من: أحمد شوقي
مباشر: ساهمت قرارات البنوك المركزية في إحداث تقلبات ملحوظة في الأسواق العالمية بنهاية تعاملات اليوم الخميس، حيث خفض المركزي الأوروبي معدل الفائدة بالإضافة إلى المركزي التركي الذي واصل الخفض الحاد لتكاليف الاقتراض.
ومن أجل دعم اقتصاد منطقة اليورو، خفض المركزي الأوروبي معدل الفائدة على تسهيلات الودائع بمقدار 10 نقاط أساس ليصل إلى -0.50 بالمائة، فيما قرر تثبيت عمليات إعادة التمويل الرئيسية، ومعدلات الفائدة على عمليات إعادة التمويل والإقراض الهامشي عند 0.00 بالمائة و0.25 بالمائة.
كما قرر البنك الأوروبي إعادة العمل ببرنامج شراء الأصول بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عبر وتيرة شراء شهرية تقدر بقيمة 20 مليار يورو.
وأرجع رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراجي، قرارات البنك إلى التباطؤ المطول في النمو الاقتصادي، والمخاطر الهبوطية في التجارة العالمية، بالإضافة إلى الاتجاه الهابط الذي تسلكه توقعات التضخم.
وأكد دراجي على أن البنك سيواصل استخدام كافة أدواته لدعم الاقتصاد، مشيراً إلى تزايد احتمالية تعرض اقتصاد منطقة اليورو للركود لكنها لا تزال محدودة.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار المركزي الأوروبي في تغريدة عبر "تويتر" مشيراً إلى أنه يحاول أن تصرف بسرعة ويخفض اليورو أمام الدولار القوي للغاية.
ورداً على تغريدة ترامب، قال دراجي إن المركزي الأوروبي لا يستهدف سعر الصرف في هذه الفترة.
ومن جهة أخرى، قرر البنك المركزي في تركيا خفص معدل الفائدة بمقدار 3.25 بالمائة لتصل إلى مستوى 16.50 بالمائة بعد أن خفضها 4.25 بالمائة في الاجتماع الماضي.
وارتفعت الليرة التركية بأكثر من 1.5 بالمائة مقابل الدولار خلال التعاملات بعد قرار البنك المركزي.
تقلبات ملحوظة في الأسواق
شهدت الأسواق العالمية خاصة العملات تقلبات قوية خلال التعاملات بعد الإجراءات التحفيزية التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي.
وتحول اليورو للهبوط بعد قرار خفض الفائدة أدنى مستوى 1.10 دولار، لكنه عاد للمكاسب مجدداً مع تصريحات دراجي والتي أكد خلالها أن البنك لا يستهدف سعر الصرف في الوقت الحالي.
وأدت تقلبات اليورو إلى التأثير على أداء الدولار الأمريكي حيث تخلت العملة الأمريكية عن مكاسبها بعد تغريدة ترامب عن قرار المركزي الأوروبي وبيانات اقتصادية، للتحول للهبوط مع ارتفاع العملة الأوروبية الموحدة.
وكشفت البيانات الاقتصادية اليوم في الولايات المتحدة عن تباطؤ التضخم خلال أغسطس/آب الماضي مع هبوط تكاليف الطاقة، كما انخفضت طلبات إعانة البطالة خلال الأسبوع المنصرم.
وعلى صعيد الأسهم، فقد أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية جلسة اليوم على ارتفاع مع التفاؤل حيال الأوضاع التجاري وبعد قرار خفض الفائدة من قبل المركزي الأوروبي.
وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل تطبيق التعريفات الإضافية على الصين إلى لمدة أسبوعين لتدخل حيز التنفيذ في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كما ارتفعت الأسهم الأوروبية في الختام مع إعلان البنك المركزي إجراءات تحفيزية.
أما "نيكي" الياباني فقد واصل ارتفاعه للجلسة الثامنة على التوالي مسجلاً أعلى مستوى في 4 أشهر مع التفاؤل بالأوضاع التجارية.
ومن جهة سوق الدخل الثابت، فقد شهدت عوائد السندات العالمية هبوطاً ملحوظاً بعد قرارات البنك المركزي الأوروبي قبل أن تتخلص من خسائرها في وقت لاحق، بينما استمرت الديون الحكومية الإيطالية في الهبوط لتسجل أدنى مستوى في تاريحها.
في حين، قلصت أسعار الذهب مكاسبها عند التسوية مع ارتفاع الأسهم بعد أن ربحت أكثر من 21 دولاراً خلال الجلسة بعد خفض معدل الفائدة الأوروبية.
خسائر النفط
تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1 بالمائة لتواصل هبوطها للجلسة الثالثة على التوالي مع ترقب التطورات التجارية وتعهدات أوبك بمواصلة خفض الإنتاج ولكن ليس قبل اجتماع المنظمة في ديسمبر/كانون الأول وذلك خلال مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي.
ومن جانبها ذكر وكالة الطاقة الدولية أن أوبك من المتوقع أن تواجه فائضاً متزايداً في النفط خلال العام المقبل، فيما ذكر أن الولايات المتحدة تقترب من حصد لقب أكبر مصدر للنفط في العالم.
وفي سياق منفصل، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي لكنه لم تتمكن من تجاوز تقديرات المحللين.
أخبار متعلقة :