثيره غير المتوقع على الاقتصادات العالمية.
وقال إن من المرجح أن تواصل الأسواق الخليجية والعربية متابعة الاتجاه في الأسواق العالمية، مؤكداً أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط أصبح مصدر قلق أكبر للمستثمرين الإقليميين وسط عناوين أخبار عالمية مقلقة.
وقال إنه على المستثمر إذا لم يكن في حاجة إلى السيولة من بيع الأسهم أو مضطراً لتغطية بعض المراكز أن يبقي على محفظته الاستثمارية لأن على المدى الطويل من المتوقع أن تعود الأسواق إلى الاستقرار مع تلاشي الخطر والمخاوف من فيروس كورونا.
ترشيحات:
تحليل.. هبوط النفط وذعر"كورونا" يطاردان أسواق الأسهم الخليجية
سعر الذهب يتجاوز 1700 دولار لأول مرة في 7 سنوات
أسعار النفط تتهاوى 22% مع مخاوف حرب الأسعار وكورونا
كورونا يعيد شبح السبعينيات.. الاقتصاد العالمي يغازل الركود الثالث
أخبار متعلقة :