الرياض – بدور الراعي: يواصل فيروس كورونا إثارة الذعر في أوساط أسواق المال والاقتصاد، لا سيما الاقتصاد الصيني، وفي الوقت الذي بلغ فيه التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والصين نحو 31.38 مليار دولار، خلال 11 شهراً منذ بداية 2019، قال محللون إن التأثير على اقتصاد المملكة سيكون محدوداً مع وجود بدائل لتحييد التأثر بالاقتصاد الصيني.
يختلف اقتصاد المملكة عن أغلب الاقتصادات العربية كونه الأكبر وضمن اقتصاديات مجموعة العشرين، ما يجعله الأكثر تأثرا بالاقتصاد العالمي.
وقال الخبير بأسواق المال، محمد الشميمري، إن أثر فيروس كورنا على الاقتصاد السعودي يعتبر في بدايته ولا شك أنه سيكون هناك أثر سلبي على قطاعات عديدة مثل التجارة المباشرة مع الصين ولا سيما أسعار النفط حيث يعتبر الصين من أكبر الشركاء الاقتصاديين للمملكة.
وأضاف الشميمري، في تصريحات لـ"مباشر"، أن قطاع البتروكيماويات أيضاَ سيكون من ضمن أكبر المتأثرين من تلك الأزمة حيث تمثل نحو 30 بالمائة من إنتاج القطاع.
تأثير محدود
وتابع المحلل بأسواق المال: "هناك تأثر محدود لقطاع السياحة والطيران والذي يعتمد بدوره على النفط بشكل غير مباشر؛ لافتاً إلى أن هذا الأثر يعتمد على مدى استيعاب الأزمة والحلول المطروحة وتوقيت القضاء على الفيروس، كما أن الاقتصاد العالمي سيتأثر سلباً فقد كلف فيروس سارس سابقا الاقتصاد العالمي نحو 40 مليار دولار.
وأوضح الشميمري أن أغلب السلع التصديرية من الصين ستتأثر، لا سيما بعد عدد من الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول من خلال منع استيراد السلع من الصين لمنع انتشار الفيروس حتى يتم الانتهاء من القضاء عليه بشكل نهائي رغم عدة تأكيدات بأن الفيروس لا ينتقل عبر البضائع أو النقل.
وظهر فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية الشهر الماضي، وأصاب مئات الأشخاص حول العالم، وارتفع عدد الوفيات في الصين لأكثر من 490 حالة وفاة فيما تجاوز عدد المصابين نحو 24 ألف مصاب حول العالم.
وأوضح الشميمري أن البنوك المركزية العالمية لها أداوت محفزة لتخفيف حدة هذا الأثر من خلال تخفيض معدل الفائدة؛ مشيراً إلى أنه حتى الآن لا توجد تقارير مفصلة أو أرقام عن الأثر الحالي للفيروس ونحتاج وقت لتحديد ماهية وكمية ونسبة هذا الأثر .
كما لفت إلى أن هناك العديد من الشركات العالمية تأثرت سلباً بشكل مباشر من فيروس كورونا من خلال إغلاق محلات أو توقيف أعمال مثل ستاربكس ديزني ماكدونالدز وشركة آبل حيث أعلنوا بالفعل عن إغلاق المحلات.
ولا يتوقع الشميمري أن يحدث "كورونا" تأثيراً كبيراً على الاقتصاد السعودي، إلا أنه يحتاج فقط لوقت لاستيعاب تلك الأزمة لا سيما مع بدء ظهور عقار له واكتشاف مصل لعلاج المصابين، معللاً بأن وقت أزمة فيروس سارس لم يحدث تأثير سلبي قوي على الاقتصاد السعودي.
من ناحيته قال عضو جمعية الاقتصاد السعودي، سعد آل ثقفان، إنه من الصعب تحديد حجم الخسارة التي ستتأثر بمخاوف فيروس كورونا.
وأشار الثقفان إلى أن أي اقتصاد بالعالم من الطبيعي أن يتأثر بانتشار كورونا، لاسيما وأن الاقتصاد الصيني يعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وتابع أن حركة السفر والتجارة بين البلدان ستتأثر بشكل كبير، ليس فقط بين الصين والسعودية، لافتاً إلى أن الصين تعتبر أكبر الشركاء الاقتصاديين للكثير من الدول منها المملكة العربية السعودية.
التبادل التجاري
وبحسب إحصائية لـ "مباشر" بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين والمملكة العربية السعودية منذ بداية عام 2019 وحتى نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني نحو 117.8 مليار ريال (31.38 مليار دولار أمريكي)، مقابل 108.136 مليار ريال (28.81 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وطبقاً للإحصائية التي أعدها "مباشر"، وتستند إلى بيانات رسمية من الهيئة العامة للإحصاء السعودية، بلغ حجم صادرات المملكة إلى الصين خلال الـ11 شهراً الأولى من العام 2019 نحو 32.115 مليار ريال (8.55 مليار دولار)، مقابل 32.765 مليار ريال (8.729 مليار دولار).
أما واردات المملكة من الصين فقد بلغت نحو 85.68 مليار ريال (22.82 مليار دولار) حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مقابل 75.37 مليار ريال (20.08 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأعلنت المملكة رسمياً، أنها تتابع التطورات في السوق البترولية الناتجة عن التوقعات السلبية من التأثير المحتمل لوباء فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني والعالمي، وعبرت المملكة عن ثقتها في تمكن الحكومة الصينية والمجتمع الدولي من القضاء على هذا الوباء، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
البتروكيماويات الأكثر ضرراً
وقال الخبير الاقتصادي علي الجعفري لـ "مباشر"، إن المصانع بالصين بدأت بالفعل تأخير إنتاجها وطلبياتها الموجودة حالياً للدول الخارجية، مما أدى إلى تعطيل حركة التبادل التجاري مع الدول، وعلى سبيل المثال أعلنت شركة هيونداي عن إغلاق مصانعها بالصين كما أعلن عدد من الشركات الأوروبية إيقاف الإنتاج، وقامت بعض الدول بإجلاء مواطنيها من الصين خوفاً من الإصابة بالمرض.
وتوقع بنك "جولدمان ساكس" في مذكرة بحثية حديثة، أن يؤثر فيروس كورونا سلباً على النمو الاقتصادي العالمي بنسبة تتراوح بين 0.1 إلى 0.2 في المائة خلال العام الجاري، جراء التأثير السلبي الي يخلفه على تجارة السلع والصادرات الصينية الخارجية.
ووافق الرأي سعد آل ثقفان عضو جمعية الاقتصاد السعودي لـ "مباشر" أن هناك ضغوطا ستكون على قطاعات السياحة والسفر لاسيما الوقود المستخدم للطائرات، وبالتالي سيؤثر على عمل مصافي النفط واستهلاك النفط بالصين.
وتابع الجعفري: "في السعودية سيكون أكبر القطاعات التي ستتأثر من تلك الأزمة هو قطاع البتروكيماويات لان المصانع في الصين تعتمد على منتجات شركات البتروكيماويات بالمملكة، مما ستتأثر مبيعات تلك الشركات بشكل كبير والتي ستظهر في نتائج الربع الأول من العام الجاري".
البحث عن بدائل
وأضاف الجعفري أنه من الصعب على أي اقتصاد تجاوز هذا المشكلة في فترة بسيطة، حيث ستحتاج الصين لوقت طويل لاستعادة وتجاوز تلك الأزمة حتى وإن تم اكتشاف عقار لهذا الفيروس، إلا أنه من الصعب التكهن وتحديد حجم الخسائر في الوقت الراهن.
وأضاف الجعفري أنه يجب على الشركات في قطاع البتروكيماويات المصدرة للصين أن تبدأ البحث عن بدائل أخرى في أسواق أخرى لم تتأثر بهذا الفيروس بشكل مؤقت للاستفادة من مبيعاتها وعدم تعطيل حركة التجارة بها وذلك حتى تنتهي الصين من حل تلك الأزمة وإعادة بيعها مرة أخرى للصين.
ترشيحات:
الصحة العالمية: لا يوجد علاج فعال لفيروس كورونا حتى الآن
تعميم من الطيران المدني السعودية لمطارات المملكة بشأن "كورونا"
وزير الطاقة السعودي: نتابع أسواق النفط مع تطورات فيروس كورونا
الصحة السعودية: لم نسجّل أي إصابات بـ"كورونا".. وإجراءات احترازية مشددة
مسؤول: شركات سعودية تجلي موظفيها من الصين بسبب "كورونا"
أخبار متعلقة :