شبكة عيون الإخبارية

فيروس "كورونا" يثير قلقاً متزايداً في الأسواق العالمية

مباشر- أحمد شوقي: مخاوف كبيرة انتابت المستثمرين حول العالم مع تزايد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" مع حقيقة ترسخ ذكرى سيئة جراء انتشار فيروس "سارس" قبل نحو 20 عاماً.

ويتجلى قلق المستثمرين في إمكانية إصدار تحذيرات بشأن السفر مع انتشار الفيروس، الأمر الذي يضر بالاقتصاد العالمي.

ما هو "كورونا"؟

بدأ التعرف على الفيروس الجديد في مدينة "ووهان" بوسط الصين نهاية العام الماضي، لكنه انتشر في الأسبوع الجاري وسط مخاوف من أن يصبح وباءً عالمياً.

وقد تؤدي الإصابة بـ"كورونا" إلى أمراض في الجهاز التنفسي قد يكون بعضها خطيرًا ومميتًا، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الجهاز التنفسي الحاد الوخيمة وبعضها قد يكون أقل خطراً، مثل البرد.

كما تحتوي عدوى فيروس "كورونا" على مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك الحمى والسعال وضيق وصعوبة التنفس.

وتنتقل فيروسات "كورونا" بين الحيوانات والأشخاص ويمكن أن تتطور إلى سلالات لم يتم تحديدها من قبل في البشر.

ووسط القيام بإجراءات عديدة في سبيل التصدي للفيروس، أغلقت الصين معظم وسائل النقل العام يوم الخميس في "ووهان وهوانغقانغ" تلك المدينتين اللتين تعتبران مركز تفشي "كورونا" الذي أودى بحياة 26 شخصًا وأصاب أكثر من 630 حالة، وفلقاً للتليفزيون الرسمي في الصين.

وتخشى السلطات من تسارع معدل انتقال العدوى حيث يسافر مئات الملايين من الصينيين إلى الداخل والخارج خلال أيام العطلة التي تستمر أسبوعًا للعام القمري الجديد الذي يبدأ يوم السبت.

وأكدت "هونج كونج" إصابتين لديها بهذا الفيروس، في الوقت الذي أشارت فيه "فيتنام" إلى إصابة مواطنين من الصين لديها بــ"كورونا".

ومن الحالات المعروفة في جميع أنحاء العالم أيضاً، أكدت تايلاند أربع حالات، بينما أبلغت كل من سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والولايات المتحدة عن حالة واحدة.

في حين ذكرت منظمة الصحة العالمية إنه من المبكر إعلان حالة طوارئ عالمية بشأن "كورونا"، لكنها طالبت بالاستعداد للوباء المحتمل.

الأثر الاقتصادي للفيروس

وعلى النقيض من تعاملها السري بشأن مرض الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" في  2002/2003 والذي أودى بحياة حوالي 800 شخص، تقدم الصينية تحديثات منتظمة لتجنب الذعر قبل العطلات.

وعلى الرغم من استجابة الصين، تعرضت الأسواق العالمية لخسائر منذ بداية الأسبوع الجاري مع تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين في ظل التزايد المستمر لأعداد المصابين والوفيات.

ويقول"نيد رومبلتين" رئيس إستراتيجية العملات الأوروبية بشركة "تي.دي.سيكيوريتز": "في نهاية المطاف، فإن هو قصة بطيئة التأثير ولكنها مهمة بالنسبة للأسواق حيث أنها من المحتمل أن تستمر لعدة أشهر بدلاً من بضعة أيام فقط"، بحسب وكالة "رويترز".

ومن الصعب تحديد الأثر الاقتصادي لمثل هذه الفيروسات ولكن تقدير الجمعية الدولية للنقل الجوي في عام 2006 قد قدر أن "السارس" قلص إجمالي الناتج المحلي للصين في عام 2003 بنحو 1 بالمائة.

ويعتبر انتشار فيروس "كورونا" آخر الأمور التي يرغب الصيني في رؤيتها مع حقيقة أنه لا يزال يعاني من تباطؤ في النمو لأدنى مستوى في 3 عقود جراء التوترات التجارية.

وكتب "هاو تشو" المحلل في "كومرز بنك" عبر مذكرة للعملاء يقول: "هذه المرة قد تكون الضربة للناتج المحلي الإجمالي الصيني أسوأ، لأن القطاعات الأكثر تضرراً تشكل الآن جزءًا أكبر من الاقتصاد، على سبيل المثال، تمثل السياحة حوالي 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين اليوم، مقارنة مع 2 بالمائة في عام 2003"، بحسب "سي.إن.إن".

وبالطبع، كانت خسائر الأصول الخطرة بقيادة الأسهم الصينية التي شهدت أكبر تراجع في أكثر من ثمانية أشهر بنهاية جلسة الخميس، حيث تراجعت بنحو 2.7 بالمائة ليصل هبوطها منذ بداية الأسبوع إلى 3.3 بالمائة

كما انخفض اليوان الصيني أمام الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوعين.

ولم تسلم البورصات العالمية الكبرى من الخسائر حيث فقدت الأسهم الأوروبية مستوياتها القياسية مع خسائر تجاوز 1 بالمائة منذ بداية الأسبوع وحتى نهاية جلسة الخميس، كما تخلت أيضاً الأسهم الأمريكية عن مستوياتها التاريخية لكنها كانت الأقل تأثراً.

ولحق سوق النفط بقطار الخسائر مع توقعات من قبل "جولدمان ساكس" أن فيروس "كورونا" قد يهبط بأسعار الخام نحو 3 دولارات.

في حين ذكر مركز أبحاث السلع في "جي.بي.إم": "إننا نقدر صدمة سعرية تصل إلى 5 دولارات إذا تطورت الأزمة إلى وباء على غرار السارس على أساس تحركات النفط التاريخية"، بحسب شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية.

ويبدو أن هذه التوقعات تحققت جزئياً بالفعل، حيث تراجعت أسعار النفط لأدنى مستوى في 7 أسابيع مع حقيقة أن سعر خام "برنت" أن أنهى جلسات الأسبوع الماضي بالقرب من مستوى 65 دولاراً يقف بالكاد الآن عند مستوى 62 دولاراً للبرميل.

فيما يرى البنك الاستثماري "أي.إن.جي" أن مخاطر تراجع الطلب الناجم عن فيروس "كورونا" تشكل مصدر قلق متزايد للسوق، مع احتمال أن تؤثر أي قيود على السفر على الطلب على الوقود.

وللحقيقة، لم يكن القلق بشأن الفيروس السبب الوحيد في خسائر أسعار النفط حيث أنه وسط كل المخاوف بشأن تباطؤ الطلب، توقعت وكالة الطاقة الدولية وجود فائضاً بنحو مليون برميل يومياً في سوق الخام  خلال النصف الأول من العام الجاري.

ورغم أنه يرتفع في أوقات عدم اليقين، إلا أنها أسعار الذهب لم تشهد تغييراً كبيراً منذ بداية الأسبوع مع حقيقة أن الصين اتخذت وما زالت العديد من الإجراءات الوقائية لمواجهة "كورونا".

لكن مع إشارات تفشي الفيروس وسط تزايد عدد المصابين والوفيات لجأ المستثمرون اليوم للاحتماء في المعدن الأصفر ليشهد مكاسب ملحوظة بنهاية جلسة الخميس.

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :