مما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية تشهد تغيرات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في الوقت الحالي، حتى وإن كان هناك خلاف على طبيعة تلك التحولات ومدى تأثيرها. وتنبع هذه التغييرات من إتجاه المملكة نحو تطوير قطاعاتها الاقتصادية الغير بترولية لتحقيق رؤية السعودية 2030. ويأتي قطاع الطيران السعودي على قمة القطاعات الإقتصادية التي تشهد ذلك التطوير، واتضح مدى نمو هذا القطاع بشكل أفضل من خلال حجم الصناعة في خلال عام 2018 حيث وصل عدد المسافرين عبر مطارات المملكة العربية السعودية في ذلك العام إلى ما يربو على 99 مليون مسافر.
وقد لعب قطاع الطيران دورًا كبيرًا في النمو الاقتصادي للعديد من الدول المجاورة خاصة مع تواجد عدد كبير مع المغتربين والعاملين والسياح الوافدين إلى المنطقة، ومن المتوقع أن يكون هذا الدور ذو أهمية أكبر في السعودية حيث أنها أكبر دول المنطقة كما أنها تستقبل الملايين من السياح أثناء مواسم الحج والعمرة سنويًا. ويأتي مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد (المعروف أيضًا بإسم مطار جدة الجديد) كأحد أهم الخطوات الهادفة لتحقيق هذا الغرض.
معلومات عامة عن المطار الجديد:
ويهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد إلى دعم مكانة مدينة جدة، وهي ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية، كمركز سياحي وتجاري عالمي وكذلك ليكون أهم مطارات المملكة حيث أنه سيعمل على خدمة المسافرين من وإلى المنطقة الغربية بالمملكة كما أنه يعد البوابة الرئيسية للحجاج الوافدين إلى المملكة. وسوف يتم بناء المطار على ثلاث مراحل تنتهي آخرها في عام 2035، وسوف يحتوي على ثلاث مدارج عند انتهاء بنائه. ووصلت الطاقة الإستيعابية للمطار إلى نحو 30 مليون مسافر سنويًا ومن المقرر أن تتضاعف هذه الطاقة لتصل إلى حوالي80 مليون مسافر سنويًا عند انتهاء جميع مراحل بناء المطار في عام 2035.
هذا وقد تم بناء مطار جدة الجديد على مساحة شاسعة تتضمن 810000 متر مربع من صالات السفر وما يقارب 28000 متر مربع من المساحات التجارية و98 موقفًا للطائرات منهم 70 موقف متصل بمبنى المطار. بالإضافة إلى ذلك، فإن المطار سوف يحتوي على أعلى برج مراقبة في العالم والذي سيصل ارتفاعه إلى 136 مترًا كما أن نظام مناولة الأمتعة يصل طوله إلى 34 كيلومتر.
مراحل تشغيل مطار جدة الجديد:
المرحلة الأولى (مايو 2018):
بدأت أولى مراحل عمل مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في شهر مايو من عام 2018 من خلال إطلاق مرحلة التشغيل التجريبي والتي شملت عدد محدود من رحلات الطيران الداخلي، وبشكل أكثر تحديدًا، كانت هناك ست وجهات محلية أولية للرحلات وهي القريات والوطه وطريف والهفوف وعرعر والعلا.
المرحلة الثانية (سبتمبر 2018):
وتمت إضافة خمس وجهات محلية جديدة في شهر سبتمبر وهي مدن تبوك والقيصومة وينبع والدودامي والباحة.
المرحلة الثالثة (أكتوبر 2018 - ديسمبر 2018):
تضمنت المرحلة الثالثة رحلات لبقية الوجهات المحلية داخل المملكة بالإضافة إلى إطلاق أولى الرحلات الدولية.
المرحلة الرابعة (مطلع عام 2019):
وكانت هذه مرحلة التشغيل الرئيسية والتي استمرت من شهر يناير إلى شهر مارس من العام الحالي.
ويأتي هذا التطور الذي تشهده صناعة الطيران في المملكة العربية السعودية بالتزامن مع توقعات من شركة بوينج والتي تعد من أكبر شركات تصنيع الطائرات في العالم بإرتفاع الحاجة إلى طيارين جدد حيث أنها تنبأت بأن الطلب على الطيارين سيصل إلى 617000 طيار جديد في خلال العقدين الجديدين وهو ما تعمل أكاديميات الطيران في المملكة العربية السعودية على استغلاله لملء تلك الفجوة بطيارين مدربين على أعلى مستوى.
أخبار متعلقة :