بقلم : منال بوشتاتي
للإبداع مدرسة أدبية لايتقنها إلا الفنان وللوجدان عيون تبصر شروق الفن من الأعماق، لتحلل قضاياه الإنسانية بالقلم الفلسفي أو الصورة الفتوغرافية أو الألوان البهية
بينما يبني الشاعر بيت القصائد بلبينة الكلام المرصع وينثر الأديب ألوان عاطفته بجمال النثر، ويحلل الفيلسوف قضايا العلوم الإنسانية بالبحث والتجربة والنظريات ويعاود المفكر طرح تلك النظريات في قالب إشكالي يختار الصحفي التعبير عن قضايا المجتمع بقلمه الإخباري فيما يختار كل واحد من هؤلاء مساره التجريبي
وفي ظل هذه المعطيات الدقيقة اختار الصحفي يوسف اللبار التعبير عن المجتمع بفن الصورة وليس هذا فحسب بل إلى جانب ذلك يتمتع يوسف اللبار بموهبة الرسم
إنه الرجل الغامض الذي تحسبه لايحلل طبيعة الأشياء ولايعشق الفلسفة بل تراه يتحدث بعبارات مقتضبة في حين يخفي خلف نظراته الغامضة وكلماته المختزلة شاعرية عميقة
أحاسيس يوسف تنبع من حدسه الفني لتمتزج بألوان الحياة والطبيعة
بريشة الإبداع يعبر عن أفكاره وبجمال الألوان يجيب عن تساؤلاته وهذا يوضح كليا أننا أمام رسام أتقن فن الحكاية عبر شخصيات جسدها بنسيم الألوان
حقا هذا هو الفنان عن أي فنان أتحدث ؟ أقصد الشخصية المزاجية والفكاهية والصارمة والمرحة والمتفائلة والعاشقة لجمال الحياة والمتأملة خلف أسوار مدينة الحب هكذا هي الشخصية المركبة ظاهرها غامض وباطنها بسيط
وهذه الصفات عكست شخصية يوسف المسالم بل امتدت إلى وصف طبيعة أحاسيسه الشاعرية ومدى علاقته القوية بالصورة الفنية ورؤيته العميقة لجمال الأشياء
هذه الميولات الفطرية قادته إلى المعهد العالي للصحافة والإعلام فيما خاض تجربة أكاديمية فريدة من نوعها فطور مهارته الصحفية وجعل لموهبته بطاقة تعريف نادرة
وبناء على ذلك اختار طريق المتاعب وهو مؤمن باختياره الدقيق إذ لم يشعر يوما بالندم على قراره ،بل تحفز كي يكون ذلك الصحفي الطموح
بدأت انطلاقته الحقيقية بالقناة الرياضية فكان من فريق عمل فيلم العربي بن مبارك من رماد النسيان الذي هو من إنتاج الرياضية
فيما التحق إلى فريق عمل القناة الأولى حيث يعد من جنود الخفاء فكان تصميم بلاطو وجنيرك قضايا وآراء من تصميمه ولمساته المميزة
أخبار متعلقة :