شبكة عيون الإخبارية

بعد قرار "الفيدرالي".. 5 عوامل ترسم ملامح أسواق الخليج

من: محمود جمال

مباشر: توقع محللون لـ"مباشر" أن تواصل الأسواق الخليجية الأداء المتباين في جلسة اليوم الخميس بعد القرار التاريخي للفيدرالي الأمريكي بشأن تخفيض الفائدة وذلك بسبب 5 عوامل أبرزها اتجاه الأسواق العالمية للهبوط وتوالي الكشف عن النتائج النصفية للشركات المدرجة، وأوضاع المنطقة الجيوسياسية.

وبعد اجتماعه الذي امتد يومين خفض المركزي الأمريكي معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى مستوى يتراوح بين 2 بالمائة إلى 2.25 بالمائة وذلك لأول مرة في أكثر من 10 سنوات وذلك منذ عام 2008.

وبعد ذلك القرار التاريخي، جاءت تصريحات رئيس المركزي الأمريكي التي قلصت التوقعات بتيسير آخر للسياسية النقدية مستقبلا تكبدت الأسواق العالمية ولاسيما الأمريكية خسائر قياسية كبرى.

وفي نهاية جلسة أمس الأربعاء، تباين أداء بورصات الخليج وارتفع سوق دبي طفيفا ليحافظ على ارتفاعه الثالث على التوالي، فيما هبط السوق السعودي بفعل خسائر أسهم قطاع البتروكيماويات.

زيادة المراكز والشراء

وقال إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي لـ"مباشر" إن القرار التاريخي سعرته الأسواق واستغلته المحافظ لشراء وزيادة المراكز بالأسهم القيادية التي وصلت الى مستويات متدنية وذلك خلال الجلسات الماضية.

وأوضح أن القرار سيظهر أثاره في جلسة اليوم على قطاع البنوك الذي من المرجح أن يشهد عمليات جني أرباح وقتية تأثرا بالقرار. 

وأضاف في المقابل من الممكن أن نبدأ نشهد عمليات تجميع للأسهم العقارية التي يتوقع لها أن تشهد نتائج جيدة ولها مشاريع تسير بخطى ثابتة في التنفيذ وذلك لان قرار الفائدة يتيح لشركات القطاع الاقتراض من البنوك بتكلفة أقل وهو ما يدعم نشاطها التشغيلي.

قال بشكل عام فإن إنعاكس القرار سيكون له أثارا جيدة على أسواق الأسهم ولكن ستظهر على المدى المتوسط ولا سيما بعد عودة المحافظ من فترة العطلات الموسمية التي بدأت. 

والعطلات الرسمية هي فترة الصيف والإجازات الدراسية واقتراب موعد عطلة عيد الأضحى وحلول موسم الحج "الفترة التي يتجه فيها الكثير بدول الخليج للتجهيز لقضاء الإجازة أو تلك الفريضة".

وأكد الفيلكاوي أن تلك العوامل تؤهل الأسواق للعودة إلى الهدوء ومن الممكن أن تشهد في تلك الفترة بعض المؤشرات مرحلة تصحيح جزئية وهو ما بدأئه السوق السعودي منذ أربع أو خمس جلسات. وتراجع مؤشر السوق السعودي طفيفا بنهاية جلسة الأمس بنسبة 0.1 بالمائة.

نتائج مخيبة

ولفت إلى أن هناك عوامل أخرى هامة يراقبها المستثمر بأسواق المنطقة وأبرزها النتائج النصفية التي يكشف بدأت الشركات الكبرى الإفصاح عنها، موضحا أن بعض تلك الشركات أعلنت عن نتائج مخيبة لآمال المستثمرين مثل عملاق البتروكمياويات "سابك" والتي حققت أقل أرباح فصلية منذ أواخر 2009 ما يوازي 10 سنوات تقريبا.

وأوضح إبراهيم الفيلكاوي أن من تلك العوامل الأوضاع الجيوسياسية واستقرارها وهذا ما أوضحته الأنباء الجديدة. وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أمس عن الارتياح حيال أمن الموانئ بعد اجتماع خفر السواحل مع نظائرهم من الجانب الإيراني.

وتأتي المحادثات بعد أسابيع من تزايد التوترات بمضيق هرمز بعد إثر تصاعد الخلافات بين طهران وواشنطن الحليف الرئيسي لدول الخليج.

ميزاينات الدول

وأشار إلى ان من العوامل الرئيسية في تحديد مسار الأسهم في الفترة المقبلة حتى نهاية أغسطس/ الجاري ميزاينات دول المنطقة والتي ستوضح بشكل تفصيلي الخطط السيادية في الانفاق على المشاريع المساهمة فيها الشركات المدرجة بأسواق المال بتلك الدول.

ووفقا لتقرير وزارة المالية الذي تم الكشف عنه منذ يوم، تراجع عجز ميزانية السعودية خلال النصف الأول من العام الحالي إلى 5.7 مليارات ريال مقابل 41.7 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام السابق. وتعكس هذه الأرقام تقلصاً للعجز بنسبة 86 بالمائة.

وارتفع إجمالي الإيرادات للميزانية العامة للسعودية خلال فترة النصف الأول من العام الحالي بنسبة 15 بالمائة، بينما ارتفع إجمالي النفقات بنسبة 6 بالمائة خلال نفس الفترة.

وتترقب أسواق الخليج مع انطلاق الشهر الجديد ترقيات بعض الأسواق على مؤشرات الأسواق الناشئة والأسواق العالمية بصفة عامة. وستطلق مؤسسة إم.إس.سي.آي في أغسطس/  المرحلة الثانية من إدراج أسهم سعودية إلى مؤشرها للأسواق الناشئة؛ وهو ما قد يضيف تدفقات أخرى من الأموال الأجنبية بما يتراوح بين 6.3 - 8.2 مليار دولار.

استمرار التفاؤل 

ومن جانبها، توقعت المحللة منى مصطفى، عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، استمرار تفاؤل المتعاملين بالأسواق الإماراتية خاصة مع إعلان نتائج الأعمال الإيجابية للشركات التي ستدعم تحركات الأسهم القياديات.

وقالت إن الأسهم الإماراتية الأكثر إغراء حالياً للمؤسسات الأجنبية. مشيرا إلى أن بعض الأسواق الخليجية تتعرض لبعض عمليات جني أرباح محدودة تستهدف أسهم كبرى على وقع النتائج ووسط وصول السيولة لمستويات متدنية قبيل عطلة العيد.

وأوضح استطلاع حديث لـ"رويترز" أن صناديق الشرق الأوسط تخطط لزيادة استثماراتها بالإمارات، بينما ستُبقي انكشافها على دول أخرى في المنطقة عند المستويات الحالية.

أرخص

وأكدت تقرير سابق وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن أسهم دبي استعادت جاذبيتها، وباتت الآن متداولة بأسعار أرخص نسبياً من أسعار الأسهم في الأسواق الناشئة الأخرى؛ الأمر الذي عزز جاذبيتها ورفع من حجم إقبال المستثمرين على تداولها.

وأوضح التقرير أن الفارق الآن بين السعر التقديري لأسهم دبي وقيمة أرباحها المتوقعة يقترب من أكبر قيمة له، التي تحققت عام 2011. 

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :