من: أحمد شوقي
مباشر: وسط التباطؤ المستمر في النمو الاقتصادي ومعدل التضخم، أصدر البنك المركزي الأوروبي مجموعة من الإجراءات التحفيزية والتي أثارت هزة قوية في الأسواق العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس.
وكما كان متوقع على نطاق واسع، خفض المركزي الأوروبي معدل الفائدة على تسهيلات الودائع بمقدار 10 نقاط أساس ليصل إلى -0.50 بالمائة، في حين قرر تثبيت معدلات الفائدة على عمليات إعادة التمويل والإقراض الهامشي عند 0.00 بالمائة و0.25 بالمائة.
وتوقع المركزي الأوروبي أن تبقي معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية أو أقل حتى تتحسن توقعات التضخم بالقرب من مستهدف البنك البالغ 2 بالمائة.
وفي خطوة تحفيزية يرى أن هناك حاجة إليها، قرر البنك الأوروبي إعادة العمل ببرنامج شراء الأصول بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عبر وتيرة شراء شهرية تقدر بقيمة 20 مليار يورو.
وأرجع رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراجي الذي وشك أن ينهي ولايته، قرارات البنك إلى 3 عوامل أولها التباطؤ المطول في النمو الاقتصادي، وثانيها المخاطر الهبوطية في التجارة العالمية، وأخيراً أن توقعات التضخم لا تزال في الاتجاه الهابط.
وأكد دراجي على تزايد احتمالية تعرض اقتصاد منطقة اليورو للركود لكنها لا تزال محدودة.
ووسط هجومه المستمر على جيروم باول رئيس الفيدرالي وتمنيه أن يصبح دراجي بديلاً له، أثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار المركزي الأوروبي مشيراً إلى أنه يحاول أن يخفض اليورو أمام الدولار القوي للغاية وينجح في ذلك.
ورداً على تصريحات ترامب، قال دراجي إن المركزي الأوروبي لا يستهدف سعر الصرف في الوقت الحالي.
واستفادت الأصول الخطرة من قرارات المركزي الأوروبي، كما حقق الذهب أحد الملاذات الآمنة مكاسب قوية قبل أن يقلصها عند التسوية.
وأغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية جلسة اليوم على ارتفاع بعد قرارات السياسة النقدية.
كما ارتفعت مؤشرات "وول ستريت" عند نهاية الجلسة مستفيدةً من قرار المركزي الأوروبي والتطورات التجارية الإيجابية أيضاً، لكن "داو جونز" قلص مكاسبه التي وصلت إلى 150 نقطة خلال التعاملات.
في حين سجلت عوائد السندات العالمية هبوطاً ملحوظاً بعد القرار قبل أن تعوض غالبية هبوطها بعد ذلك، باستثناء العائد على الديون الإيطالية الذي استمر في التراجع عند أدنى مستوى على الإطلاق.
وبحلول الساعة 8:25 مساءً بتوقيت جرينتش، سجل العائد على سندات الحكومة الألمانية لآجل 10 سنوات مستوى -0.518 بالمائة بعد أن كان متراجعاً عن -0.647 بالمائة في وقت سابق من التعاملات.
كما تراجع عائد الديون البريطانية لآجل 10 سنوات إلى مستوى 0.675 بالمائة بعد أن سجل مستوى 0.571 بالمائة.
أما عائد السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات فقد سجل مستوى 1.784 بالمائة خلال نفس الفترة.
واستفاد الذهب بشكل قوي من قرارات المركزي الأوروبي الذي دفعته ليرتفع بأكثر من 20 دولاراً للأوقية قبل أن يقلص مكاسبه إلى 4 دولارات فقط عند التسوية مع ارتفاع الأسهم.
وعلى صعيد العملات، تحول اليورو للخسائر بعد قرار خفض الفائدة ليتراجع أدنى مستوى 1.10 دولار لكنه تمكن من التحول مجدداً للمكاسب بعد ذلك، ليسجل مستوى 1.1064 دولار مرتفعاً بنسبة 0.5 بالمائة أمام الدولار.
واستفاد الدولار من خسائر اليورو بعد بيان المركزي الأوروبي ليواصل مكاسبه لكنه تحول للهبوط مع ارتفاع العملة الأوروبية لاحقاً وبعد تغريدة ترامب وبيانات اقتصادية.
أخبار متعلقة :