كتب – محمد علي
يؤمن معظم البشر بوجود الجان والشياطين، وتأثيرهم الكبير على حياة الناس حينما يقررون التدخل فيها، فلم يخل كتاب من الكتب السماوية إلا وذكر فيها الجان، كما تنتشر حالات كثيرة مؤكدة لوجود الجان من خلال حالات المس أو الإلتباس وغيرها من حالات تحرش الجان بالإنسان.
وفي عمق جبال الأطلس، وتحديدًا فى منطقة إمليل، تتواجد قرية صغيرة تعيش في سكينة مريبة عند سفح جبل توبقال الشهير، وهنا تنتهي علاقة الإنسان بوسائل النقل الحديثة، حيث تتسلم البغال دفة القيادة في اتجاه مقام “شمهروش”، أكبر قضاه الجان.
”شمهروش”.. القاضي بين البشر والجان.. بحضور “إبليس”
هو أحد أكابر ملوك الجان، وموكل من قبل كل ملوك الجان بعقد أكابر المحاكمات، وأشيع حوله أن جلسات محاكمته قوية جدًا، حيث لا يتخلف عنها أي ملك جن أرضي ولا حتي شيطان، لدرجة أن أبليس نفسه يحضر جلساته.
وهو من الموالين بشدة للمسلمين، ويسكن المغرب العربي بهكفه المعروف هناك، وهو حي لم يموت حتي الآن.
وتجاوزت أسطورة “شمهروش” ملك الجن في الموروث الشعبي المغربي البلاد حيث انتشرت في الشمال الإفريقي، وذاع صيته بأنه “قاضي الجان ورئيس أعلى هيئة قضائية لهم والقادر أيضًا على شفاء الأمراض”.
مقام “شمهروش”..
ضريح “شمهروش” عبارة عن قبة بيضاء يعلوها أعلام بيضاء وخضراء تقع وسط جبال الأطلسي في المغرب، تحيط بها أسراب من الغربان “المسكونة بالأرواح” حسبما يؤمن سكان القرية.
و يجاورها صومعة صغيرة يطلق المغاربة على هذا المقام “بلاط سيدي شمهورش”.
يعتقد كل من يزور الضريح أن هذا المكان بمثابة “محكمة للجن تفض فيها النزاعات بين الإنس والجن، ويقتض من الظالم وكل يأخذ حقه”.
كما يعتقدون أن هذا الضريح هو أعلى سلطة للجن، والتي يتقدمها “شمهروش” الذي هو بمثابة ملك الجن بحسب الموروث الشعبي المغربي.
ووتقول الأسطورة أن المقام عبارة عن مكان يتعبد فيه “شمهورش”، وعندما لا تفيد الطقوس الاحتفالية ولا القرابين في تهدئة الجان وإخراجه من مساكنه الآدمية، فإن الحل الوحيد هو عقد محاكمة للجن، على نفس نمط محكمة الإنس، وتكون المحكمة ظاهرة حيث يظهر رعد وبرق.
المغارات السوداء.. للمسلمين فقط
ويتواجد حول المقام مغارات صغيرة اتخذت لون السواد بسبب دخان الشموع التى توقد فيها من قبل رواد المكان.
ويسود الاعتقاد بأن إنارة الشموع هناك طقس من طقوس الزيارة ينعكس ايجابًا على حياة الفرد وينيرها ويسبغ رعاة المقام عليه قدسية عظيمة.
ويتواجد عندها يافطة كبيرة كتب عليها بالعربية والفرنسية للمسلمين فقط، فلا يجوز لأي كان سوى المسلم بولوج المقام.
مذبح “شمهروش” لتقديم القرابين
ويعتقد أن للمقام سبعة من ملوك الجن ينزلون بالمقام للفصل فى القضايا وكل يوم مخصص
لملك منهم، وتوجد بجوار قبة شمهورش مذبج يذبح عليه القرابين التى يجلبها معهم مريدون الفصل بينهم وبين الجن فى نزاعاتهم، وحين لا تجدى الطقوس والقرابين يتم عقد محاكمة للجن.
مقام “شمهروش” الذي ملأ الدنيا بأسطورته ليس قصرًا كبيرًا ولا صرحًا عاليًا، هو فقط صخرة كبيرة وبضع جدران تلتقي معها لتشكل ما يشبه البيت.