شبكة عيون الإخبارية

العملات المشفرة تقود مكاسب الأصول المالية في بداية 2020

مباشر - سالي إسماعيل: في غضون أيام قليلة فقط، شهدت الأصول المشفرة أفضل بداية لعام جديد منذ 2012 مع مكاسب تتجاوز 20 بالمائة، ليبقى السؤال؛ ماذا يحدث في سوق العملات الرقمية؟

ولم تقتصر  المكاسب الحادة على البيتكوين، والتي شهدت مكاسب تتجاوز 20 بالمائة في غضون أول 15 يوماً من العام الجديد، لكن هناك آخرين حققوا صعوداً قوياً.

واقترب سعر البيتكوين في جلسة 15 يناير/كانون الثاني من مستوى 9 آلاف دولار، بزيادة 20 بالمائة مقارنة مع مستوى العملة الافتراضية في بداية هذا العام.

وتعتبر هذه المكاسب أكبر من تلك المحققة في أول 15 يوماً من عام 2012، ما يعني أن البيتكوين حققت أفضل مكاسبها في 8 أعوام تقريباً.

وسجلت العملات المشفرة الأخرى صعوداً ملحوظاً على مدى الأسبوعين الماضيين، لتقفز الإيثريوم والريبل بنحو 28 بالمائة و24 بالمائة على الترتيب، وفقاً للبيانات المتاحة على موقع "كوين ماركت كاب".

وفي نفس السياق، حققت العملات المنشقة عن البيتكوين مثل "البيتكوين كاش" و"البيتكوين إس في" قفزت قوية في بداية العام، حيث صعدت الأولى بنحو 65 بالمائة فيما شهدت الثانية ارتفاعاً 250 بالمائة تقريباً في قيمتها.

وكانت هاتين العملتين انشقتا عن البيتكوين في عامي 2017 و2018، مع حقيقة أن البيتكوين كاش تحل في الترتيب الرابع بقائمة أكبر خمس عملات من حيث القيمة السوقية بينما صعدت "البيتكوين إس في" للمرتبة الخامسة.

ويعقب هذا الأداء عاماً غريب الأطوار بالنسبة لسوق الأصول الإلكترونية، حيث شهد مكاسب قوية في النصف الأول من عام 2019 قبل أن يتخذ اتجاهاً هبوطياً في النصف الثاني، لكنه مع ذلك كان شاهداً على مكاسب 100 بالمائة في قيمة البيتكوين.

وبطبيعة الحال، الصورة ليست وردية تماماً داخل الأصول الرقمية، حيث أن هذا السوق يشهد تحذيرات وضغوط تنظيمية ومخاوف من تداعياته السلبية على استقرار النظام المالي العالمي.

وفي نهاية عام 2019، قررت جوجل إزالة مئات مقاطع الفيديو المتعلقة بالبيتكوين والعملات المشفرة من موقع مشاركة الفيديو "يوتيوب" على اعتبار أنها تمثل محتوى ضار وخطر.

وفي الأشهر الماضية، شددت الصين رقابتها على سوق العملات الإلكترونية لتوقف استخدامها كما أغلقت منصات للتداول.

 ورغم محاولات فردية لطرح عملات رقمية سواء من جانب دول مثل الصين والسويد أو شركات مثل فيسبوك، إلا أن رئيس البنك المركزي الألماني "ينس ويدمان" أكد في تصريحات سابقة أنه من الضروري تحديد إيجابيات وسلبيات تلك العملات أولاً في النظر في مدى الحاجة إليها وهل يمكن السيطرة على مخاطرها من عدمه.

وأكدت المدير العام لصندوق النقد "كريستينا جورجيفا" في مدونة خلال وقت سابق من الشهر الجاري أن العملات الرقمية ستكون على رأس أولويات الصندوق الدولي في العام الجديد.

بينما تأتي المكاسب القوية في بداية 2020، بدافع العديد من العوامل على رأسها التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وترقب عملية انقسام من المقرر أن تشهدها البيتكوين.

ويقول "مايكل زوننشاين" المحلل في شركة "جرايسكال" في تعليقات مع مجلة "فوربس" إن البيتكوين يعد بمثابة الذهب الرقمي  ويجب على المستثمرين في المستقبل تحويل اهتمامهم بعيداً عن المعتقدات القديمة التي تنظر إلى الذهب باعتباره مخزن للقيمة أو أصل للتحوط من التضخم في محافظهم الاستثمارية".

وفي بداية العام الحالي، تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية مقتل القائد العسكري "قاسم سليماني" في هجمة أمريكية، لترد طهران بضربة جوية على قواعد عسكرية تابعة لواشنطن.

وفي تلك الأوقات، لجأ المستثمرون إلى العملات الإلكترونية باعتبارها "ذهب مشفر" وهو موقف مشابه للتحوط في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي عبر حيازة الأصول الآمنة كالذهب.

وأطلقت بورصة شيكاغو التجارية، وهي بورصة للمشتقات المالية والسلعية الأمريكية، خيارات ذات الصلة  بالعقود المستقبلية للبيتكوين؛ ليكون بمثابة عامل إضافي دفع المؤسسات الاستمارية لشراء الأصول الإلكترونية.

ويقول "جيهان تشو" المؤسس المشارك في شركة البلوكشين الناشئة "كينيتك كابيتل" في تصريحات مع "سي.إن.بي.سي" الأمريكية، إن عدم اليقين بشأن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مع الإطلاق الإيجابي لخيارات العقود الآجلة للبيتكوين أدت لزيادة الطلب على البيتكوين وغيرها من العملات البديلة.

وبالفعل، يعتقد بعض المستثمرين أن العملات الافتراضية سوف تقفز في عام 2020، وفي مقدمتهم الرئيس التنفيذي لشركة دبل لاين كابيتل "جيفري جوندلاش" والذي نصح المستثمرين بمراكمة البيتكوين في عام 2019 قبل مضاعفة قيمتها في العام الماضي.

وكرر "جوندلاش" تفاؤله بالعملة الرقمية، حتى أنه يتوقع أن تتضاعف قيمتها، لتبلغ 15 ألف دولار بحلول نهاية عام 2020.

وفي الوقت نفسه، يراهن المستثمرون على أن عملية انقسام جديدة للعملة من شأنها أن تدفع الأسعار للارتفاع.

ومن المخطط تنفيذ هذا الحدث يوم 12 مايو/آيار المقبل، وتقليص كمية البيتكوين المستخدمة في تكنولوجيا البلوكشين إلى النصف.

ومن المرجح أن يظل الطلب على العملة مستقراً لكن انخفاض المعروض من البيتكوين الناتج عن عمليات التعدين على العملة المشفرة في كل عملية إلى 6.25  بدلاً من 12.5 يمكن أن يعزز زيادة الأسعار بالأصول الرقمية.

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :