شبكة عيون الإخبارية

كيف ستنهي بورصات الخليج تداولات رمضان؟

من: محمود جمال

مباشر: مع اقتراب انتهاء تداولات شهر رمضان من المتوقع أن تشهد بورصات الخليج أداءً متبايناً وسط ترقب المستثمرين للمزيد من الأنباء عن الحرب التجارية والتطورات الجيوسياسية، إضافة إلى تطبيق نتائج مراجعة مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، واتجاه الأسواق العالمية والنفط الذين سجلا ارتفاعاً بنهاية الأسبوع الماضي.

وبنهاية جلسة الخميس الماضي، تراجعت أغلب بورصات الخليج وفي مقدمتها "" مع اتجاه المستثمرين لتخفيف المراكز بالأسهم الكبرى.

وتنتهي تداولات الشهر الفضيل بأغلب أسواق الخليج نهاية الاسبوع الجاري وبأقصى تقدير مطلع الأسبوع القادم، حيث أعلنت شركة السوق المالية السعودية (تداول)، أن إجازة عيد الفطر المبارك ستبدأ بنهاية تداول يوم الخميس الموافق 30 مايو الجاري على أن يستأنف التداول بعد الإجازة يوم الأحد الموافق 9 يونيو 2019.

إم إس سي آي

وأعلنت مؤسسة مورجان ستانلي لمؤشرات الأسواق إم إس سي آي في وقت سابق أنها ستضيف 30 شركة من سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة الأولى، اعتباراً من 28 مايو الجاري، على أن يبلغ وزن هذه الشركات الإجمالي 1.42 بالمائة من مؤشر MSCI للأسواق الناشئة.

ومع مراجعة "إم إس سي آي" نصف السنوية لأسهم الإمارات أظهرت إبقاء "إعمار مولز" و"إعمار للتطوير" ضمن المؤشر القياسي لتخالف بذلك التوقعات التي كانت تشير في السابق لحذفها من المؤشر ذاتها، كما أبقت المؤسسة على عدم تغيير وزن "أبوظبي الأول" كما كان متوقعاً. وأضافت شركة "دانة غاز" ضمن مؤشر "إم إس سي آي" للشركات الصغيرة.

وبحسب المراجعة، خرجت "داماك العقارية"، من مؤشر "إم إس سي آي" القياسي العالمي، فيما انضمت شركة سوق دبي المالي إلى مؤشر "إم إس سي آي" للشركات الصغيرة، وخرجت "أمانات القابضة" من المؤشر نفسه.

انتظار المستثمرين

وقال مدير إدارة الأصول لدى شركة مينا كورب للخدمات المالية، لـ"مباشر"، إن التراجعات التي منيت بها الأسواق الخليجية في نهاية الأسبوع الماضي كانت طبيعية وسط انتظار المستثمرين بالأسهم لعدة عوامل هامة.

وأشار طارق قاقيش إلى إن  بعض القرارات السيادية الأسبوع الماضي اعطت أسواق الإمارات على سبيل المثال نوعا من التقاط الأنفاس، مبينا أن من تلك القرارت منح الإقامة الدائمة في الدولة ووهو القرار الذي كان له آثار إيجابي على مستويات الأسعار  ومن ثم جلب استثمارات جديدة.

وأضاف أن هدوء الأوضاع الجيوسياسة أسهم في ارتياح المتداولين،  وتوقع أن يؤخر المستثمرين قراراتهم هذا الأسبوع إلى أن تتأكد الموجة الصاعدة بالأسواق العالمية إضافة الى توجهات النفط وذلك بعد التصريحات المتفائلة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي عن هواوي واحتمالية حلحة الأزمة.

وألمح الرئيس الأمريكي دونالد إلى احتمال تخفيف، أو رفع العقوبات عن شركة التكنولوجيا الصينية "هواوي"، المدرجة في قائمة واشنطن السوداء في حال إبرام اتفاق تجاري مع بكين. 

ولفت طارق قاقيش إلى أن تفعيل قرار "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بشأن إبقاء بعض الأسهم الإماراتية سيحدث نقلة إيجابية للأسواق المحلية، مشيرا إلى أن التطورات الجيوسياسية تبقى هي البوصلة الرئيسية للأسهم هذا الأسبوع وسط الترقب لنتائج القمة العربية والخليجية بشأن التوترات بالمنطقة والتي ستعقد بمدينة مكة المكرمة نهاية الأسبوع.

وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، بأن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس الموافق 30 مايو/أيَّار 2019.

وتوقع  أن تعاود أسواق الأسهم نشاطها بعد انتهاء موسم الأعياد من خلال الدخول الأجنبي والمؤسساتي الذي من المتوقع أن يسيطر على التعاملات خلال الجلسات المقبلة بدعم من الأسعار المغرية، حالة التفاؤل السائدة بعد قرارات حكومية لاسيما بالإمارات.

وفي مطلع الأسبوع الماضي، أطلق  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء #حاكم_دبي اليوم نظام الإقامة الدائمة "البطاقة الذهبية" في دولة الإمارات لـ  6800 مستثمر تبلغ إجمالي استثماراتهم 100 مليار درهم.

إقبال تاريخي

وعلى ذات الصعيد، قال أحمد عقل المحلل المالي بأسواق المال إن الأسواق الخليجية، وفي مقدمتها البورصة السعودية والإماراتية والقطرية على موعد مع أداء مستقر مائل للإرتفاع خلال الأسبوع مع تطبيق مراجعتها على مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة التي ظهرت مؤخرا.

ورجح  إقبال بشكل تاريخي من قبل المحافظ الأجنبية على التداول بالسوق السعودي وأسواق الخليج مع دخول الأسهم السعودية بذلك المؤشر العالمي في مايو الجاري. وأكد أن الترقية التي حدثت لبعض الاسهم الخليجية دليل كبير على ثقة المؤسسات الدولية في متانة  تلك الأسهم وجذابيتها للمستثمرين الدوليين.

ولفت إلى أن التباين الذي تمر به الأسواق واقعياً بالتزامن مع اقتراب انتهاء موسم تداولات الشهر الفضيل الذي يوجه بوصلة استثمارات مستثمري طويل الأجل، إضافة إلى ترقب المحافظ الأجنبية إلى تطورات الأضطرابات الجيوسياسية بالمنطقة.

رغبة المستثمرين

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "مايندكرافت" للاستشارات، أن التداولات كانت ضعيفة خلال تداولات الأسبوع، لعدم رغبة المستثمرين الأفراد في ضخ سيولة جديدة بالسوق، في إطار حذرهم من الأحداث الجيوسياسية والخلافات التجارية العالمية. 

وأوضح  فادي الغطيس، أن المؤشر الإيجابي في الأسواق عامة يتمثل في أن المؤسسات لم تعدل استراتيجيتها، وظلت محتفظة بمراكزها في الأسهم بالسوق.

وأكد  أن الإعلان عن الإقامة الذهبية بالإمارات، ومنحها لأكثر من 6000 مستثمر، سيؤثر في السوق وفي الاقتصاد على المدى الطويل، لأن المستثمرين الأجانب سيضخون أموالاً أكثر بالدولة خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن تلك القرارت ستدعم الاقتصاد ومن ثم الأسواق المالية التي تعاني من ضعف السيولة وزيادة الحذر حاليا.

فرص مميزة

ومن جانبه، قال إبراهيم الفيلكاوي، الاستشاري الاقتصادي، لـ"مباشر": إن إعلان المراجعات على مؤشر إم إس سي آي المرتقبة والمرحلة التي قبها هي فرصة لتبادل المراكز وتدوير السيولة بالأسهم التي بلغت مستويات مغرية.

وأشار إلى أن الأسواق ما زالت تمتلك فرصاً استثمارية مميزة مع وصول الأسعار لمستويات مغرية للشراء، ونجاح معظم الشركات في تسجيل أداء مالي متميز، ينذر بمحفزات جيدة.

ورجح أن تشهد الأسواق تعاملات هادئة سيطرت عليها النزعة الشرائية للمحافظ الأجنبية التي حرصت على الدخول لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة بالأسهم بعد وصول الأسعار لمستويات مغرية.

وأضاف أن اعتماد نظام الإقامة الدائمة للمستثمرين في دولة الإمارات، سيظل محفزاً قوياً لعودة  المكاسب الأسهم الكبرى وسط جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع المستثمرين على مواصلة وتوسعة أعمالهم بالدولة.

وأكد أن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الخليج ما زالت تلقي بظلالها على تداولات المستثمرين من المؤسسات والمحافظ الأجنبية.

 

المرونة العالية 

من جانبه، قال محمد الميموني محلل الأسواق المالية، إن حدة الشراء تزايدت بعد قرار مؤشر مورجان ستانلي بضم السوق السعودية لمرتبة الأسواق الناشئة بدءاً من نهاية مايو الجاري، بعد المرونة العالية التي قامت بها هيئة السوق المالية لتسهيل عملية دخول المستثمرين الأجانب، وقد اتضح ذلك جلياً بالتدفقات النقدية التي دعمت السوق بشكل مباشر.

وتوقع استمرار الأداء الإيجابي، وارتفاع السيولة تدريجياً في السوق خلال الفترة المقبلة، وسط تباين واضح في الأداء، مشيراً إلى أن من بين أكثر المؤثرات التي يتوقع أن تتحكم بالأسواق العوامل الخارجية كتوجهات الأسواق الأمريكية الفترة القادمة واتجاهات النفط.

 

 

 

مباشر (اقتصاد)

أخبار متعلقة :