مباشر - سالي إسماعيل: حذرت مديرة صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجيفيا" من مخاطر تفشي فيروس الكورونا على التعافي الاقتصادي العالمي، كما دعت دول العالم إلى التعاون في ثلاثة مجالات.
وقالت "جورجيفيا" في بيان صادر عقب اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين، أمس الأحد، إن تعافي الاقتصاد العالمي المتوقع هشاً وكان مستنداً على العودة إلى ظروف طبيعية أكثر في الاقتصادات التي كانت ضعيفة أو مجهدة في السابق.
وأوضحت أن هذا التجمع جاء في وقت يشهد حالة من عدم اليقين بشكل خاص، مشيرة إلى أن النمو العالمي قد وصل إلى أدنى مستوياته في بداية العام مع وجود إشارات حول الاستقرار وتوقعات تعافياً في الاقتصاد بوتيرة معتدلة من 2.9 بالمائة في العام الماضي إلى 3.3 بالمائة في 2020.
وكان هذا الأداء المبدئي المتوقع يأتي بدعم استمرار السياسة التيسيرية النقدية والمالية بالإضافة إلى إتمام المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وتابعت: "منذ هذا التوقع، فإن فيروس كورونا - وهي حالة طوارئ صحية عالمية - قد أدت إلى اضطرابات في النشاط الاقتصادي داخل الصين ويمكن أن تجعل التعافي العالمي في خطر".
وقالت: "قبل كل شيء، هذه مأساة إنسانية، لكنها ذو تداعيات اقتصادية سلبية كذلك".
وذكرت "جورجيفيا" أنها أبلغت مجموعة دول العشرين أنه حتى في حالة الاحتواء السريع للفيروس، فإن النمو الاقتصادي في الصين وبقية دول العالم سوف يتأثر.
وأضافت: "بالطبع، نأمل جميعاً في التعافي السريع على "شكل V"، لكن نظراً لعدم اليقين، سيكون من الحكمة الاستعداد لمزيد من السيناريوهات السلبية".
ويشير شكل V إلى تراجع حاد في النشاط الاقتصادي يعقبه حالة من التعافي السريع والمستدام.
وتعتقد مديرة صندوق النقد أن هناك مخاطر أخرى تكمن في مستويات الديون في الدول والشركات التي يمكن أن تتأثر بارتفاع علاوة المخاطرة أو التشديد غير المتوقع في الظروف المالية وتغير المناخ المرتبط بالزيادة في معدل الكوراث الطبيعية.
وفي سياق النمو الاقتصادي البطيء ومعدلات التضخم المنخفضة، يفترض أن تظل السياسة النقدية تيسيرية في معظم اقتصادات مجموعة العشرين.
وفي الوقت نفسه، يجب تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لتعزيز الإنتاجية والنمو والوظائف.
وأفادت بأن اجتماعات مجموعة العشرين شهدت مناقشة عدد من التحديات بما في ذلك معالجة التحديات الضريبية الناجمة عن رقمنة الاقتصاد وتعزيز شفافية الديون واستدامتها وبناء نظام مالي أكثر انفتاحاً ومرونة.
وسلطت مديرة صندوق النقد الضوء على ثلاثة مجالات هامة تتطلب التعاون الدولي، والتي يأتي في مقدمتها العمل سوياً لاحتواء الكورونا سواء من حيث تأثيره البشري أو الاقتصادي، وخاصةً إذا تحول تفشي الفيروس إلى أكثر قضية أكثر استدامة وانتشاراً.
وأكدت "جورجيفيا" أن صندوق النقد الدولي على استعداد لتقديم المساعدة بما في ذلك صندوق الإغاثة للكوارث والاحتواء الذي يمكن أن يقدم منحاً لتخفيف عبء الديون على أكثر الدول فقراً وضعفاً.
أما المسألة الأخرى التي بحاجة للتعاون الدولي، فتكمن في تقليل عدم اليقين التجاري بشأن التجارة العالمية، وفقاً لمديرة الصندوق الدولي.
وقالت إنه على الرغم من أن اتفاق المرحلة الأولى من الصفقة التجارية، إلا أن التوترات التجارية قد محت حوالي 0.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي لهذا العام.
وتابعت: "لا يزال من الضروري الانتقال من الهدنة التجارية إلى السلام التجاري".
أما الأمر الثالث، فيتمثل في أنه يجب على العالم أن يتعاون من أجل تخفيف تداعيات تغير المناخ.