كتب : امنية نجيب الأحد 26-05-2013 19:47
اختتم جيروم سال، المخرج الفرنسي لفيلمي "لارغو وينش" و"أنطوني زيمير"، بطريقة جميلة الدورة 66 لمهرجان "كان" مع فيلم زولو، دراما بوليسية عميقة في قلب إفريقيا الجنوبية، مع أورلاندو بلوم وفوريست وايتايكر.
وقال سال، ردا على حوار معه، إنها صدفة أن تكون أعمالي بوليسية، وفي الواقع أنا أحب ذلك كثيراً، وهذا لا يعني أنني متخصص في الأفلام البوليسية، الفيلم المقبل سيكون بمثابة تحدٍ بالنسبة لي حيث سأحاول إخراجه من دون أي مسدس، إنه أسلوب أحبه كمشاهد، إن أحد أفضل المخرجين لدي وجان بيير ميلفيل وهذا له تأثير كبير.
وأضاف أنه بالنسبة لفيلم "زولو" شكلت اللغة إحدى أبرز الصعوبات، وأن إدارة الممثلين أمر صعب ومعقد على منصة التصوير، وأن العبارات التي أحتاج إلى استخدامها للتعبير عن فكرة معينة أو عن إحساس محدد هي عبارات إنجليزية بالطبع، فشعرت بالإحباط وكان لديّ إحساس بأنني أستخدم كلمات فتى في الثانية عشرة من عمره، لم أكن أريد أن أبدو مضحكاً في الإرشادات التي قمت بإعطائها لهم.
وعن التصوير في إفريقيا الجنوبية، أكد أنه كاد أن يتراجع عن إنجاز الفيلم، حيث كان يخشى أن يبدو غير شرعي في التحدث عن إفريقيا الجنوبية وعن التمييز العنصري في بلد ليس بلده، ولمواجهة هذا الخوف، أمضى الكثير من الوقت هناك، وكانت لديه الإرادة في العمل مع أقل عدد ممكن من الفرنسيين، مضيفا: "قمنا بتوظيف رؤساء إنتاج وممثلين من إفريقيا الجنوبية، ولم أشعر أبداً بوجود أي عدم الأمان، لا يجب أن ننسى أبداً أن العنف يصيب خاصة البلدان الفقيرة، إنه لا يصيب البيض الأثرياء الذين يقيمون في الأحياة الغنية في كايب تاون".
وأوضح: "في الرواية كما في الفيلم، لإفريقيا الجنوبية شخصية بحد ذاتها، تماماً مثل البطلين، هو ليس فيلماً عن التمييز العنصري وإنما عن صعوبة العيش مع الصدمات المذهلة أكانت تصيب كائنات بشرية أم مجتمع برمته".
وعن مشروعه المقبل، قال: "أنا أعمل على فيلم حول سيرة حياة جاك إيف كوستو، وبالنسبة لي، كوستو هو أحد أهم الشخصيات في طفولتي، وأنا أشعر بالمتعة في هذه المغامرة ولكن كشخص بالغ، أجد أنها تتطرق إلى مواضيع مهمة، كوستو هو أحد الآباء المؤسسين للبيئة ورجل عاش في القرن العشرين، كان رجلاً يؤمن في الازدهار الصناعي والتكنولوجيا والتقدم، ثم أخذ ينمي شيئاً شيئاً خلال مسيرته المهنية أفكاراً سابقة لأوانها، قائلاً مثلاً إن التقدم لا يكون بالضرورة إيجابياً وإن هناك في نهاية المطاف ناحية انتحارية للإنسان في سيره المحتم إلى الأمام".