تحرير: سالي إسماعيل
مباشر: يشعر العالم بالقلق حيال خط أنابيب جديد للغاز الطبيعي داخل أوروبا من روسيا.
ويُقلق مشروع "نورد ستريم 2" القادة في أوربا الشرقية، ويضع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل محلاً للانتقاد ويثير غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
والآن يمكن أن يصبح خط الأنابيب هدفاً للعقوبات الأمريكية الجديدة.
ويقدم تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية إجابات لـ9 تساؤلات حول هذا المشروع المثير للمخاوف.
1- ما هو نورد ستريم 2؟
خطة لإنشاء خط أنابيب تحت البحر بطول 1230 كيلومتر (764 ميل) والذي سينقل الغاز الطبيعي من الحقول الروسية إلى الشبكة الأوروبية على ساحل بحر البلطيق الألماني.
ومن شأن هذا المشروع أن يضاعف من سعة المسار الحالي تحت البحر - نورد ستريم الأصلي - والذي تم افتتاحه في عام 2011.
وتمتلك شركة جازبروم الروسية المشروع مع شركة رويال داتش شل وأربعة مستثمرين آخرين بما في ذلك "يونيبر إس.إيه" و"وينترشل إي.جي" الألمانيتين والذين سوف يقدمان نصف التكلفة البالغة 9.5 مليار يورو (10.7 مليار دولار).
واعتباراً من أوائل يونيو/حريزان الجاري، تم تشييد نحو 57 بالمئة من خط الأنابيب، بحسب ما ذكرته "جازبروم".
2- متى سيتم افتتاح المشروع؟
حصلت شركة "جازبروم" على تصاريح بيئية وتصاريح بالبناء من كل من ألمانيا وفنلندا والسويد لكنها واجهت صعوبة في الحصول على موافقات مماثلة من الدنمارك. (من شأن خط الأنابيب أن يعبر المناطق الاقتصادية لتلك الدول الأربعة بالإضافة إلى روسيا)
وفي مارس/آذار الماضي، طلبت وكالة الطاقة الدنماركية من الشركة الروسية تطوير خيارات مسار خط الأنابيب بسبب المخاوف البيئية، وهو الطلب الذي اعتبره "نورد ستريم 2" بمثابة محاولة متعمدة لتأجيل إتمام المشروع.
ويمكن أن يعاني مشروع "نورد ستريم 2" تأجيل ضئيل يتجاوز الموعد المخطط للافتتاح في نهاية عام 2019، هكذا قال الرئيس التنفيذي لشركة جازبروم "أليكسي ميلر".
3- لماذا تريد روسيا خط الأنابيب؟
قبل مشروع نورد ستريم، كانت روسيا ترسل نحو ثلثي صادراتها من الغاز إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب في أوكرانيا، وهي الدولة التي تربطها بها علاقات متوترة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وترك هذا الأمر "جازبروم" عرضة للاضطرابات مثل نزاع التسعير مع أوكرانيا، والذي دفع القادة الروس لتعليق تدفق الغاز لمدة 13 يوماً في عام 2009.
ومنذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين البلدين كما بلغت ذروة السوء خلال الثورة الشعبية الأوكرانية التي أطاحت برئيسهم الموالي للرئيس الروسي وساهم في استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم.
وتُعد مشاريع نورد ستريم مجرد جزء واحد من جهود شركة جازبروم المستمرة منذ عقود لتنويع خيارات التصدير إلى أوروبا.
وتتوقع روسيا أن يزداد الطلب الأوروبي على الغاز مع ابتعاد بعض الدول عن الطاقة النووية والفحم وبالتزامن مع انخفاض إنتاجهم المحلي من الغاز.
4- لماذا تتدخل الولايات المتحدة؟
عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً عن انتقاداته لدعم ألمانيا مشروع "نورد ستريم 2".
وفي يوليو/تموز الماضي، قبل اجتماعه مع الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرغ"، قال ترامب إن ألمانيا قد جعلت نفسها أسيرة لروسيا عبر الحصول على الكثير من طاقتها من بلاد الدب الأبيض.
وذكرت مجموعة مكونة من 39 عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2018، أن مشروع "نورد ستريم 2" من شأنه أن يجعل حلفاء الولايات المتحدة أكثر عرضة لنفوذ موسكو.
وزاد تهديد ترامب المتكرر بشأن فرض عقوبات في يونيو/حريزان من الضغط، على الرغم من أن كيفية فرض تلك العقوبات ومن الذي سيتم استهدافه لا يزال غير واضحاً.
5- هل يتعلق هذا الأمر بشأن بيع المزيد من الغاز الأمريكي؟
لا شك في أن الولايات المتحدة حريصة على زيادة مبيعاتها في أوروبا من الغاز الطبيعي المسال، والذي يلقب باسم "غاز الحرية"، لكن الآفاق يحوطها الغيوم.
ويجب أن يخضع الغاز الأمريكي لعملية تبريد في شكل سائل وشحنه في صهاريج عبر المحيط الأطلسي بتكلفة كبيرة.
وفي الغالب تصل الإمدادات الروسية إلى أوروبا من خلال شبكة خطوط أنابيب تم وضعها منذ عقود وبسعر أقل بكثير.
ومع ذلك، حقق الموردون الأمريكيون بعض النجاحات الأخيرة في إبرام صفقات مع بولندا، والتي تطمح لتقليص قبضة روسيا على إمدادتها من الطاقة.
وتكمن المشكلة الرئيسية في أن التخمة العالمية من الغاز أدت إلى خفض الأسعار في أوروبا لدرجة أن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي يكافح من أجل المنافسة.
6- هل هناك معارضين آخرين لمشروع نورد ستريم 2؟
تحصل الدول الواقعة بين روسيا وألمانيا على رسوم عبور على الغاز الطبيعي التي يتدفق عبر أراضيها.
وتشعر تلك الدول - أوكرانيا وبولندا وسلوفاكيا - بالقلق حيال أمرين أحدهما هو أنهم سيفقدون الإيرادات كما أن نورد ستريم 2 يمنح روسيا القدرة على تجاوزهم تماماً في أوقات الاحتكاك السياسي.
وقالت رئيسة ليتوانيا "داليا جريبوسكايت" إن بلادها لطالما نظرت إلى نورد ستريم 2 على أنه ذو دوافع سياسية وجيوسياسية، وليس له أيّ مبرر اقتصادي كما يلزم بعض الدول الأوروبية بمتابعة سياسة الطاقة الحرة.
7- هل أوروبا أسيرة للغاز الروسي حقاً؟
تشير تقديرات شركة جازبروم إلى أنه في عام 2018 نمت حصتها من سوق الغاز الأوروبي إلى ما يقل قليلاً عن 37 بالمئة مقارنة مع حوالي 34 بالمئة في عام 2017، مدفوعة بانخفاض الإنتاج في المنطقة.
ولا تعتمد كافة الدول بالتساوي على الواردات من روسيا.
ولا تزال شركة جازبروم هي المورد الرئيسي التقليدي لفنلندا ولاتفيا وبيلاروسيا ودول البلقان لكن أوروبا الغربية تحصل على احتياجاتها من الغاز من مجموعة واسعة من المصادر بما في ذلك شمال إفريقيا والنرويج وهولندا.
في حين أن دول جنوب أوروبا لا تستخدم أيّ غاز روسي.
وأصبحت السوق الأوروبية أكثر تنافسية في السنوات الأخيرة، حيث تتنافس الإمدادات من قطر وأماكن أخرى لتحل محل الإنتاج المحلي الآخذ في الانخفاض من بحر الشمال.
8- كيف ترد روسيا وألمانيا؟
يأتي حديث ترامب عن عقوبات نورد ستريم في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات الأمريكية الروسية إلى أدنى مستوياتها في عقود.
وقال "ديمتري بيسكوف" المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 12 يونيو/حريزان، إن تهديد العقوبة ليس سوى ابتزاز وشكل من أشكال المنافسة غير العادلة.
وكرر بيسكوف شعار روسيا التقليدي بأن نورد ستريم 2 هو مشروع تجاري بحت يهدف إلى زيادة أمن الطاقة في أوروبا.
كما أن علاقة ترامب مع ميركل متوترة أيضاً.
وشددت وزارة الاقتصاد الألمانية على أنها تعارض فرض العقوبات خارج أراضي الدولة، كما ترى أن العلاقة الروسية تمتثل للقانون الوطني والأوروبي.
9- هل لدى الولايات المتحدة خيارات أخرى؟
بشكل رئيسي، تجد صادرات الغاز الطبيعي الأمريكي المسال موطناً في أمريكا اللاتينية، أو في آسيا، حيث ترتفع الأسعار غالباً، على الرغم من أن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين قد تُصبح عقبة.
وتراجعت واردات الصين من الغاز الأمريكي منذ فرضت بكين تعريفة على الوقود في العام الماضي كرد انتقامي على الرسوم التي فرضتها إدارة البيت الأبيض.
أخبار متعلقة :