شبكة عيون الإخبارية

ماذا يعني كسر الدولار حاجز 7 يوانات بالنسبة لسوق العملات؟

تحرير: أحمد شوقي

مباشر: يتهم الرئيس الأمريكي دونالد الصين بأنها ارتكبت انتهاكاً جسيماً بتخفيض قيمة اليوان، في حين ينكر الصينيون أنهم يستخدمون العملة المحلية كأداة في النزع التجاري.

وحدد بنك الشعب الصيني يوم الإثنين متوسط نطاق تداول العملة عند 6.9225 يوان لكل دولار وهي أضعف مستوياته منذ ديسمبر/كانون الأول لعام 2018، ليدفع العملة المحلية لكسر حاجز 7 يوانات لأدنى مستوى في عقد أمام الدولار.

ولكن، ماذا يعني تجاوز الدولار الأمريكي مستوى 7 يوانات صينية بالنسبة لسوق العملات؟

يرى تحليل نشره البنك الاستثماري "أي.أن.جي" أن إفصاح بنك الشعب الصيني اليوم الثلاثاء عن السعر المرجعي للعملة المحلية سوف يساعد في تحديد ما إذا كان المركزي الصيني  قد سمح لليوان بالانخفاض بحرية أكبر وهي خطوة سيكون لها آثار واسعة على أسواق العملات الأجنبية.

وحدد المركزي الصيني السعر المرجعي لليوان عند 6.9683 يوان لكل دولار، وهو مستوى أفضل من المتوقع.

الارتفاع أعلى 7 يوانات لكل دولار يمثل تغيراً كبيراً

بعد اقتراب كسره في أواخر عام 2016 ومرة ​​أخرى في أواخر عام 2018، بلغ زوج العملات (الدولار واليوان الصيني) حاجز 7 يوانات.

وجاء هذا تزامناً مع مع انخفاض كبير في قيمة اليوان مقابل سلة عملات، مما يؤكد أن هذه في الواقع حركة للعملة الصينية (الرنمينبي أو اليوان) وليس مجرد أمر يتعلق بالدولار القوي أو ضعف الأسواق الناشئة.

فهل تم تحديد خفيض قيمة اليوان كسلاح انتقامي تستخدمه الصين في حربها مع واشنطن؟

سيهتم المستثمرون برصد تحديد بنك الشعب الصيني لمتوسط نطاق تداول اليوان، وسيتم تقييم هذا التحديد مقابل التقديرات المحددة سابقاً وبعض التوقعات غير الرسمية حول النقطة الذي يجب أن يأتي فيه تحديد الشعر المرجعي للعملة الصينية.

ولكن إذا لم يحدد المركزي الصيني متوسط نطاق تداول اليوان دون تلك التقديرات المحددة سابقاً، فإن السوق سوف يستنتج مرة أخرى أن السلطات الصينية أسقطت مخاوفها بشأن ضعف الرنمينبي.

وما لم يحاول بنك الشعب الصيني عكس التحرك الي قام به أمس، فسيتم ترك المستثمرين العالميين يضيفون مخاطرة تخفيض قيمة اليوان الصيني إلى قائمة المخاوف العالمية الحالية.

 

 

 

ما هي الآثار المترتبة على بقية سوق العملات الأجنبية؟

يتمتع المستثمرون بخبرة كبيرة بشأن ضعف اليوان الصيني على مدار السنوات الأربع الماضية، منذ قرار بنك الشعب في الصين خفض السعر المرجعي لليوان المسموح بتحرك العملة منه 2% صعوداً أو هبوطاً في أغسطس/آب 2015.

وفيما يلي نلقي نظرة على ارتباطات العملات الأجنبية خلال فترات واسعة من ضعف اليوان الصيني:

- منذ أغسطس/آب 2015 حتى أواخر عام 2016 مع استمرار المخاوف من انخفاض قيمة اليوان الصيني.

- من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول 2018 مع رد فعل الصين لفرض الرسوم الجمركية الأمريكية.

- من مايو/آيار 2019 حتى اليوم، وهو ما يمثل انهيار الهدنة التجارية.

ويظهر الرسم البياني في أسواق عملات مجموعة العشر والأسواق الناشئة أن الين الياباني هو الأفضل أداءً، مع وجود ارتباط ضئيل أو عكسي بتحركات اليوان اليومية.

في حين كانت عملات السلع - تلك العملات التي تتعرض بالفعل لضغوط بسبب المخاوف من الركود ومنحنيات العوائد المسطحة - هى صاحبة الأداء الضعيف.

ومن ناحية الأسواق الناشئة، تُظهر أسواق العملات الآسيوية ارتباطًا متزايدًا بتحركات العملة في الصين - على الرغم من أن الارتباط القوي مع الدولار السنغافوري مستقر إلى حد كبير استنادًا إلى دور العملة الصينية في إدارة سلة الدولار السنغافوري.

ولا ينبغي أن تكون هذه الاتجاهات مفاجئة، لأن آسيا لا تعاني فقط من التجارة العالمية الأكثر ضعفاً والتباطؤ في الصين، ولكن أيضًا مع دورة أشباه الموصلات وتدهور العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية مؤخرًا.

وعادةً ما تكون عملات"سي.إي.3" هي الأقل ارتباطًا بالصين والتي تشمل (الزلوتي البولندي، الفورنت الهنغاري، والكورونا التشيكية) - على الرغم من أنها عانت العام الماضي حيث تزامن ضعف اليوان الصيني مع أرقام النمو الضعيفة في منطقة اليورو.

وإذا لم لم يصل زوج العملات (الدولار الأمريكي- اليورو) عند 1.05 إلى 1.08 دولار، فإن عملات"سي.إي.3" لن تتبع الضعف في العملات الآسيوية وعملات السلع في أمريكا اللاتينية.

كما أن هناك نقطة إضافية يجب أن يتم أخذها في الاعتبار، وهي أن اتهام الرئيس الأمريكي للصين بالتلاعب في العملة المحلية يجعل من الممكن رؤية تدخل واشنطن في قريبًا.

ولكن إذا حدث ذلك (لا يزال الاحتمال أقل من 30 بالمائة)، فمن المحتمل أن تطالب وزارة الخزانة الأمريكية مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشراء (اليورو – دولار) وبيع (الدولار – ين).

خفض عشوائي للعملة؟

أدت هذه الطبقة الإضافية من عدم اليقين إلى إثارة قلق أسواق الأسهم العالمية وتسريع عملية التخارح من الأسهم إلى أسواق الديون.

وإذا كانت حركة تصحيح الأسهم سوف تستمر إلى أبعد من ذلك، فحتى الصفقات التي تبدو مقنعة في أسواق العملات قد يبتعد عنها المستثمرون على خلفية مخاوف التخفيض العشوائي لقيمة العملات.

وعند النظر إلى المراكز الاستثمارية في سوق العملات الأجنبية من خلال عدسة مراكز المضاربة، فستظهر عملة المكسيك كاختيار جذاب هذا العام، ولكن في حال هبوط الأسهم بوتيرة أكبر في الفترة المقبلة فإن البيزو المكسيكي سوف يتراجع إلى حد كبير.

 

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :