تحرير: نهى النحاس
مباشر: أعلن رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته دونالد تاسك عن تقدم في المفاوضات بين قادة أوروبا التي كانت تبدو بلا نهاية والمتعلقة بالكيفية التي يجب بها شغل أعلى الوظائف الأوروبية.
وتشير شركة الأبحاث "أي.إن.جي" إلى أن أوروبا دائماً قادرة على أن تبهرك، فوسط العديد من المآزق والمصالح الوطنية ومع اقتراب أول جلسة لانعقاد البرلمان الأوروبي للتصويت على الرئيس الجديد للبرلمان وافق قادة أوروبا أخيراً على المرشحين للمناصب الهامة.
ورشح القادة كريستين لاجارد (فرنسية الجنسية) لمنصب رئاسة المجلس الأوروبي، وأورسولا فون دير لاين (ألمانية الجنسية) لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، وتشارلز ميشيل (بلجيكي الجنسية) لمنصب رئيس المجلس الأوروبي، وجوزيب بوريل (إسباني الجنسية) لمنصب الممثل السامي للسياسة الخارجية.
ويجب على البرلمان الأوروبي الموافقة على ترشيح فون دير لاين، ولكنه لا يملك حق الفيتو بشأن ترشيح منصب رئيس المركزي الأوروبي، أما عن المنصبين الآخرين فإنه يتم اختيارهما بشكل حصري من جانب الحكومات.
أكبر مفاجأة.. لاجارد في المركزي الأوروبي
وبالنسبة للأسواق المالية فإن ترشيح لاجارد لتخلف ماريو دراجي في رئاسة المركزي الأوروبي هو أمر بالغ الأهمية، كما أنها خطوة مفاجئة.
كريستين لاجارد التي تشغل في الوقت الحالي منصب مدير صندوق النقد الدولي دائماً ما استبعدت أي طموح لشغل أي وظائف أوروبية رفيعة المستوى، وهي اليوم تظهر كمرشح لرئاسة البنك المركزي.
وإذا تحقق ذلك فإن لاجارد ستكون أول سيدة تشغل أعلى منصب داخل البنك المركزي الأوروبي، كما أنها ستكون أول رئيس للبنك المركزي لا يمتلك أي خبرة نشطة داخل بنك مركزي.
والانتقاد الأولي الموجه إلى لاجارد واضح وهو غياب الخبرة داخل بنك مركزي، وعدم حصولها على تعليم اقتصادي رفيع المستوى.
وكان جان كلود تريشيه رئيس المركزي الأوروبي الأسبق مختلفاً عما سبقه في المنصب فيم دوسينبيرغ، مثلما يختلف ماريو دراجي عن تريشيه.
وعليه فإن "أي.إن.جي" يقدم أول تقييم لما قد يعنيه ترشيح لاجارد في منصب رئيس المركزي الأوروبي بالنسبة للبنك وسياسته النقدية في منطقة اليورو.
هل ستتبع سياسة نقدية تيسرية أم تشددية.. في الحقيقة فإنه من المستحيل في الوقت الحالي تحديد ذلك الأمر، فكريستسن لاجارد لم تسترع الانتباه بشأن وجهات النظر الصريحة بشأن السياسة النقدية.
ودائماً ما كان دراجي يمنح الانطباع الخاص بأنه يمكن استدعائه في منتصف الليل لتجده يعرف كافة مكونات قراءة مؤشر مديري المشتريات الأخيرة عن ظهر قلب، فهو دائماً أذكى طالب في الصف الدراسي وصاحب الأذان الواعية والعين المراقبة للأسواق المالية.
أما كريستين لاجارد فمن المحتمل أن تكون مشرف أكثر من أن تكون صاحبة قرار فيما يتعلق بالسياسة النقدية، وفي الأوقات التي ينتقد فيها بعض أعضاء البنك المركزي الأوروبي عملية صنع القرار داخل الدائرة الداخلية سيكون ذلك تغييرًا.
وعلى الرغم أن البنك المركزي الأوروبي يمتلك فريق ذو كفاءة مرتفعة وكبيرة ولكن السؤال هو ما إذا كانت السياسة النقدية القائمة على استنزاف العقول مع رحيل بيتر برايت وفيتور كونستانسيو وماريو دراجي سيتم تعويضها بشكل مماثل، أو ما إذا كان فيليب لان من المحتمل أن يصبح قريباً أخر خبير اقتصادي نقدي عملي في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي.
والسؤال الأخر هنا: هل مع كريستين لاجارد على رأس البنك المركزي الأوروبي سيتحول ميزان القوى بعيداً عن المجلس التنفيذي للبنك لصالح محافظي البنك من أعضاء البنوك المركزية الأوروبية؟.
ومع تولي لاجارد المنصب فإن البنك المركزي الأوروبي سيشهد تواجد شخصية قادرة على التواصل بشكل رائع، ولكن نوع السياسات النقدية التي تعتمد عليها حقاً لاجارد يظل أمراً لا يعرفه أحد.
ويؤكد "أي.إن.جي" على أنه انطلاقاً من وجهة نظرهم فإن استمرار موقف السياسة النقدية الواقعية إلى جانب التأكيد على عبارة "الدفاع عن النمو الاقتصادي مهما كلف الأمر" يبدو الخيار المرجح للسياسة النقدية الأوروبية.
ولكن مدى إمكانية استعداد البنك المركزي الأوروبي تحت إدارة لاجارد لاتخاذ تدابير جريئة مثل دراجي سوف يعتمد على توازن القوى الجديدة بين المجلس التنفيذي والمحافظين الوطنيين داخل البنك.
أخبار متعلقة :