"محمد يحيى"، شاب ثلاثيني، ناجح في عمله، يمتلك شركة استيراد وتصدير لبعض الماركات العالمية، بحي حدائق القبة، "محمد يحيى"، شاب ثلاثيني، ناجح في عمله، يمتلك شركة استيراد وتصدير لبعض الماركات العالمية، بحي حدائق القبة، يتمتع بحب واحترام أهل منطقته، فهو ابن "يحيى السيد"، أحد الرموز الشعبية بحدائق القبة، الذي دائما يتدخل لفض المشاحنات بالمنطقة، باعتباره كبيرهم.
لم يعلم "محمد" في أثناء نزوله من مقر شركته بشارع مصر والسودان، منتصف ليل أول من أمس الأحد، أن أحد الأشخاص يتربص له للفتك به، واستغل انشغال "محمد" بإجراء مكالمة هاتفية قبل استقلاله سيارته، وقام بسكب "ماء نار"، على وجهه وصدره بالشارع، أنهت حياته فور وصوله المستشفى، بينما لاذ المتهم بالهرب، تاركا خلفه العديد من التساؤلات حول الدافع وراء جريمته، خاصة أن القتيل يتمتع بحب الناس واحترامهم.
المتهمون بقتل رجل الأعمال
التفاصيل الكاملة للحادث :
"محمد كان محترم الله يرحمه.. من ساعة ما فتح شركته هنا من 6 سنين، واحنا ماشوفناش منه غير كل خير.. يتقتل ليه بالشكل ده".. بتلك الكلمات بدأ أحمد السباعي، 34 سنة، مكوجي، حديثه عن المجني عليه، متابعا: "محمد ابن الحاج يحيى، راجل محترم، وابوه من كبار المنطقة، والكل بيلجأ ليه لو فيه مشكلة، عشان هو راجل حقاني ومابيظلمش حد.. ومحمد كان طالع زي أبوه، ودايما بيقف مع الغلبان وجنب المحتاج".
وعن يوم الواقعة يتحدث السباعي قائلاً: "أنا محل المكوة بتاعي، جنب مول سرايا القبة، اللي فيه شركة محمد، وأنا عادةً باسهر في المحل، وأول امبارح نزل محمد، كعادته من الشركة الساعة 12.30 باللليل، وكان راكن عربيته قدام المول في الجهة الأخرى.. وبعد ما رمى السلام عليا بلحظات ومشي ناحية عربيته، لاقيته صرخ ووقع جنب عربيته".
وأضاف الحاج السباعي: "لما محمد صرخ جريت عليه أنا وناس من الشارع، لاقيت جلد وشه بيغلي وماسك زوره وبيصرخ بصوت منبوح، ففهمت إنه اترمى عليه مادة حارقة.. وأخدناه على مستشفى القبة، لكنه أول ما وصل المستشفى مات نتيجة إن مية النار لما اترمت على وشه جزء منها نزل في فمه، ومنها لمعدته فحرقت الأوردة اللي في رقبته وحرقت أمعاؤه ومات".
في حين التقط طرف الحديث، عمرو الصاوي، 31 سنة، وأحد العاملين بالمنطقة قائلاً: "اللي عمل كده في محمد، ماكنش عايز يموته.. كان عايز يشوهه، ودي حاجة غريبة، عشان القتيل كان محترم ومحبوب، ولو هايبقى ليه عداوات، هاتبقى بسبب أبوه بسبب تصديه للبلطجية في المنطقة، ودايما بيقف جنب المظلوم وبيجيب له حقه".
وتابع: "المنطقة عندنا عايشة في حزن من امبارح، ومستنيين أبوه ييجي من بلدهم اللي بيدفنوه فيها.. وهانعمل عزاء شعبي كبير لمحمد، الله يرحمه.. مع إن أنا سمعت إن الحاج يحيى رافض يعمل عزا، لغاية ما يعرف مين اللي عمل كده في ابنه".
تلقى المقدم تامر فراج، رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، إخطارا يفيد بمقتل رجل أعمال أمام مقر شركته بشارع ولي العهد المتفرع من شارع السودان، بعد إلقاء مادة حارقة عليه.
وكشفت التحريات أن الشواهد تؤكد تتبع الجاني بالمجني عليه وعلمه بتوقيت نزوله من عمله وتربص به للانتقام منه أمام مول شهير بشارع مصر والسودان، وسكب كمية كبيرة من المادة الحارقة المركزة على وجهه وصدره ولاذ بالفرار.
تحريات أجهزة الأمن أشارت إلى المجني عليه صاحب شركة استيراد، وتصدير شهيرة ولها ٦ أفرع -تم استدعاء جميع العاملين فيها واستجوابهم -كما أن والده من القيادات الشعبية بحدائق القبة، وله علاقات اقتصادية وتنفيذية متشعبة وغالبًا ما يتدخل لفض المشاحنات بالمنطقة.
وخلال السير في خطة البحث، الخطة موضع التنفيذ، وردت معلومات لفريق البحث مفادها وجود خلافات مالية بين المجني عليه وطليقته "أية.ع"، 26 سنة، ربة منزل، والسابق اتهامها في قضية "سرقة متجر" وأنها وراء ارتكاب الواقعة.
بإجراء التحريات تبين صحة ما ورد من معلومات، وأن سالفة الذكر وراء ارتكاب الواقعة بالاشتراك مع كل من "محمد.خ" وشهرته "محمد بخه"، 26 سنة، عامل بسوق العبور، و"فاروق.ر"، 25 سنة، موظف بشركة المياه والشرب، "مصاب بحروق بالوجه والذراعين والرقبة والصدر".
وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن ضبط الأولى والثاني بالمنطقة سكنهما، وضبط الثالث بمستشفى السلام بدائرة قسم شرطة العجوزة بالجيزة، والمحجوز بها للعلاج من آثار حروق بالوجه والذراعين والرقبة والصدر.
بمواجهتهم بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات أيدوها، واعترفت المتهمة الأولى بأنها عقب انفصالها عن المجني عليه رفض تسليمها مستحقاتها المالية "مؤخر صداق، وقائمة منقولات تقدر بنحو 350 ألفا"، مما أثار حفيظتها، ودفعها للانتقام منه.
واستكملت المتهمة، أنها وفي سبيل ذلك استعانت بالمتهم الثاني، الذي تربطها به علاقة عاطفية، واتفقت معه على إلقاء مادة كاوية "ماء نار" على المجني عليه وتشويه وجهه، مقابل 10 آلاف جنيه، وأرشدته عن مقر الشركة محل الواقعة، وأماكن تردد المجني عليه، وسلمته صورته الشخصية لمساعدته على تحديده، وتنفيذ مخططهما، وسلمته "جركن" يحوي ماء النار المستخدم في الواقعة، وقام بدوره بالاستعانة بصديقه المتهم الثالث.
وبتاريخ الواقعة توجه المتهمان الثاني والثالث بدراجة بخارية دون لوحات ملك الثاني، لمحل الواقعة، وفور مشاهدتهما المجني عليه خلال خروجه من مقر الشركة، قام المتهم الثالث بإلقاء المادة الكاوية عليه، محدثا إصابته، وفرا هاربين.
وعقب ذلك توجه المتهم الثاني لمحل إقامة المتهمة الأولى، وتحصل منها على 7 آلاف جنيه اقتسمها مع شريكه المتهم الثالث.
بمواجهة المتهمين الثاني والثالث بأقوال المتهمة الأولى أيداها، تم بإرشادهما ضبط الدراجة البخارية المستخدمة في ارتكاب الواقعة، وكذا ملابس المتهم الثالث التي كان يرتديها، و3600 جنيه من متحصلات الحادث، وأقرا بإنفاقهما باقي المبلغ على علاج الثالث ومتطلباتهما الشخصية.
المصدر : التحرير
أخبار متعلقة :