كتب : محمد عبدالجليل منذ 56 دقيقة
ترى نيللى كريم أن الجهل هو السبب الرئيسى الذى أدى لوصول البلاد إلى الحالة التى نعيشها حالياً، وتؤكد أن الأحوال الاقتصادية والسياسية فى مصر تسير من سيئ إلى أسوأ بشكل يبعث على التشاؤم.
فى حوارها لـ«الوطن» تتحدث نيللى عن مسلسل «ذات» الذى سيُعرض فى رمضان المقبل، وأيضاً فيلمها الجديد «الفيل الأزرق» الذى تقوم بتصويره حالياً مع كريم عبدالعزيز.
* كيف كان رد فعلك عقب تأجيل مسلسل «ذات» من العرض فى رمضان الماضى؟
- لم يضايقنى تأجيل عرض المسلسل من رمضان الماضى، فتوقيت العرض فى النهاية تحكمه عدة عوامل منها انتهاء التصوير والتسويق الجيد، ولكن المشكلة الأساسية كانت فى زيادة فترة التصوير التى تجاوزت العام ونصف العام وحدث خلالها توقف لأكثر من مرة.
* هل واجهتِ صعوبة فى تعاملك مع مخرجين اثنين فى نفس العمل؟
- فى البداية كان هناك شىء من الرهبة فى ذلك الأمر بالنسبة لى، لكن لم تكن هناك مشكلة، وخاصة أن المسلسل يتناول فترات تاريخية متعاقبة، وعندما جاء المخرج خيرى بشارة تولى إخراج فترة التسعينات بطريقة لم تجعلنا نشعر بالاختلاف.
* كيف تتوقعين استقبال الجمهور لشخصية «ذات»؟
- أتمنى أن تلقى نجاحاً وقبولاً لدى الجمهور بنفس قدر المجهود الذى بُذل فيها، وقد شعرت بالتحدى أمام شخصية «ذات»، فهى امرأة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، نراها منذ أن كانت طالبة تتطور علاقتها بالحياة وبمن حولها، وكأنها تتعلم الحياة، نراها قوية فى أحيان، وضعيفة فى أحيان أخرى، مليئة بالتناقضات والمشاعر المختلفة، وكانت الصعوبة نابعة من تعدد مراحل الشخصية، التى أرهقتنى بشكل كبير فى التنقل من مرحلة لأخرى، فنحن نراها طالبة وزوجة وأماً وجدة، وكل مرحلة لها ملامح وتفاصيل مختلفة فى الشكل والحركات وأسلوب الأداء منذ كان عمرها 18 سنة وحتى نهاية المسلسل التى تصل معها إلى 62 سنة.
* وماذا عن جرعة السياسة فى المسلسل وعلاقتها بالأحداث الجارية؟
- المسلسل يقدم نظرة شاملة لأحوال المجتمع المصرى وتطوراته، منذ عام 1952 وحتى 2012، من خلال شخصية «ذات» التى ترصد الأحداث مشوار حياتها منذ أن كانت فى الجامعة، مروراً بزواجها وعملها «مونتيرة» فى التليفزيون، وحتى علاقاتها الأسرية والاجتماعية، ونرى بشكل متوازٍ مع حياتها الخاصة ملامح عصور متلاحقة بمصر، سواء بعد ثورة يوليو، وسياسة الانفتاح فى عصر السادات، وحتى شركات توظيف الأموال فى عصر مبارك، وصولاً لثورة 25 يناير، وغيرها من الأحداث المهمة فى التاريخ الحديث، ويرصد العمل انعكاسات تلك الأحداث على الأسرة المصرية العادية.
* كيف ترى المنافسة فى رمضان المقبل وخاصة مع قلة عدد الأعمال المقدمة مقارنة بالعام الماضى؟
- من الخطأ أن نحكم على الأعمال المقدمة فى موسم الدراما الرمضانية بالكم وليس بالكيف، وحتى الآن شاهدت «برومو» أكثر من عمل، ولفت نظرى جودة الأعمال الفنية واعتمادها على تقنيات حديثة، ومنها «بدون ذكر أسماء» و«الداعية»، وأعتقد فى النهاية أن المنافسة ستكون لصالح المشاهد قبل أى شىء، وأتوقع أن يكون تعدد الأفكار والمواضيع المقدمة إضافة للدراما المصرية ولصناعة المسلسلات.
* وماذا عن فيلم «الفيل الأزرق»؟
- الفيلم عُرض علىّ عن طريق المخرج مروان حامد، ومنذ أن قرأت الرواية انجذبت بشدة لشخصية «لبنى» بالإضافة لوجود عوامل كثيرة فى الفيلم دفعتنى لقبول العمل به دون تفكير، منها المخرج والأبطال مثل كريم عبدالعزيز وخالد الصاوى، وأقدم فى الفيلم دور فتاة تعمل فى أحد البنوك، وكانت تربطها قصة حب مع كريم عبدالعزيز وتتقابل معه بعد فترة فى ظروف مختلفة، وهى فى نفس الوقت شقيقة خالد الصاوى.
* كيف ترين الوضع الحالى فى مصر على الساحة السياسية؟
- للأسف كل ما يحدث فى مصر يوماً بعد يوم يؤكد أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، ولا توجد أى محاولات للإصلاح بشكل جدى وقوى، هناك حالة من التراجع فى الاقتصاد والأمن والسياحة، وهناك حالة من الارتفاع فى الأسعار وأيضاً فى الضرائب، وذلك كله برأيى يرجع إلى الجهل الذى يمثل المشكلة الأساسية التى نعانى منها فى الفترة الحالية، وأيضاً غياب التخطيط وكثرة الكلام فى الفاضى والمليان، والحقيقة أنا لا أتصور أن هذا البلد يعيش فيه أشخاص يكرهونه إلى هذا الحد.
* هل وقّعت على استمارة حملة «تمرد»؟
- وقّعت عليها بالطبع ولكنى غير متفائلة بأى شىء ولا أرى جدوى مما يحدث حالياً، وأصبحت هناك للأسف حالة من اليأس مسيطرة طوال الوقت فى الفترة الحالية.
* فى رأيك، هل يحمل النظام الحالى عداء تجاه الفن والثقافة؟
- «الإخوان» يحاولون أن «يشخبطوا» على مصر، ويريدون محو تاريخها الثقافى والفنى والتأثير على قوتها الناعمة التى تميزها عن باقى الدول، يريدون إعادتنا إلى عصر الظلام، يدخلون فى صدام مع كل مؤسسات الدولة، بدءاً من الجيش والقضاء والإعلام والأزهر، وبالتالى الثقافة والفن، ولكنى أتصور أنهم لن يتمكنوا على الإطلاق من النيل منا كفنانين ومثقفين، فموروث مصر الثقافى والحضارى عصى على أية محاولات لهدمها.
أخبار متعلقة :