كتب : محمد عبدالجليل السبت 24-08-2013 09:25
جاء قرار بعض الفضائيات بمقاطعة الدراما التركية وتعليق إذاعتها على شاشاتها ليفتح مجالا جديدا لعرض الدراما المصرية التى تأثرت خلال الثلاثة أعوام الماضية بشكل كبير من جرّاء انتشار المسلسلات التركية واعتماد الفضائيات عليها فى جميع شهور السنة باستثناء رمضان، وتوقع الكثيرون أن يكون غياب هذه الأعمال عن الفضائيات المصرية فى حالة استمرارها فرصة للمنتجين وصناع الدراما المصرية لخلق موسم درامى جديد بعيدا عن رمضان، من خلال إنتاج أعمال جديدة أو إعطاء فرصة لأعمال رمضان لأن تجد مجالا أوسع للعرض الثانى.
فى البداية، يتحدث المنتج صفوت غطاس قائلاً: «هذا القرار هو أبسط رد من جانبنا على موقف رجب طيب أردوغان السياسى ضد مصر، وأتصور أن توقيته موفق إلى حد كبير، وأتصور أيضاً أن عدم عرض هذه المسلسلات لن يصنع فراغاً كبيراً لدى أصحاب الفضائيات على الرغم من انتشار هذه الأعمال، فهناك أمامهم عشرات الأعمال المصرية التى عرضت فى مواسم 2011 و2012 و2013 ولم تأخذ حقها فى العرض كما ينبغى، ومنها ما حقق نجاحا كبيرا وتعتبر إعادة عرضها مطلباً للجمهور، لذلك لن تمثل المقاطعة بالنسبة لهم مشكلة تذكر».
وحول ما إذا كانت هذه المقاطعة تفتح المجال أمام موسم درامى جديد، قال «غطاس»: «لا أملك أن أحدد ذلك؛ فنحن كمنتجين لا نصنع هذه المواسم وإنما يتم تحديدها بناء على خريطة الإعلانات التى تنصب غالبيتها فى موسم الدراما الرمضانية، لكن إذا تم تغيير ذلك أعتقد أن المجال سيكون مفتوحا لتقديم أعمال عرض أول فى موسم بعيد عن رمضان».
من جانبه، قال طارق نور، الخبير الإعلانى مالك قناة «القاهرة والناس»: «لا أتصور أن الحالة الاقتصادية الحالية ستسمح للمنتجين بإنتاج أعمال جديدة من أجل خلق موسم درامى بعيدا عن شهر رمضان؛ فصناعة الدراما مثلها مثل أى صناعة فى البلد تحتاج إلى اقتصاد مستقر لكى تنمو وتزدهر، وهو ما لا يتوافر حالياً فى ظل حالة التوتر السياسى التى تشهدها البلاد، وكل ذلك لا علاقة له بالمسلسلات التركية أو بحجم الإعلانات المتاحة فى السوق؛ فالإعلانات تنجذب للمنتج المصرى بنفس قدر التركى ولا فرق بينهما تقريباً».
وأشار طارق نور إلى أن قرار مقاطعة المسلسلات التركية مرهون بالموقف السياسى لتركيا، الذى قد يتغير خلال الفترة المقبلة، وبالتالى يترتب عليه عودة الدراما التركية إلى الشاشات المصرية مرة أخرى.
ويرى المخرج محمد فاضل أن قرار المقاطعة رمزى، ويؤكد أن الدراما التركية لا علاقة لها بـ«أردوغان» أو حزبه الحاكم، وإن كان يرى ضرورتها فى هذه الفترة كنوع من التعبير عن الرفض للموقف التركى تجاه الأحداث الجارية فى مصر، متمنياً أن تتسع دائرة المقاطعة لتشمل أنشطة اقتصادية وتجارية أخرى.
وأضاف «فاضل»: «لا أتصور أن المقاطعة وحدها كافية لخلق موسم درامى جديد بعيداً عن رمضان؛ لأن ذلك فى رأيى مرهون بعدة عوامل، أهمها: تنشيط دور الإنتاج الحكومى كما كان فى السنوات الماضية بشكل يسمح له بدعم الصناعة وتطويرها ومساندة الإنتاج الجاد، وبالتالى ستكون هناك فرصة كبيرة لتعدد المواسم الدرامية».
وأخيراً يتحدث السيناريست عمرو الدالى قائلاً: «إن إقامة موسم جديد للدراما التليفزيونية تعد بالتأكيد من أهم مطالبنا كصناع للدراما، وأتصور أن إقامته باتت أمراً سهلاً ومتاحاً فى ظل غياب الدراما التركية عن الشاشات المصرية، خاصة أنها لا تقدم أى جديد على مستوى الدراما وإن كانت تتميز فقط بالصورة الجيدة من حيث التصوير والديكورات، ولا توجد به أى أفكار مضيئة على مستوى الكتابة، وفى رأيى الذى يتفق معه الكثيرون، كانت هذه الدراما فى السنوات القليلة الماضية من العوامل التى دعمت الشعور بالإحباط لدى عدد كبير من المصريين المتابعين لها، بسبب التناقض الشديد والواضح بين الصورة التى تتضمنها والواقع الذى يصطدم به المشاهد فى الحياة المصرية، لكن فى النهاية أرى أن غيابها عن الفضائيات المصرية أمر إيجابى، خاصة أنه يقترن بحالة من المقاطعة على خلفية الموقف السياسى المخزى للنظام التركى تجاه ما يحدث فى مصر، وستكون هذه المقاطعة فرصة لصناع الدراما ينبغى عليهم استغلالها».
أخبار متعلقة :