مباشر - محمود جمال: توقع محللون لـ"مباشر" أن تشهد أسواق المال الخليجية خلال جلسة اليوم الخميس مع تزايد الفزع لدى المستثمرين بسبب تفشي حالات الإصابة بالفيروس الصيني "كورونا"، إضافة إلى عودة النفط للتراجع.
وتراجعت أغلب بورصات الخليج في نهاية جلسة أمس بصدارة سوقي دبي وأبوظبي جراء الضغط البيعي الذي تعرضت له الأسهم الكبرى، وفي مقدمتها "إعمار العقارية والإمارات دبي الوطني.
الإجراءات المشددة
وقال إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي لـ"مباشر" إن انتشار حالات الإصابة في دول خليجية وتشديد الإجراءات لمواجهة الفيروس الذي هو خارج عن السيطرة إلى الآن يمثل عامل خوف كبيراً لدى مستثمري الأسهم؛ ولذلك نتوقع المزيد من الخسائر في جلسة اليوم.
وبلغت أعداد المصابين وفقاً لآخر تقديرات رسمية 90.836 ألف حالة مصابة بفيروس "كورونا"، ووصل عدد الوفيات إلى 3147 شخص على مستوى العالم. وكان للصين نصيب الأسد في الحصيلة بإصابات تصل لـ80.270 ألف حالة، و2981 وفاة.
وينتشر حالياً الفيروس في 12 بدا عربياً وأعلنت السعودية بالأمس عن اكتشاف الحالة الثانية، كما أنها علقت رحلات العمرة للمواطنين والمقيمين مؤقتاً بسبب مخاوف من فيروس "كورونا:، إضافة إلى إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة قبلها بيوم عن 6 حالات مصابة جديدة.
وأشار إبراهيم الفيلكاوي إلى أن من الأفضل حالياً بالأسواق المراقبة الجيدة خصوصاً بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة الذي أكد حالة من القلق حيال الاقتصاد العالمي، مرجحاً أن تضرر معنويات المستثمرين من التصريحات التي أكدت أيضاً حالة القلق من قبل المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي.
وقالت كريستالينا جورجيفا المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي في تصريحات صحفية أمس الأربعاء إن الصندوق سيتحرك بخطى سريعة جداً للبت في طلبات لقروض الدول التي تضررت من الانتشار السريع للفيروس، مضيفاً أن الوقت حان لأن تكون هناك إجراءات احترازية جاهزة للتنفيذ إذا أصبح تفشي الفيروس أكثر شدة، بحسب وكالة "رويترز".
ولفت إبراهيم الفيلكاوي إلى أن التذبذبات التي تشهدها أسعار النفط وسط تضارب الأنباء عن اتجاه روسيا وأوبك للموافقة على خفض إضافي يدعم الأسعار الحالية التي تضررت كثيراً من تراجع الطلب على الخام بسبب تفشي انتشار الفيروس يؤكد أن الأسواق على موعد مع تراجعات جديدة، وذلك إلى أن تظهر أخبار إيجابية عن اجتماع "أوبك" تظهر القرار النهائي بشأن الإنتاج.
وأوصت لجنة تابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها من غير الأعضاء خلال اجتماع عقد مؤخراً بخفض إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً إضافي.
ومن المقرر أن يكون هذا الخفض بالإضافة إلى تقليص 2.1 مليون برميل يومياً في تخفيضات الإنتاج الحالية من جانب المجموعة "أوبك +"، الذي يشمل 1.7 مليون برميل يومياً، إضافة إلى التخفيضات الطوعية من قبل السعودية. ومن المقرر أن تجتمع منظمة أوبك رسمياً في فيينا يومي 5 و6 مارس/آذار.
مستثمرون خائفون
من جانبها، لفتت منى مصطفى، المحللة الفنية عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، إن آمال التعافي تلوح بالأفق بالرغم من استمرار الخطر، هو شعار التي رفعته أسواق المال العالمية والإقلمية بالجلسات الماضية من هذا الأسبوع.
وأوضحت أن تلك الآمال جاءت بعد موجة من التراجعات الدموية عصفت بها على مدار الأسبوعيين الماضيين أوصلتها لمناطق متدنية خاصة بتلك الأسواق الهشة حتى بداية الأسبوع الحالي في محاولة للتماسك واستيعاب رده فعل المستثمرين الخائفين.
ورجحت أن تظل سرعة انتشار فيروس كورونا بشكل موسع الأبرز بالأسواق خلال الجلسات القادمة كونه أصبح تفشيه ذا صلة وثيقة بحركة الاقتصاد والتجارة عالمياً خاصة وسط تشابك قوي للمصالح بين الدول.
وقالت إن انتشار ذلك الفيروس أكثر مما نسمع عنه يومياً قد يدفع البنوك المركزية حول العالم للاتجاه للتحوط مرة أخرى، وهو ما بدأ بالفعل منذ أواخر 2019 وهو ما قد يجعل العالم يفقد جزءاً كبيراً من محركة الرئيسي وهي السيولة التي تضخ لتنشيط وتيسير حركة التجارة والإنتاج واقتصاديات الدول بالتبعية؛ لذا وبصورة عامة وأكثر شمولية مازال الوضع مقلقاً.
وأضافت أن الوضع المقلق بالفعل يظهر بشكل جلي على حركة أسواق المال كونها الأكثر حساسية للتقلبات الاقتصادية.
خفض مفاجئ
وعلى ذات الصعيد، قال فادي الغطيس المدير التنفيذي لدى ثانك للاستشارات المالية، لـ"مباشر": إن الخفض المفاجئ لأسعار الفائدة زاد مخاوف المستثمرين بشأن حجم آثار فيروس كورونا على الاقتصاد، على الرغم من أنه يمثل محفزاً من المحفزات الاقتصادية.
وخفضت 6 بنوك مركزية عربية تضم 5 دول خليجية بالإضافة إلى الأردن، أسعار الفائدة، عقب تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا. وأقر بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل مفاجئ خفض معدل الفائدة يوم الثلاثاء الماضي لمواجهة انتشار الفيروس.
وأكد فادي الغطيس أن دعم البنوك المركزية للأسواق عبر خفض الفائدة خطوة غير كافية، حيث إننا لم نجد حلاً لانتشار المرض الذي يؤثر على الاقتصاد بشكل يومي.
وتوقع أن تتعرض ربحية البنوك الخليجية لبعض الضغوط التي ستظهر بشكل واضح في نتائجها النصفية من العام الجاري بعد أن اتجهت بعض البنوك المركزية بالمنطقة لخفض الفائدة.
ترشيحات:
تقرير.. الدول العربية تحارب "كورونا" بإجراءات رادعة
6 بنوك مركزية عربية تخفض الفائدة على خطى الفيدرالي الأمريكي
تراجع هامشي للوافدين المشتغلين بالمؤسسات الاقتصادية السعودية بالربع الثالث 2019
إحصائية.. مبيعات الأجانب ببورصات الإمارات تتجاوز 29 مليون درهم
تحليل.. مخاوف "كورونا" تقود الأسهم الإماراتية لخسارة 16 مليار درهم
أخبار متعلقة :