كتب : نجلاء أبو النجا منذ 43 دقيقة
خيمت أجواء الارتباك على اليوم الثاني من مهرجان مالمو السينمائي بالسويد للأفلام العربية، بسبب ازدياد حدة التحرشات من بعض الأشخاص الذين يرتدون "تي شيرتات" تحمل علامة رابعة العدوية الصفراء، ويحملون جنسيات عربية مختلفة، بينهم مصريون لا يتجاوز عددهم عشرة أو خمسة عشر فردا.
بدأ اليوم الثاني من المهرجان هادئا بندوة للفنانة لبلبة تحت عنوان "المرأة والسينما" تحدثت فيها عن مشوارها الفني، وقد اضطرت لبلبة إلى الانتظار حتي يتم تأمين الساحة التي يقع بها الفندق لتتمكن من الخروج وحضور الندوة في جامعة مالمو، خوفا من تجمع الإخوان مثلما حدث ليلة الافتتاح.
وفوجئ الوفد المصري بوجود بعض الشباب المرتدين علامة رابعة في بهو الفندق دون سابق إنذار ودون تدخل الأمن بحجة أنهم سلميين، لكن سادت حالة من الذعر بين الحاضرين واضطرت إدارة المهرجان لطلب الشرطة حتي يخرج هؤلاء الشباب بالقوة من الفندق، وضمانا لعدم حدوث أي تعرض للوفد المصري، بعدها عرض فيلم تسجيلي بعنوان "عيون الحرية" للمخرج رمضان صلاح، ومرت الأمور هادئة ولكن بمجرد اقتراب عرض فيلم "فبراير الأسود" تجمع الشباب أنفسهم مرة أخرى محاولين الاحتكاك بالمصريين وعلى رأسهم المخرج محمد أمين وأحمد عاطف وأمير رمسيس والممثل والمنتج صلاح حنفي، ولكن تم تجاهلهم حتى دخول صالة العرض وفور وصول عبير صبري حاول بعض الشباب التعدي اللفظي عليها، إلا أنها طالبته بعدم التعرض لها، فتهكم عليها أحد الشباب قائلا "داري اللي باين منك الأول"، وكانت ترتدي بنطلونا من الجينز وبلوزة بأكمام طويلة ظهر منها قطعة من الكتف، وحاول بعضهم إنزال كتف الـ"تي شيرت" الذي يرتدوه في محاولة للسخرية منها، فكان منها أن صاحت وسط الجميع بأن هذا أسلوب همجي ولا يصح أن يحدث في بلد متحضرة، لكنهم زادوا من استفزازهم حتى نشبت مشادة كبيرة وتم استدعاء الشرطة التي قامت بتحرير محضر أدلت فيه عبير صبري بأقوالها وكذلك أحمد عاطف وأمير رمسيس.
واتصل الوفد المصري بالسفارة إلا أنه لم يجد أي رد فعل إيجابي أو مساندة، وكان التخاذل سيد الموقف خاصة أن السفارة أرسلت رئيس الجالية المصرية بالسويد الدكتور سامي صادق ونائبه الدكتور سيف النونو، ولم يتخذ أي منهم موقفا مساندا للوفد المصري.
من ناحية أخرى أكدت عبير صبري أن التحرشات تتزايد والتهديدات في تصاعد خاصة أن أحد هؤلاء الشباب تحدث المخرج أحمد عاطف المشارك في المهرجان بلهجة تهديد وتصعيد وهدده بالـ"تصفية جسدية"، وأكدت الشرطة السويدية في الوقت ذاته أنها غير مسؤولة عن حماية الضيوف وعلى إدارة المهرجان توفير شركة خاصة، لذلك قرر معظم الوفد المصري الانسحاب فورا كرد فعل مباشر على الإحساس بالتآمر وعدم الأمان وانعدام المساندة من الجميع.
وكان الوفد المصري ينوي استكمال المهرجان وعمل وقفة احتجاجية آخر أيام المهرجان تنديدا بالموقف الذي تعرضوا له، وكان الاتفاق أن يتم رفع علم مصر ردا علي إشارة رابعة، لكن بعد المواقف المتكررة التي حدثت قرروا سحب الأفلام والانسحاب والمغادرة الفورية وعمل بيان يشرحون فيه ما تعرضوا له، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر صحفي لشرح ملابسات الموقف والتواطؤ الذي وضح من الشرطة السويدية وتخاذل إدارة المهرجان والسفارة المصرية في تأمينهم، وزادت الأمور عندما انضم عدد من الفلسطينيين لأنصار رابعة بحجة أن الضيوف المصريين هاجموا غزة ومحمد مرسي، ونفى الوفد المصري هذه الواقعة وأكدوا أنها وقيعة من أنصار الإخوان وأن الشعب الفلسطيني الشقيق لا علاقة له بأي خلافات سياسية مصرية مهما كانت، لكن بعض الشباب الفلسطيني ظل ثائرا على المصريين وانضموا لأنصار الإخوان.
وكانت قد انسحب من المهرجان أيضا كل من مذيعة ومصور قناة نايل سينما، وقالت المذيعة أسماء يوسف إنها والوفد المرافق لها طالبوا السفارة المصرية بنجدتهم، إلا أن السفير المصري أقر بأحقية أنصار رابعة في تظاهرهم متجاهلا الاعتداء الذي تعرض له الوفد المصري.
وأضافت أسماء أنهم حاولوا بصفتهم مشاركين في ورش العمل التي تنظمها جامعة مالمو أن يعرضوا فيلما وثائقيا يوضح للعالم ثورة المصرين في الثلاثين من يونيو، إلا أن القائم بالاتصال بين المهرجان والجامعة رفض عرض الفيلم بحجة عدم الرغبة في التعرض للقضايا السياسية رغم أن فيلم الافتتاح "الشتا اللي فات" كان سياسيا ويتحدث عن ثورة يناير، لهذا وضح الأمر أن هناك نية ضد ثورة 30 يونيو والجيش المصري والوفد المصري الذي وصفه المهاجمين بـ"لاعقي البيادة وكلاب العسكر".
في نهاية الأمر انقسم الوفد المصري لجهة أصرت على السفر اعتراضا على الأوضاع المخزية في حقهم ومنهم المخرج أحمد عاطف ومحمد أمين وعبير صبري وعبدالجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية، بينما لم تحدد لبلبة موقفها خاصة أن الأحداث تصاعدت في وقت متأخر جدا من الليل، بينما فضل المخرج أمير رمسيس ومحمود كامل والكاتب سيد فؤاد والمنتج صلاح الحنفي أن يستمروا ليضعوا حدا لهذه المواجهات ولا يهربوا من هذه القلة التي تحاول الإساءة لمصر.
يذكر أن الوفد المصري المشارك في المهرجان يضم الفنانة لبلبة عضو لجنة التحكيم والمكرمة عن أعمالها إضافة إلى الأفلام الروائية ومنها "الشتا اللي فات" للمخرج المصري إبراهيم البطوط، فيلم "وبعد الموقعة" للمخرج يسري نصرالله، إلى جانب الأفلام الوثائقية الطويلة ومنها فيلم "لا" تأليف وإخراج وبطولة الفنان هشام عبدالحميد، والفيلم عبارة عن صرخة ضد التطرف والتعصب الديني والديكتاتوريات التي تسحق إرادة الإنسان، وفيلم "عيون الحرية.. طريق الموت" لأحمد ورمضان صلاح, وفيلم "يهود مصر" لأمير رمسيس، والفيلم الروائي "كيف تراني؟" لسعاد شوقي، بالاضافة لفيلم "عشم" للمخرجة ماجي مرجان.
أخبار متعلقة :