كتب : الوطن منذ 50 دقيقة
قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر أين وإلى أين؟"، إن ما تعيشه المنطقة الآن سببه تلاقي قوتان وإرادتان متضادتان، الأولى هي الربيع العربي النابع من إرادة التغيير الشعبي، والأخرى التدخل الخارجي الذي يريد أن يضع قبضته على التغيرات قبل أن تأخذ مسارا لا يناسب مصالحه.
*لماذا ترى أن العام 2014 هو عام المصير؟
ـ دائماً في حركة التاريخ تكون هناك ثمة تراكمات تضاف إلى بعضها البعض، نحن منذ 15 عاما تقريبا بواقع الأمر نعيش هذه التراكمات بداية من الصلح المنفرد المصري مع إسرائيل والحرب اللبنانية والثورة الإيرانية وأفغانستان، وكل حمى الحرب العراقية وتدميرها، لكن أظن ونحن في عام 2013 أننا وصلنا إلى ذروة هذه التراكمات، المنطقة منهكة بشكل كبير، وأخشى أن تكون هذه المنطقة على وشك السقوط لولا بقيت بعض الأعمدة التي تسند الصورة، لكن أنا أخشى أن تتحول بعض هذه الحوادث في عام 2014 من تراكم كمي إلى حالة كيفية، قد تفاجئنا بأحداث مالم تنهض بقية القوائم في المنطقة، وأولها مصر، رغم ما فيها وما هو ملقى عليها من تبعات ومسؤوليات وأثقال وهموم، عليه أن يقف على قدميه، وبقي شيء في الخليج يجب أن يتماسك وشيء هناك في منطقة لبنان، المحيط بات في منتهى الصعوبة، باقي في مصر جزء مهم جدا، أنها برغم المشاكل لكنها لاتزال تقف على قدميها، والعام المقبل عليها أن تتقدم، وإلا فإني أخشى أن يعم هذا الطوفان، وأن يسير في المنطقة بأسرها، والغرب المصري لايزال ساكنا، والجنوب ملتهبا، فعندما تطلين على الخريطة يصيبك الذعر.
* ألم يكن من الأجدر اعتبار 2013 السنة الحاسمة لأنها شهدت سقوط نظام الإخوان، ليس في مصر فقط بل في المنطقة؟
ـ هذا صحيح، لكن بخصوص سقوط الإخوان، فقد بدا مبكرا جدا أن الإسلام ليس هو الحل، فهو موجود في قلوبنا جميعا لكن لا ينبغي أن نلقي عليه مسئوليات مستقبلنا، مستقبل البشر في يد البشر وفي إرادتهم وطاقتهم، ولم يفاجئني سقوط الإخوان، أنا أظن أننا خلطنا بين فكرة الإخوان وبين قوة الفكرة الدينية، وأظن أنه ثبت جليا منذ وقت مبكر أن الإخوان أتوا إلى سدة الحكم في "وضع خاص"، ولم يكن اختيارا حقيقيا من الشعب بشكل تاريخي، لكنه اختيار صنعته المصادفات والظروف، أنا شخصيا عندما قلت إن الإخوان من حقهم الاقتراب وأخذ السلطة كان هذا في معرض حديثي عن تيار هائم في المنطقة يتصور أن لديه ردا على سؤال المستقبل، وقلت حسنا تفضلوا إذا كان لديكم الجواب، لكن في حقيقة الامر لم يكن لدي أمل كبير لأنهم بعيدون عن العصر جدا.
مصر الآن وسط دائرة النار في ظل اشتعال الأوضاع في الجنوب والغرب والشرق
* تحدثت عن أنه إذا كانت المنطقة لم تقف ولن تتماسك فثمة طوفان قادم، ماهو هذا الطوفان؟
ـ الطوفان وحده لا يكفي، كل ماحولك عبارة عن دمار، على سبيل المثال جنوبا في السودان، الذي يشهد حالة من الانفكاك تقريبا بدأ بانفصال أول شمال السودان عن جنوبه، ثم الانفصال الثاني وهو عبارة عن محاولة أخرى حدثت بالأمس القريب، وهناك كردفان ودارفور ثم الصومال، وبالتالي الجنوب يمثل جبهة مشتعلة، وفي جهة الغرب تجاه ليبيا هناك جبهة أخرى مشتعلة، والمشرق العربي هناك جبهة مشتعلة حتى حدود إيران، ومشاكل البحرالمتوسط التي لانعلم عنها شيئا، وماحدث هو أن مصر تقف الآن في دائرة نار وأنا قلق جدا عليها، وإذا لم تقف وتتقدم وتزيح ما أمامها أخشى عليها، فهناك موقف اقتصادي على الحافة، وموقف سياسي أيضا على الحافة، وموقف فكري اجتماعي على الحافة، والتصورات تحتاج كلها إلى بعث جديد، مالم يقف هذا البلد ويستجمع قواه فأنا أرى أنه أمام مشكلة كبيرة جدا.
أخبار متعلقة :