كتب : محمد عبدالجليل السبت 24-08-2013 09:27
من الأعمال التى لاقت نجاحاً كبيراً فى موسم الدراما الرمضانى مسلسل «الداعية» الذى قامت ببطولته «بسمة» وهانى سلامة، والذى اعتبره البعض نموذجاً للأعمال الجريئة التى تتعرّض لرجل الدين والداعية المتطرّف، وكان من أميز الخطوط الدرامية فى العمل علاقته بعازفة الكمان «نسمة»، التى قامت بدورها «بسمة» فى ثانى تعاون لها مع هانى سلامة ومدحت العدل.
فى حوارها لـ«الوطن» تتحدث «بسمة» عن دورها فى المسلسل وظروف عملها به وملامح التشابه بينها وبين «نسمة»، كما تتحدث عن سرقة حسابها الشخصى من موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وتداعيات ذلك عليها.
* بداية، كيف عُرضت عليك شخصية «نسمة»؟ وما الذى حمّسك لقبول الدور؟
- تلقيت مكالمة من الدكتور مدحت العدل، قال لى فيها إنه يُحضّر مشروع مسلسل جديد وأن فيه دورا لا يصلح سوى لى، وأن العمل من بطولة هانى سلامة وإخراج محمد العدل وإنتاج «العدل جروب». ورغم أن هذه فقط هى كل المعلومات التى كانت لدىّ وقتها، فإنى أبديت تحمُّسى للعمل، لأن تجربتى السابقة مع «د. مدحت» كانت أكثر من مميزة، أيضاً مع شركة الإنتاج، من خلال مسلسل «قصة حب»، أمام «هانى»، فكانت تجربة العمل معه فى فيلم «واحد صحيح» جيدة جداً، وبعدها بأيام تحدثت مع المخرج محمد العدل، وبدأ يحكى لى عن المسلسل والدور، وهنا بدأت أفهم وجهة نظر «د. مدحت» فى أن الدور «مش لايق غير علىّ».
* الشخصية متشابهة إلى حد كبير مع طبيعتك التى تحمل ملامح ثورية، وكذلك فى علاقتك بالفن، هل كان ذلك دافعاً لقبولك الدور أم مصدراً لقلقك منه؟
- الدور نفسه وطبيعته سلاح ذو حدين بالنسبة لى، طبعاً نقاط التشابه فيه مع شخصيتى أكيد جذبتنى إليه، لكنى مثل كل الممثلين هدفى أن أمثل، لا أن أكون نفسى، لذلك كان ينبغى أن أبحث عن نقاط اختلاف «نسمة» مع «بسمة»، وهذه النقاط لم تظهر سوى مع تطور الشخصية عبر الحلقات.
* كيف جاء استعدادك وتدريبك على «الكمان» لتقديم الشخصية؟
- موضوع التدريب على «الكمان» كان من أكثر الأشياء المسلية، وفى نفس الوقت، المرهقة، فى استعدادى للدور، بدأت التدريب مع علياء عساف، التى لعبت دور «حنين»، وعلّمتنى بعض الأساسيات، مثل شكل الجسم وطريقة الوقوف أثناء العزف، وطريقة الإمساك بـ«الكمنجة» والقوس وحركة اليد، وفى المرحلة التالية استكملت مع الدكتور عبادة منسى التدريب على القطعة الأساسية التى تمثل تيمة المسلسل، وكان موجوداً طول أيام تصوير حفلات وبروفات الأوبرا، وكان يدرّبنى ويتابع تناسق شكلى مع الفرقة الموسيقية.
* ما أكثر ما أرهقك أثناء التحضير أو التصوير؟
- طبعاً التدريب على آلة الكمان مرهق، لأنها غالباً من أصعب الآلات الموسيقية، وصعب جداً أن أحقق فى أشهر قليلة ما يحققه كثيرون يتدرّبون منذ عمر 5 سنوات، وأيضاً بسبب بدء التصوير متأخراً، فكانت أعراض الحمل بدأت تظهر والطقس كان حاراً، أما التصوير فى المظاهرات الحقيقية، فكان فى نوفمبر وديسمبر ويناير، وكان أمراً عادياً، لأنى معتادة على المظاهرات والمسيرات. الصعوبة الحقيقية كانت فى أننا كممثلين نتلاقى مع بعض أمام الكاميرا وسط أعداد المتظاهرين الكبيرة.
* هل عرض المسلسل بعد 30 يونيو وسقوط الإخوان جعله يفقد بعض بريقه عما كان مفترضاً أن يكون عليه وقت حكمهم؟
- بالعكس، أرى أن ردود الفعل على المسلسل رائعة، خصوصاً أنهم أدركوا شجاعة صنّاع المسلسل فى تقديم هذا الطرح وتصويره فى فترة حكم الإخوان، وكيف فضح تجار الدين، وكذلك النهاية التى تُركت مفتوحة للجمهور، لتؤكد حقه فى اختيار الخطوة المقبلة، وهذا ما حدّده المصريون فى 30 يونيو وقرروا اختيار مستقبلهم، وبالتأكيد لو كان عُرض فى وقت حكم الإخوان كان من الممكن أن يكون له رد فعل مختلف، وربما كانوا أوقفوا عرضه مثلاً.
* هل تعمدتم كصنّاع للعمل أن تبرزوا الصراع بين الفن والتشدّد على خلفية الهجوم الحاد الذى تعرّض له الفنانون خلال الشهور الماضية؟
- أكيد كان مهماً بالنسبة لنا كمجموعة فنانين أننا ننتصر للفن ودوره من خلال المسلسل ومن خلال الشخصيات، خصوصاً مع كم الهجوم الذى تعرّض له فنانون كبار فى حجم عادل أمام، شريف عرفة، لينين الرملى، وحيد حامد، نادر جلال، إلهام شاهين وغيرهم من الفنانين الذين تم تحريك دعاوى قضائية ضدهم أو الهجوم عليهم بشكل شخصى، وكانت لدينا مخاوف كثيرة على الفن فى الفترة الماضية حتى وصلنا إلى أزمة وزارة الثقافة الأخيرة، لذلك كان ينبغى علينا العمل من خلال الأحداث على رصد هذا الصراع بين الفن والتطرّف ومحاولة الانتصار للفن ودوره فى النهاية ضد قوى الظلام.
* كيف رأيتِ التعاون مع مخرج شاب لأول مرة؟
- هذه ليست أول مرة أتعامل فيها مع مخرج شاب، والحقيقة أن التعامل مع المخرجين الشباب له مميزات كثيرة، مثل أنه يكون على قدر عالٍ من الحماس والرغبة فى إثبات الذات، وأيضاً الرؤية والفكر المختلف الجديد، وعلى الرغم مما تمثله هذه الخطوة من مغامرة فى الظروف الطبيعية فإن الممثل قادر على قراءة شخصية المخرج وتفكيره ورؤيته من خلال جلسات التحضير والنقاشات المبدئية حول الشخصية، وبالنسبة لمحمد العدل فقد حدث ذلك لى معه منذ اليوم الأول للتصوير وازدادت ثقتى فيه يوماً بعد يوم.
* كيف رأيتِ شكل المنافسة فى الموسم الدرامى هذا العام؟
- سعيدة جداً بمستوى المسلسلات هذا العام، وأعتقد أنه من أفضل المواسم الدرامية على مدار السنوات الأخيرة، عدد المسلسلات المميزة كان أكبر من كل عام، ورغم ظروف التصوير والولادة فإننى تابعت بعض الأعمال وأعجبتنى جداً، مثل «ذات، ونيران صديقة، وبدون ذكر أسماء، ونكذب لو قلنا مبنحبش، والعراف، والوالدة باشا، وموجة حارة».
* هل ترين أن دراما الشارع السياسى أثرت على نسبة المشاهدة فى الموسم الحالى؟
- بالتأكيد، الناس منشغلة بما يحدث فى الشارع السياسى، ولكنى أتصور أن المتابعة لم تتأثر بشكل كبير خصوصاً أن معظم تلك الأعمال التى قُدّمت لم تكن منفصلة عن الواقع، وظهر هذا من خلال ردود الفعل الإيجابية، سواء على «الداعية» أو على مسلسلات أخرى.. لدرجة أنه فى المستشفى وأنا لسه والدة، الممرضات سألونى «هيحصل إيه فى نهاية المسلسل؟».
* تعرضتى مؤخراً لسرقة حسابك الشخصى على «فيس بوك» وأُعلن اعتزالك الفن من خلالها، كيف كان رد فعلك؟
- سرقة حسابى على «الفيس بوك» كانت حركة بايخة جداً ودمها تقيل وتوقيتها بايخ جداً.. ليس لدىّ فكرة عن الفاعل، ولماذا، لكن اختيار التوقيت كان من أسوأ الأشياء بالنسبة لى، لأنه حدث بعد ولادتى فى وقت كان فيه «الفيس بوك» هو آخر همى، وتضايقت جداً لأن الشخص الذى سرق الحساب قال كلاماً فارغاً عنى وعن زوجى «عمرو» وعن ابنتى «ناديا». ولكن الحمد لله استعدنا الحساب وأعتذر لأى شخص تمت الإساءة إليه من خلال حسابى عندما كان مسروقاً.