كتب : نجلاء أبوالنجا منذ 0 دقيقة
اختار أمير كرارة توقيتاً شديد الصعوبة لينفرد بالبطولة المطلقة فى مسلسل «تحت الأرض» بعد أكثر من بطولة جماعية أهمها «المواطن إكس» و«طرف ثالث».. ونجح بتوليفة جديدة من النجوم والوجوه الجديدة والممثلين العرب بالإضافة لموضوع المسلسل، الذى يدور حول أمن الدولة وتفجير كنيسة القديسين.. أمير تحدث فى حواره مع «الوطن» عن مغامرة المسلسل وإصراره على الأكشن.. والمنافسة مع نجوم رمضان.
* تقدم دور ضابط أمن دولة متورط فى تفجير كنيسة القديسين وهناك تناقض وغموض فى شخصيتك بين الطيبة والشر؟
- لا أتحدث فى المسلسل عن قضية أمن الدولة سواء فى النظام السابق كما فهم البعض ولا أهدف لتشريح شخصية ضابط أمن الدولة، بل هناك غموض فى الشخصية لأنى أجسد دور ضابط يعمل لصالح خلية سرية، وهذه الخلية غير مسيسة أو لها علاقة بأى نظام، بل تعمل لمصالحها وأهدافها الشخصية فقط، لذلك يظهر التناقض كثيراً فى شخصية جمال الجبالى التى أقدمها.. فهو رجل عنيف جداً مع الجميع إلا ابنه الوحيد ووالده وله نقاط ضعف رغم أنه ينفذ أوامر لصالح الخلية.. هو فى النهاية نموذج إنسانى طبيعى إلى حد ما بينما شخصية على الذى يقوم به ياسر المصرى شخصية عنيفة على طول الخط.
* تقدم للمرة الثالثة على التوالى شخصية تميل إلى الأكشن والتشويق فلماذا تصر على هذه النوعية؟
- أعطانى الله بعض المواصفات التى تصلح لأداء الأكشن والجمهور يحب ذلك فى السينما ومن الذكاء أن يتم تقديم هذا النوع فى الدراما.. ولكنى لا أحب المسلسلات التى تعتمد على الأكشن بشكل كامل وتظهر البطل على أنه «باتمان» فالجمهور تغير تماماً ومستوى وعيه قفز إلى أقصى درجة، لذلك يجب مراعاة المنطق فى تقديم أى شخصية، ولهذا حرص كاتب المسلسل هشام هلال على أن يكون متوازناً، فجاء المسلسل درامياً واجتماعياً مشوقاً وبه خطوط كثيرة وحكايات بالإضافة إلى الأكشن. وقد قدمت من قبل دوراً رومانسياً فى مسلسل «روبى» ولهذا يجب تقديم نوعيات أخرى.
* بصراحة هل كنت تطمح لأن تصعد للبطولة المطلقة؟
- لم أصعّد نفسى لأكون بطلاً مطلقاً ولا أطمح بالبطولة المطلقة إلى «الفلوس» لأنها آخر شىء أفكر فيه فأنا أحب عملى جداً لأنه صاحب الفضل الأول والأخير بعد الله وهو ما يجعلنى أتميز وأبذل مجهوداً لأكون أفضل.. وموضوع البطولة جاء عن طريق الصدفة، حيث عرضت الشركة المنتجة على قناة «النهار» أن تنتج مسلسلاً من بطولتى ومع بعض الممثلين الآخرين ووافقت القناة واشترت المسلسل حصرياً قبل أن نبدأ التصوير من الأساس وهذا توفيق كبير من الله ولا أحد يستطيع تصعيد نفسه إلا عن طريق عمله ورؤية الناس له أنه يستحق هذا التصعيد.
لم أحاول أن أصعد للبطولة المطلقة لكنها «سُنة الحياة» والفلوس آخر حاجة بفكر فيها
* مسلسل «تحت الأرض» مغامرة من حيث الموضوع والأبطال والفكرة، فهل ترى الوقت مناسباً للمخاطرة؟
- بالتأكيد كل شىء لا بد أن نغامر فيه خاصة فى الفن، فيكفى أننا قمنا بمخاطرة أكثر من مرة وكان مسلسل «المواطن إكس» شبابياً من الألف إلى الياء ويحمل تجديداً شاملاً فى كل شىء من الأبطال للإخراج للصورة للإضاءة وكنا مجموعة شباب لنا رؤية وجربنا وخاطرنا فكانت المفاجأة أن يحدث المسلسل طفرة ونقلة يجب أن تدرّس طوال العمر فى الدراما سواء فى الصورة حيث صورنا بثلاث كاميرات وأيضا فى التمثيل كانت لنا مدرسة مختلفة.. لذلك نفس الأمر ينطبق على مسلسل «تحت الأرض» فهناك فكرة ورؤية ننفذها بإتقان وحب وراحة نفسية وعلى ثقة أن الجمهور يتقبل أى عمل جيد كما أنه بدون المغامرة لا نشعر بأى طعم للحياة.
* لكن كانت هناك مخاوف كبيرة من موسم رمضان هذا العام؟
- المخاوف لم تكن فى محلها، فالمشاهد سيظل يتابع المسلسلات والأعمال مهما كانت الظروف السياسية فهذه طقوس مصرية ولا أرى الموسم بهذا السوء الذى توقعه البعض فالأمور جيدة و«كرم ربنا كبير».
* وما رأيك فى مستوى المنافسة هذا العام والصراع مع النجوم الكبار؟
- كثيرون يخافون من المنافسة لكن أنا أشعر بتحدٍّ غريب وأرى أن للمنافسة فوائد كبيرة أهمها أن الناس تتحمس لمشاهدة المسلسلات وتقارن بين النجوم والأعمال وبهذه الطريقة يحدد الجمهور من هو الأفضل.. وبدون منافسة ماذا يفيدنى أن يقولوا إننى جيد وكيف سأعرف ذلك إن لم يتم عرض عمل لى وسط أعمال مهمة.
* هل صحيح أن البطولات الجماعية أنهت أسطورة النجم الأوحد، بدليل أن المسلسلات الأنجح هى التى تعتمد على مجموعات من الشباب؟
- كما قلت من قبل الجمهور وعيه اختلف تماماً وأصبح يشعر بالملل من مشاهدة نجم واحد طوال المشاهد، فلابد أن يكون النجم عزيزاً وغير متاح كل لحظة حتى لا يكرهه المشاهد لأن الجمهور «مش عبيط» ويفهم الآن فى الكتابة والصورة وكل شىء بالمسلسل.. ولنرى ماذا يفعل عادل إمام الآن فهو يشارك مع أجيال جديدة وعدد كبير من الممثلين فى كل أعماله وهذا سر نجاحه.. لذلك فالأعمال الجماعية قلبت المعايير الدرامية وأطاحت بفكرة النجم الأوحد.. وفى مسلسل «تحت الأرض» ياسر المصرى ودينا الشربينى وإنجى المقدم وأمل بشوشة وأحمد صلاح حسنى وغيرهم أبطال، ولكل بطل خط درامى وحكاية، وكل الخطوط تتشابك فيما بعد بشكل رشيق لهذا يشعر المشاهد أنه أمام أكثر من مسلسل.. أما بالنسبة للنجوم الكبار مثل محمود الجندى وطارق النهرى ويوسف فوزى وعهدى صادق فهم «على عينى وراسى» واثق تماماً أن وجودهم له أهمية كبيرة فى إثراء المسلسل وحرصنا على تكريمهم وإبراز أسمائهم فى المقدمة بشكل يليق بهم..
* المسلسل به عدد كبير من النجوم العرب فهل حرصت على ذلك لتوسيع شعبية المسلسل بالدول العربية؟
- اختيار الممثلين سواء عرب أو غير ذلك ليس مهمتى ولا رؤيتى، فأنا لا أتدخل فى ذلك ولا أفرض أى ممثل، لكن أكتفى أحياناً بالترشيح مع أسرة العمل.. وبالنسبة للممثل الأردنى ياسر المصرى فهو شديد الاحتراف واسم كبير فى الأردن وقد عرفته أثناء حضورى أحد الاحتفالات الفنية بالأردن وكان قد شارك فى بطولة فيلم «كف القمر» مع نفس الشركة المنتجة للمسلسل.. وأيضاً أمل بشوشة هى نجمة جزائرية معروفة.. ولأكون صريحاً فقد عرضنا المسلسل على بعض الممثلات المصريات لكنهن اعتذرن ويبدو أن وجهة نظرهن أن أسماءهن أكبر من المشاركة فى مسلسل من بطولتى.. وبعد عرض المسلسل فوجئت بأقاويل من بعضهن بأنى كان يفترض أن يكون معى ممثلات مصريات لأنهن أولى وأحق.. فى الوقت الذى لم يتكلم ممثل مصرى عندما استعانت الكثيرات منهن فى أعمالهن بنجوم عرب رجال ولا أفهم هذا التناقض فى حقيقة الأمر.
* هل وجود الممثلة التركية سونجول أودان هدفه الاستفادة من شعبيتها؟
- بالطبع لم نحشر درامياً شخصية الفتاة التركية، فكان هناك فى السيناريو دور لفتاة تركية أو يونانية.. واستطاعت الشركة المنتجة أن تتعاقد مع سونجول وهى ذات شهرة فى الوطن العربى منذ مسلسل «نور» وقلت وقتها «خير وبركة» أنهم تعاقدوا مع نجمة ولا أنكر أنها كانت إضافة و«عليت» بالمسلسل ولكن دورها لم يكن كبيراً، فدور دينا الشربينى وإنجى المقدم مثلاً أكبر منها.
* حاتم على مخرج المسلسل وقع عليه بعد فترة من التحضيرات فلماذا كان الحرص عليه لهذه الدرجة؟
- حاتم مخرج كبير وكنت حريصاً على أن يكون المسلسل تحت إدارة مخرج محترف ودقيق مثله وله تفاصيله وقد تعاقد حاتم قبل البدء فى المسلسل بعشرة أيام لكنه استطاع ضبط كل شىء وخرج المسلسل بصورة أنا راضٍ جداً عنها.. كذلك مستوى الصورة كان بسبب مدير التصوير أحمد جبر بالإضافة للسيناريو المميز لهشام هلال والذى أحترم قدراته فى الكتابة.