من: محمود جمال
دبي - مباشر: يراهن تجار الذهب في دول الخليج على قرب موسم الحج وعيد الأضحى لانتشال السوق من حالة تباطؤ المبيعات التي ظهرت بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
وتبدأ استعدادات سوق الذهب بالمملكة العربية السعودية مع انطلاق التحضيرات لموسم الحج حيث بدأت الخميس الماضي استقبال أول أفواج الحجيج، فيما يتوقع نشاط حركة المبيعات مع دخول عيد الأضحي في النصف الأول من أغسطس/آب.
ورجح مسؤولون بمحال لتجارة الذهب والمجوهرات لـ"مباشر"، إن ارتفاع الأسعار الحالي للمعدن الأصفر لن يقف حائل أمام قيام موسم الحج وعيد الأضحى بانتشال الأسواق من حالة التباطؤ المؤقت الذي شهدته خلال الفترة الأخيرة بعد الانتعاشة التي مر بها قبيل عيد الفطر.
وأشاروا إلى أن حركة الطلب على شراء المشغولات المستعملة شهدت تحسناً خلال الأسبوعين الماضيين وذلك للحصول على سيولة تستخدمها أفراد الأسر بموسم السفر والعطلات الصيفية والذي يبدأ مع مطلع شهر يوليو/تموز الجاري.
ومؤخرا، رصدت "مباشر" توجهات شرائية لدى الأسر والأفراد ببعض دول الخليج وفي مقدمتها الإمارات وهو ما رفع حركة البيع للمعدن الأصفر خلال شهر يوليو/تموز وسط وصول المستويات السعرية لتكون الأكثر إغراء منذ عام تقريباً من إلغاء ضريبة القيمة المضافة على الذهب؛ وذلك وفقاً لآراء تجار.
الأسعار
ووفق حسابات "مباشر"، سجلت أغلب أسعار الذهب ارتفاعات ،قياسية منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية يوم الجمعة الماضي بلغت نسبته نحو 9 بالمائة، مقارنة بأسعارها نهاية العام السابق.
وسجلت أسعار الذهب بالإمارات ارتفاعات في تلك الفترة بلغت نسبتها 9.1 بالمائة، وشهد سعر جرام الذهب من عيار 24 ارتفاعاً بنحو درهم بالغاً 165.19 درهم (44.96 دولار)، ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 لـ 123.91 درهم (33.73 دولار).
وفي السعودية، سجلت أسعار الذهب ارتفاعات منذ نهاية العام الماضي وحتي نهاية الجمعة الماضية تبلغ نسبتها 9.1 بالمائة، وشهد سعر جرام الذهب من عيار 24 ارتفاعاً ليصل إلى 168.68 ريال (45.91 دولار)، ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 126.53 ريال (33.73 دولار).
وفي الكويت، سجلت أسعار الذهب ارتفاعات خلال تلك الفترة مقارنة بأسعارها نهاية العام السابق له، ووصل سعر جرام الذهب من عيار 24 ارتفاعاً بما يعادل 1.13 درهم بالغاً 13.6 دينار (44.72 دولار)، ووصل سعر الجرام من عيار18 ارتفاعاً إلى 126.51 دينار (416.02 دولار).
وفي قطر، شهد سعر جرام الذهب من عيار 24 ارتفاعاً ليصل إلى 171.83 ريال ( 47.18 دولار)، ووصل سعر الأونصة 5344.47 ريال ( 1467.5 دولار).
تحسن متوقع
وقال رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات: إن مبيعات الذهب ستشهد تحسنا متوقعا في موسم عيد الأضحى، حيث ما زال المستهلكون ينظرون إلى المعدن الأصفر على أنه أحد أفضل الهدايا التي يمكن تقديمها في هذه المناسبة.
وتوقع توحيد عبد الله، أن يتزايد الإقبال على الشراء بأسواق الذهب بالخليج ولاسيما بالسعودية ودبي خلال أغسطس/آب المقبل مع تزايد حركة السياحة الدينية الوافدة للمملكة والمتوقعة ارتفاعها بإمارة دبي خلال عطلة عيد الأضحى المقبلة.
وأشار عبد الله إلى أن مسيرة التحول الطموحة التي تقودها "رؤية المملكة 2030"، وخارطة الطريق المنبثقة عنها، تعزز قطاع تجارة التجزئة في أسواقها، مؤكدا أن التوقعات للنصف الثاني من العام للمعدن الأصفر إيجابية للغاية، سواءً في دولة الإمارات أو باقي دول المنطقة.
وأكد عبدالله أن قطاع صناعة وتجارة الذهب يعد من أبرز القطاعات المساهمة في عملية التنويع الاقتصادي، والمهيأة لمرحلة ما بعد النفط، مضيفاً إن الإمارات تتصدر أسواق منطقة الشرق الأوسط حالياً في تجارة مشغولات الذهب.
وشدد أن دبي قادرة على أن تحافظ على مكانتها كوجهة عالمية مفضلة لشراء الذهب والمجوهرات في ظل المزايا التي توفرها للمستهلكين.
وسوق الذهب في إمارة دبي يعتبر من أشهر وأكبر أسواق المعدن الأصفر في العالم نتيجة اعتماده على تجارة التجزئة والتصنيع كما أنه سوق استيراد لاعاده التصدير، إضافة إلى جودته، ما يساعد على زيادة الإقبال من المستهلكين من مختلف الجنسيات.
الأجواء الجيوسياسية
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سبائك أن الارتفاعات المتلاحقة للذهب التي دفعته لأعلى مستوياته في ست سنوات عالميا كانت تستند إلى الأحداث الجيوسياسية بالشرق الأوسط، والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتوقعات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي.
وأضاف رجب حامد أن تلك العوامل رغم ارتفاع الأسعار أدت إلى لجوء المستثمرين للذهب كملاذ آمن خلال الفترة الحالية وسط تزايد المخاوف الحالية المتعلقة بالعقوبات على إيران ورد فعل طهران بالمنطقة.
وأشار حامد إلى أن أي تصاعد للأجواء الجيوسياسية بالمنطقة سيدفع الأسعار للمزيد من المستويات القياسية التي لم تحققها في تاريخها وفي ذات التوقيت نتوقع وصول معدلات الشراء للمعدن الأصفر من قبل الحكومات بالمنطقة وعالميا لمستويات لم تشهدها من قبل.
يُذكر أن سعر الذهب يختلف السعر بين دولة خليجية وأخرى لاختلاف التوقيت عند ربط السعر المحلي بالعالمي، وكذلك اختلاف تكلفة الصناعة من شركة إلى أخرى. وترتبط أسعار المعدن الأصفر محلياً بعدة متغيرات عديدة أبرزها أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتقلبات في أسعار الصرف، والمخاطر من الحرب التجارية المشتعلة حالياً.
حالة بطء
وأشار إلى أن الأسواق المحلية بدول الخليج تشهد مؤخراً تباطؤاً ملحوظاً في الطلب على شراء المشغولات الذهبية الجديدة، موضحاً أن حالة البطء ترجع لعدة عوامل أولها الزيادات السعرية الكبيرة التي يسجلها الذهب عالمياً.
وبين حامد أن من تلك العوامل دخول فصل الصيف وتأثيره بحركة السياح، فضلاً عن بدء موسم العطلات والسفر.
وتوقع رجب حامد أن من المتوقع أن تشهد رواجاً كبيراً في مبيعات المشغولات الذهبية والمجوهرات قبيل عطلة عيد الأضحى وهي الفترة التي تمتاز بالعروض التي تقدم كبرى المحال بدبي وبالسعودية التي تتأهب لاستقبال موسم حافل "موسم الحج".
والذهب من المعادن الثمينة ذات القيمة المُرتفعة وإحدى أهم أدوات الزينة للنساء، حيث يقبل بعض أفراد المجتمع على شرائه مع قرب مناسبات الأعياد بشكل ملحوظ، ما يساعد في ارتفاع أسعاره خلال الفترة الحالية.
وأوضح حامد أن أغلب الزبائن الذين يأتون خلال فترة الحج من جنسيات البلدان العربية يفضلون الذهب 21، ومنهم من الجنسيات الآسيوية، وهم يبحثون دائماً عن الجنيهات والسبائك وسلاسل الذهب السادة.
وبين أن الحجاج القادمين من شمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا يفضلون المشغولات الذهبية المصنوعة في أوروبا خاصة الإيطالية، وهذه تكون في الغالب عيار 18.
ودعا حامد المستهلك لاستغلال فترة انخفاض الذهب الوقتية عند الأسعار الحالية ومحاولة استثمار أموالهم في المعدن الأصفر وخاصة بالجنيهات والسبائك.
تركز المشتريات
وقال محمد رفيق، مدير محل لبيع الأحجار الكريمة والمجوهرات"، أن مشتريات الذهب خلال موسم العيد تتركز عادة على الأطقم البسيطة من عياري 18 و21 حيث أن تلك النوعية يعدان الأكثر تنوعاً في موديلات التصنيع والتصاميم.
ولفت إلى أن الأسعار الحالية محفزة على شراء الذهب رغم الزيادات المحدودة ما سيكون لها تأثيرات إيجابية على تنشيط حركة المبيعات على المشغولات والمجوهرات.
وأضاف أن العديد من المستهلكين يستغلون فرصة العيد لعقد القرآن والخطوبة، وهو ما يجعلهم مضطرين إلى شراء المشغولات الذهبية قبيل العيد أو أثناء فترة العيد، بغض النظر عن الأسعار خلال تلك الفترة.
ترقب الفرصة
من جهته، لفت جورج رضا مدير محل لبيع المجوهرات بالخليج، أن معظم المتعاملين المهتمين بالسبائك والعملات الذهبية لا يزالون يترقبون تسجيل ارتفاعات جديدة بنسب أكبر، حتى يقبلوا على بيع ما بحوزتهم من سبائك.
وأكد أن الأسواق تشهد حالياً حالة بطء في الطلب على شراء مشغولات جديدة، مع استمرار أسعار الذهب عند معدلات مرتفعة، وعدم وجود محفزات من مناسبات أو مواسم تحرك الطلب.
وأشار إلى أن منافذ البيع تشهد حركة ملحوظة في الإقبال على بيع المشغولات الذهبية القديمة للاستفادة من الارتفاعات السعرية.
ترشيحات:
المالية تتفاهم مع المنطقة الحرة بالحمرية ومطار الشارقة لتبادل المعلومات
حاكم دبي: نريد ترسيخ وعي الجاهزية للمستقبل بالعمل الحكومي
الاقتصاد الإماراتية تبحث مع "بروج" آفاق التعاون التجاري
بعد أنباء عن احتجازها في الخليج.. ناقلة النفط البريطانية "آمنة وبخير"
أخبار متعلقة :