مباشر-أحمد شوقي: شهد عجز الموازنة العامة في الولايات المتحدة قمة في 2019 لم يشهدها منذ 7 سنوات بعدما تجاوز مستوى تريليون دولار.
ودفعت تخفيضات الضرائب وزيادة إنفاق الحكومة الأمريكية للتوسع في الاقتراض وسط فترة مطولة من النمو الاقتصادي، لكن ذلك يثير القلق بشأن القوة المالية للولايات المتحدة على المدى الطويل.
ومع ارتفاع العجز والديون لمستويات كبيرة مؤخراً، إلا أن التحفيز المالي ساعد الاقتصاد على مواصلة النمو بوتيرة معتدلة.
وفي عام 2019 ارتفع عجز الموازنة في الولايات المتحدة إلى 1.022 تريليون دولار بزيادة 17 بالمائة عن العام السابق له.
وكان عجز الموازنة في العام الماضي من الممكن أن يرتفع لمستوى أعلى منذ ذلك، ما لم يخفض الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة 3 مرات في عام 2019، مما ساعد على خفض تكلفة خدمة الدين الحكومي.
ويبقي السؤال، كيف سجلت الولايات المتحدة عجزاً تجاوز مستوى التريليون دولار في عام 2019؟
تظهرت بيانات الموازنة الأمريكية ارتفاع إجمالي إيرادات الحكومة بنحو 5 بالمائة في العام الماضي لتصل إلى 3.49 تريليون دولار، بعد انخفاض طفيف في 2018 في العام الأول للتخفيضات الضريبية.
في حين ارتفع الإنفاق الحكومي بنحو 7.5 بالمائة في 2019 ليصل إلى مستوى 4.5 تريليون دولار، في أسرع وتيرة زيادة منذ عام 2009.
ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزمة تخفيض الضرائب بقيمة 1.5 تريليون دولار في أواخر عام 2017، والتي قلصت إيرادات الضرائب الفيدرالية، بالإضافة إلى سلسلة من اتفاقيات الكونجرس من الحزبين لزيادة الإنفاق على الجيش والبرامج المحلية غير الدفاعية مثل التعليم.
وكان ترامب يعتقد أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة سيساهم في خلق عائدات ضريبية إضافية، تعوض التخفيضات الضريبية الذي اتخذها لكن العجز الضخم الحالي يُظهر عكس ذلك.
وخلال السنوات الثلاث التي شغل فيها ترامب منصب الرئيس، زادت الإيرادات الفيدرالية بمعدل 2.6 بالمائة سنوياً، وزاد الإنفاق بنسبة 5.7 بالمائة سنويًا، ونما العجز بنسبة 20.8 بالمائة سنويًا.
وبعد أن ضاقت الفجوة في الموازنة خلال عام 2015 بموجب اتفاق بين باراك أوباما والجمهوريين في الكونجرس بشأن الموازنة والذي كبح الإنفاق الفيدرالي، أضاف ترامب بالفعل إلى الدين الوطني أكثر مما فعل أوباما في فترة ولايته الثانية بأكملها حيث زاد العجز بنحو 2.6 تريليون دولار، مقارنة بـ 2.1 تريليون دولار لتصل الديون إلى 23.3 تريليون دولار.
وخلال العام المالي 2019 والمنتهي في سبتمبر/أيلول الماضي، كان عجز الموازنة الأمريكية قريب من تريليون دولار عند سجل مستوى 984 مليار دولار.
وجاء هذا العجز مع وصول النفقات الحكومية إلى مستوى 4.4 تريليون دولار وتسجيل الإيرادات الفيدرالية 3.4 تريليون دولار.
وكانت نفقات الحكومة الأمريكية مدفوعة بـ150.1 مليار دولار مصروفات للقطاع الزراعي و11.3 مليار دولار لوزارة التجارة بالإضافة إلى ميزانية دفاع كبيرة بلغت 654 مليار دولار.
في حين كانت مصروفات الحكومة الأمريكية على الخدمات الصحية والإنسانية هى الأكبر حيث وصلت إلى 1.2 تريليون دولار.
ومن ناحية الإيرادات الحكومية في العام المالي 2019، فسجلت ضرائب الدخل 1.7 تريليون دولار بينما كان ضرائب الشركات 230 مليار دولار.
فيما حققت الولايات المتحدة عائدات بلغت 1.2 تريليون دولار من الضمان الاجتماعي والتقاعد، مع نحو 71 مليار دولار في صورة إيرادات للتعريفات الجمركية.
ويقول "ميتش دانييلز" الرئيس المشارك للمركز المسؤول عن الموازنة الفيدرالي: "إن قادة أمتنا في حالة إنكار للديون، حيث يتجاهلون تريليونات الدولارات من العجز في الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، وغيرها من البرامج التي يعتمد عليها ملايين الأمريكيين".
وتابع: "نحن في نقطة تحول، ودون اتخاذ إجراء الآن للتقدم في الإصلاحات خلال السنوات المقبلة، سيواجه الأمريكيون مستقبلاً مختلفًا كثيرًا عن المستقبل الذي وٌعدوا به".
أخبار متعلقة :