تحرير: أحمد شوقي
مباشر: التفاصيل مهمة بالنسبة لليورو، خاصةً عندما لا يكون التيسير الكمي بلا نهاية محددة كما يبدو وليس قوياً بما يكفي لإنعاش اقتصاد منطقة اليورو.
وقرر المركزي الأوروبي خفض معدل الفائدة على الودائع بمقدار 10 نقاط أساس إلى مستوى -0.50 بالمائة، كما أعلن استئناف برنامج شراء السندات بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بوتيرة شراء شهرية 20 مليار يورو مع استمرار العمل به طالما هناك الحاجة إلى ذلك.
ويقول الاستراتيجي "بيتر كارباتا" في تحليل نشره بنك "أي.إن.جي" الاستثماري: "ابحث عن اليورو المكبوت مقابل الدولار الأمريكي في ظل النمو المنخفض لمنطقة اليورو والإجراءات التحفيزية للمركزي الأوروبي".
ويتوقع التحليل مستقبل عملة اليورو بعد قرارات المركزي الأوروبي من خلال النقاط التالية.
تأرجح اليورو
الشيطان يكمن في التفاصيل، فبينما تعرض اليورو لموجة بيعية بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي حزمة الإجراءات التحفيزية، قدم المؤتمر الصحفي لرئيس البنك المركزي ماريو دراجي ما يمكن أن نطلق عليه "فحصًا واقعيًا".
وعلى الرغم من أن التيسير الكمي غير محدد الإطار الزمني، لم يناقش البنك المركزي الأوروبي تغيير حدود شراء الأصول.
ودون تغيير في حدود مشتريات الأصول، فمن المتوقع أن المركزي الأوروبي يمكنه أن يقوم بتيسير كمي بقيمة 20 مليار يورو لمدة تزيد قليلاً عن عام.
ولهذا السبب عاد اليورو مجدداً إلى ما فوق مستوى 1.10 دولار، مع اكتشاف المستثمرين أن البرنامج الذي كان يبدو "غير محدد النهاية" لا يمكن أن يستمر طويلاً.
مستقبلاً.. لا توجد آفاق مشرقة لليورو
والأهم من ذلك، أن الافتقار إلى تحفيز نقدي فوري كبير مقارنة بما كان يتوقعه السوق (خفض بمقدار 10 نقاط أساس فقط، قيمة التيسير الكمي 20 مليار يورو) يعني احتمالات محدودة أكثر لحدوث تحول في توقعات الاقتصاد والتضخم في منطقة اليورو.
وبينما قدم البنك المركزي الأوروبي حزمة تحفيزية (من خلال برنامج غير محدد النهاية)، فإن الافتقار إلى الإجراءات الفورية (أي عدم وجود حزمة تحفيزية كبيرة تؤدي إلى قيام السوق بترقية توقعات النمو والتضخم في منطقة اليورو) تشير إلى أن اليورو مقابل الدولار الأمريكي مكبّل هيكلياً مع استمرار النمو الضعيف للاقتصاد وبقاء تحفيز البنك المركزي الأوروبي.
وعلى جانب الدولار وعلى الرغم من تباطؤ النشاط، لا تزال ضغوط الأسعار قوية (وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك الرئيسي وبيانات الأجور لشهر أغسطس/آب) مما يجعل من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي الإشارة إلى دورة تيسيرية واضحة وقوية.
ومن المقرر أن يصدر الفيدرالي قراره بشأن الفائدة يوم الأربعاء المقبل مع توقعات واسعة لخفضها.
وطالما ظل الاحتياطي الفيدرالي متمسكًا بنهجه التدريجي لخفض الفائدة فمن الصعب أن يشهد الدولار هبوطاً مقابل اليورو بالنظر إلى التيسير الذي تم تسعيره بالفعل.
اليورو مقابل الدولار سيتداول في نطاق بين 1.05 و1.10 دولار
من المتوقع أن يكون الاتجاه الصعودي لزوج العملات (اليورو- الدولار) محدود، كما أن تحول اليورو للارتفاع بعد قرارات البنك المركزي لن يستمر (على الرغم من أنه كان مبرراً بالنظر إلى حزمة التحفيزغير الكافية التي تم الإعلان عنها).
لذلك فمن المرجح أن يتراوح زوج العملات (اليورو- الدولار) بين نطاق 1.05 و1.10 دولار حتى نهاية العام.
لا احتمالات جيدة في سوق العملات الأوروبية
لا تشير الإجراءات التحفيزية غير القوية للبنك المركزي الأوروبي والتي لا يمكن أن تغير الآفاق الاقتصادية لمنطقة اليورو إلى وجود توقعات جيدة للعملات الأوروبية المرتبطة بنمو منطقة اليورو.
وهذا يؤكد وجهة النظر السلبية على عملات وسط وشرق أوروبا، ولكنه يشير أيضًا إلى المزيد من الضعف على عملتي النرويج والسويد.
ومع توقع استقرار اليورو مقابل الدولار في منطقة 1.05 و1.10 دولار خلال الفترة المتبقية من العام، قد تظل العملات الأوروبية في تراجع مقابل العملة الأمريكية.
أخبار متعلقة :