أيقظ والدته المسنة من نومها العميق، ظل يلح عليها لتعد طعاما له، وبعدها طالبها بالصلاة، ثم تعدى عليها بالضرب، وعاد ليعتذر لها، وما إن اطمأنت وعادت لصلاتها حتى سارع بركلها بأقدامه وهي ساجدة، ولم يتركها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وهى ساجدة.. لم يكن هذا مشهدا من فيلم سينمائي، لكنها واقعة مأساوية هزت منطقة بهتيم بمحافظة القليوبية، وتحقق فيها الآن نيابة شبرا الخيمة ثان، بإشراف المستشار وليد البيلى المحامي العام لنيابات جنوب بنها.
عند الساعة الثانية من صباح الثلاثاء الماضي، استيقظ "أحمد . ح"، (43 عاما، محامي) من نومه، أيقظ والدته "صفاء ع." قائلا: "عايز آكل"، لكنها لم تنهض، فصرخ في وجهها وتعدى عليها بالضرب، توسلت إليه أن يتركها فهي مسنة تبلغ من العمر 78 عاما، وتعانى من أمراض عديدة، لكنه أصر على إيقاظها، وبعد أن أيقظها طالبها بالوضوء والصلاة، بحسب تحقيقات النيابة.
رضخت الأم لإلحاح ابنها وتوضأت، وأثناء صلاتها تعدى عليها ابنها بالضرب، محدثا إصابتها بجرح في الوجه.. خرجت من الصلاة فأبدى الابن ندمه وأخذ يطيب جراحها، وما أن اطمأنت الأم وعادت لصلاتها، حتى باغتها الابن أثناء سجودها وتعدى عليها بالضرب ركلا بالأقدام، ولم يتركها إلا جثة هامدة، وجلس بجوارها يبكي.
بعدها خرج "أحمد" لينظف المنطقة المحيطة بالمنزل المكون من 4 طوابق، بحسب أحد الجيران الذي طلب عدم نشر اسمه، قائلا: سارع أحمد بالاتصال بأشقائه المقيمين بمنطقة قريبه منه قائلا "تعالوا أمكم ماتت"، وبمجرد دخولهم المنزل، فوجئوا بالأم مسجاة على وجهها وشقيقهم يحتضنها ويبكى.
وأوضح الجار أن المتهم يعانى من حالة نفسية، وسبق أن احتجز بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية لمدة 45 يوما حتى تماثل للشفاء، وقال إنه كان يقيم مع المجني عليها بعدما توفى والده منذ عدة سنوات، وانفصلت زوجته عنه بحصولها على حكم بالخلع.
وأرجع سبب ارتكاب المتهم للواقعة، إلى خوفه من قيام والدته وأشقائه بإعادته لمستشفى الصحة النفسية، نظرا لتغير سلوكه في الفترات الأخيرة.
"أحمد شخص متدين ومثقف جدا.. أنا مش متخيل هو عمل كدة إزاي" قالها محام زميل للمتهم، موضحا أن أحمد حصل على دبلوم ثانوي صناعي، ثم درس الثانوية العامة، والتحق بعدها بكلية الحقوق، وكان يعمل محاميا بنيابات شبرا الخيمة، وشاهده داخل أروقة المحكمة قبل أسبوعين أثناء إنهاء إجراءات أوراق قضيه لأحد موكليه .
كان المقدم أحمد حماد رئيس مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة، تلقى بلاغا من "محمد .ح"، بتعدي شقيقه أحمد (43 سنة، محامى) بالضرب على والدتهما، حتى فارقت الحياة .
وانتقلت الأجهزة الأمنية وتبين أن المجني عليها ترتدي ملابسها كاملة ومسجاة على سجادة الصلاة بأرضية حجرة النوم ومصابة بجرح قطعي بالرأس وكدمات متفرقة بالوجه، وسجادة الصلاة عليها آثار دماء، وبسؤال شقيق المتهم "طه" (52سنة، مدير مدرسة)، قرر أن شقيقه يعاني من مرض نفسي يسمى "اضطراب وجداني ثنائي القطب" منذ أكثر من 12 عاما، وتم حجزه في أكثر من مستشفى لتلقي العلاج، وتتسبب نوبات المرض في تغير سلوكه للعدوانية.
وألقى رجال الشرطة القبض على المتهم،، وقرر مصطفى الشرقاوي وكيل النائب العام، حجز المتهم للعرض على مفتش الصحة لبيان مدى سلامة قواه العقلية والنفسية، قبل أن تتلقى تقريرا أوليا من مفتش الصحة بأنه لا يمكن الجزم بحالته.