كتب : نورهان طلعت منذ 18 دقيقة
من بلد تفوح من أرضه رائحة الدم، ويعانى من الأحزان.. جاء السورى مكسيم خليل إلى مصر التى تعانى أيضاً من آلام السياسة.. شارك مكسيم فى بطولة مسلسل الشك.. وكان أمامه تحديات كثيرة مثل اللهجة وطريقة الأداء، لكنه اجتاز الامتحان بنجاح.. مكسيم تحدث فى حواره مع «الوطن» عن الأوضاع الراهنة فى الوطن العربى وتجربته الأولى فى مصر.
■ تبدو ملامح الحزن عليك، فهل مجزرة الغوطة الأخيرة بسوريا سبب هذا الحزن أم الأوضاع بوجه عام فى الوطن العربى؟
- لا يمكن أن أخفى حزنى على كل الضحايا الذين يسقطون فى كل الدول العربية نتيجة حروب سياسية، وطبعاً مجزرة الغوطة شقت قلبى نصفين، وأعتقد أن كل العالم اهتز بسبب تلك المأساة التى راح ضحيتها 1300 شخص على الأقل.
■ منذ ثلاث سنوات تعيش مصر وسوريا والبلاد العربية أسوأ حالاتها، فى رأيك ما هو الحل للخروج من هذه الأزمة؟
- عندما يكون الحل هو الوطن فقط، الوطن دون ربطه بشخص ما، سنبدأ مرحلة الحل التى حتماً ستأخذ وقتاً ولا يعلم أحد متى ستنتهى هذه الأزمات.
■ الثورة السورية محط اختلاف بين السوريين أنفسهم.. فما رأيك فى تصريحات الفنانة رغدة المعادية للثورة السورية؟
- لا أحب الدخول فى هذا الجدال وخاصة بعد سنتين ونصف وبعد هذا الكم من الدماء والدمار والتهجير والحقد أصبح هذا موضوعاً صغيراً جداً ولا يستحق إبداء الرأى، وأعتقد أن الأهم هو الاهتمام بما تبقى من أحياء فى سوريا وعدم الدفع باتجاه مزيد من الدماء، فكلنا سوريون والسوريون هم سوريا ومن دونهم لن تكون سوريا.
■ رغم كل الظروف السيئة أنتجت الدراما السورية هذا العام 25 مسلسلاً، فكيف تفسر ذلك؟
- أعتقد أن الحياة لا تقف والإنسان بحاجة إلى العمل ليكمل هذه الحياة، ورغم كل الصعوبات والدماء فأنا أشكر وأحترم كل شخص ساهم فى إنجاز مسلسل سورى حتى إن كان المستوى ليس بالقدر المطلوب، ولكن مقارنة مع الوضع السيئ جداً فهذا يبقى إنجازاً، ومع ذلك توجد أعمال جيدة جداً وتستحق المشاهدة.
■ بعد تجربتك الأولى فى الدراما المصرية فى مسلسل «الشك» كيف ترى ردود الأفعال؟
- وقت عرض المسلسل وبعده جاءتنى ردود أفعال كثيرة والحمد لله فى أغلبها كانت إيجابية ولم أحصل على ردود الأفعال فقط من الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعى رغم أهميتها.. لكن من نسب المشاهدة العالية، ولهذا أعتقد أن المسلسل حقق نجاحاً كبيراً.
■ بعد نجاحك فى مسلسل «روبى» هل كانت لك شروط قبل قبول أى عمل، خاصة فى مصر؟
- بعد «روبى» تلقيت أكثر من عرض ولكنى كنت بحاجة لعرض تتوافر فيه مواصفات فنية معينة، خاصة أنه سيكون العمل الأول لى بمصر، وعندما نتحدث عن مصر فنحن نعنى سوقاً كبيراً وجمهوراً عريضاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، لذلك يجب أن يكون الاختيار دقيقاً وتتوافر به الشروط الفنية التى تساعدنى فى مسيرتى الفنية فوجدت ذلك متوافراً فى «الشك»، وفور ترشيحى للدور من جانب صناع المسلسل وافقت على الفور ولم تكن لدىّ أى شروط فى العمل سوى أن يخرج بصورة ترضينى.
■ وما الذى جذبك فى شخصية «فايق» وما التحدى الذى فرضه عليك هذا الدور؟
- يكفى للممثل أن يقدم شخصية ذات جنسية مختلفة حتى ينجذب لها ويتحداها فى نفس الوقت، فأنا سورى وأقدم شخصية مصرية، وهذا يتطلب لهجة وانطباعات وتقييماً مختلفاً، وهذا ليس بالأمر السهل ويتطلب جهداً كبيراً.
■ ألم تخف المغامرة لأن شخصية فايق شريرة بشكل مطلق؟
- قمت بتقديم الدور السلبى أو الانتهازى من قبل فى عدد من الأعمال السورية وكان لبعضها صدى إيجابى عند بعض الفئات فى مصر مثل «زمن العار» و«الولادة من الخاصرة» و«لعنة الطين» و«تخت شرقى» والتى نلت جوائز فى بعضها لذلك هذه الأدوار ليست غريبة علىّ، وعلى العكس شر «فايق» المفرط لم يزعجنى أو يقلقنى من الجمهور، وعموماً لو كان الدور مغامرة فأنا أعشق المغامرات.
■ هل تعتبر هذا الدور تمرداً على شخصية «عمر» الرومانسى والطيب التى قدمتها فى «روبى»؟
- هذا ليس تمرداً، هذا تنوع، وهو أهم شىء يمكن أن يقدمه الممثل لنفسه ولمهنته وأنا أستمتع بهذا، وإذا كنا سنتحدث عن تمرد ما فهو تمرد على قولبة الممثل.
■ اللهجة المصرية هل شكلت صعوبة بالنسبة لك، وهل لجأت لبعض التدريبات قبل التصوير؟
- قد يعتقد البعض أن اللهجة المصرية سهلة فهى على مسامعنا دائماً، ولكن هناك ما هو أصعب من اللهجة وهو اللكنة أو الهانك أو الأكسنت، وهو أصعب شىء فى جميع اللغات، وهو الذى كان أحد أسباب الضغط والعزلة والعمل عليه والتحضير له دون أن يؤثر على أدائى للشخصية ومسارها على حساب اللهجة.
■ أشاد النقاد بدورك فى العمل وأكدوا أنك قدمت أوراق اعتمادك فى الدراما المصرية، ما تعليقك؟
- هذا الكلام بقدر سعادتى بسماعه بقدر قلقى، فهو حمل ثقيل ويضعنى أمام مسئوليات كبيرة، وهذا ما يشغل تفكيرى، فالشك انتهى ولكنى أتمنى سماع هذا الكلام طوال حياتى الفنية وليت هذا يتحقق.
■ كيف كانت أجواء التصوير وكواليس العمل، خاصة أنه ضم العديد من النجوم: مى عز الدين وحسين فهمى ونضال الشافعى وصابرين؟
- كانت لطيفة وإيجابية وأهم ما كان فيها المحبة والتى يعود الفضل فيها إلى مخرج العمل، والكل كان يهدف إلى نجاح المسلسل، والروح التى كانت سائدة أثرت بشكل إيجابى وساهمت فى نجاحه.
■ اعتاد الجمهور على مشاهدتك فى البطولات الجماعية، فهل تفضل هذه النوعية من الأعمال، ومتى سنشاهدك فى عمل من بطولتك؟
- فى رأيى لا يوجد عمل بطولة منفردة، العمل بطولة كل الممثلين كل حسب مساحته والكاتب والمخرج والمنتج والفنيين، حتى إذا كانت البطولة لشخصية منفردة فالشخصيات المساندة لها أهمية الشخصية البطلة، وعندما تسقط هذه الشخصيات أو هذه العوامل يسقط العمل، وبالتالى فمسألة البطولة المطلقة لا تغرينى بقدر المسلسل الناجح والشخصية المختلفة.
أخبار متعلقة :