"متحبسنيش تاني عايز ألعب في الشارع مع زمايلي.." آخر كلمات قالها لوالدته قبل أن يُقتل بساعات على يد أحد جيرانه.. السيد السيد أحمد " طفل لم يكمل عامه السابع.. خرج كعادته يلعب رفقة زملائه في الشارع، ولكن هذه المرة اختلف الأمر، حيث استدرجه شاب وتعدى عليه ضربا مستخدما "فازة زرع"، على رأسه ليلقى مصرعه في الحال، وفي محاولة لإخفاء جريمته دفنه في مقابر منطقة المعصرة.
"مصراوي" توجه لمسكن الضحية، الذي يقع في شارع عبدالرازق بيومي بمنطقة منشية حدائق حلوان، للاستماع لروايات أقارب المجني عليه وجيرانه تعليقًا على الواقعة التي شغلت الأهالي، وأصبحت حديث الجميع.
داخل شقه سكنية متواضعة، في عقار مكوّن من 5 طوابق جلست الأم تحتضن صورة طفلها الضحية، وعلامات الأسى ترتسم على وجهها، تلتف حولها نسوة متشحات بالسواد، تتذكر تفاصيل الواقعة قائلة: في يوم الواقعة توّسل إليّ بالسماح له بالخروج، وبعد إلحاح منه وافقت على خروجه للعب، ونظر إلىّ مبتسما وقال" متحبسنيش تاني عايز ألعب في الشارع مع زمايلي"، مشيرة إلى أنها قبل الواقعة بيوم منعته من الخروج للشارع " حبسته في البيت"، ورفضت خروجه للعب رفقة زملائه".
الطفل سيد
"بعد ساعة سألت عليه، لكنه قد اختفى ولم يعلم عنه أحد شيئًا"، وأضافت "صُدمت حين عاد إلينا جثة، بعدما فقدت حياته على يد جارنا"، حسبي الله ونعم الوكيل.. لازم اللي عمل كدا يتعدم في ميدان عام " قالت الأم المكلومة" ياريتنى حبسته".
" المغرب أذن وابني مرجعش البيت"، يوضح الأب بشيء من الأسى والحزن، بعد ساعات من البحث عن ابني في كل مكان، حررنا محضر تغيب في قسم شرطة المعصرة، ولكن لم نتوصل لشيء، وبعدها خرجت المنطقة بأكلمها تبحث عن الطفل في كل مكان "كان الكل بيحبه" يضيف الأب، أثناء بحثنا عن الطفل في كل مكان، كان المتهم دائما يطمئني" متقلقش إن شاء الله هتلاقيه"، وتابع "بعد مرور 15 يوما على تغيب ابني، جاءني اتصال من قسم الشرطة بضرورة الحضور".
"دي هدوم ابنك؟" يقول الأب، ذهبت لقسم الشرطة، فإذا بأحد الضباط يعرض عليا ملابس ابني ويريد التأكد من أنها خاصة بطفلي الضحية، وعندما سألته أين ابني، قالي" ابنك اتقتل".
صمت الأب قليلا، ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ، واحتبس صوته وهو يصف شكل الجثة" ذهبت لمشرحة زينهم لرؤية ابنى فوجدته في حالة تحلل، ومكنش فيه آثار دم على جسمه"، وطالب الأب بالقصاص لنجله.
كواليس التعرف على المتهم وضبطه، عايشها محمد أحمد النادي "جد الطفل" ، يسرد لمصراوي "بعد العثور على جثة الطفل داخل المقابر، بدأ ضباط مباحث القسم في عملية البحث عن المتورط بارتكاب الواقعة، مشيرا إلى أنه تم استجواب عدد من الأهالي والجيران، وانتشرت عناصر من الشرطة السرية في المنطقة وبمحيط المقابر، ولوحظ خلال تلك الفترة تردد المتهم على مكان العثور على الجثة"، وتم القبض عليه.
"لو خرج المتهم من القضية بحجة إنه مريض نفسي، هيتسبب في مشاكل كتيرة" قالها النادي مطالبا بالقصاص العادل من المتهم.
حديث الجيران
قالت إحدى جيران الضحية، إن المتهم سيئ السمعة، واشتهر في المنطقة بالتحرش بالأطفال والسيدات، وسبق له التحرش ببعض السيدات أثناء نشوب حريق في إحدى الشقق السكنية، مستغلا انشغال الجميع بمحاولة إطفاء الحريق، وتجمعت السيدات وتعدين عليه بالضرب بالأحذية.
"هو في مجنون بيتعامل مع التجار وبيشتري بضاعة بـ5 آلاف جنيه كل يوم" قالت أم يوسف، من الأهالي، مستنكرة، وأضافت "المتهم شخص طبيعي ولا يعاني من مرض نفسي مثلما يدعى البعض بأنه مختل عقليا، وأوضحت أنه نجح في استدراج بعض الأطفال وحاول التعدي عليهم جنسيا، لكن الأهالي أمسكوا به وحذروا والدته بضرورة حبسة في المنزل.
الطفل سيد
"أمه سيباه في الشارع علشان خايفه على أحفادها منه"، قالت نور خالة الضحية، موضحة أن خروج المتهم من القضية بحجة أنه مختل عقليا سيحدث كثيرا من المشاكل، لافتة إلى أن الأهالي منعوا أطفالهم من الخروج من المنازل، خشية تعرضهم لأي مكروه.
وقال المتهم في التحقيقات إن المجني عليه يوم الحادث حاول مضايقته من خلال سبه بألفاظ نابية هو ووالدته أمام أطفال المنطقة "اعتاد مناداتي بالاسم الذي أكرهه "حليمه" ومضايقته وسط الطريق العام، ما أثار غضبي فقمت باصطحابه بعيدا عن زملائه وضربه على رأسه بآلة حاده أدت إلى مقتله".
وأضاف المتهم" خلعت ملابس المجني عليه وغسلته ووجهته نحو القبلة في مقبرة مفتوحة".
كان قسم شرطة المعصرة تلقى بلاغا من السيد أحمد بتغيب نجله السيد 7 سنوات أثناء لهوه أمام المنزل.
الطفل سيد
وبعد مرور 15 يوما على غياب الطفل عثر أحد عامل المقابر جثته عارية منتفخة البطن، وفي حالة تحلل كامل وبجواره ملابسه ونقلت الجثة إلى المشرحة لبيان التقرير الشرعي ومعرفة أسباب الوفاة.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة المتهم "علي.م" وشهرته "حليمه"، 27 عاما.
وأمر اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بإحالته للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
المصدر : مصراوى