كتب : محمد عبدالجليل منذ 5 دقائق
من جديد تستمر برامج رمضان فى إثارة الجدل بسبب اعترافات النجوم التى ملأت حلقات البرامج التى تذاع على مدار الشهر، وبات المشاهد والمتابع لتلك الحلقات على موعد كل يوم مع سيل من الاعترافات الجريئة والأسرار الشخصية للنجوم ورجال السياسة، ابتداء من إعلان داليا البحيرى لأول مرة طلاقها من زوجها، وانتهاء بحوارات الفنانة الاستعراضية دينا وعمرو واكد والإماراتية أحلام وتصريحاتهم المثيرة والجريئة. وأرجع البعض أسباب هذه الصراحة والجرأة من قبل النجوم فى الكشف عن أسرارهم واعترافاتهم، إلى المقابل المادى المرتفع الذى يحصلون عليه فى الحلقات بشكل يعتبرونه «سبوبة» كل عام.
الدكتور سامى عبدالعزيز عميد كلية الإعلام الأسبق يتحدث قائلاً: «الإغراء المادى للأسف أسقط الفنانين فى فجوة الاستهانة بهم، وأصبحوا يقبلون الحديث فى أمور شخصية ويتم إحراجهم على الهواء بانتقادات حادة توجه لهم فى سبيل المقابل المادى المرتفع الذى يصل إلى آلاف الدولارات، وللأسف فإن نوعية تلك البرامج التى تعتمد على الاعترافات الساخنة وإحراج الضيوف تلقى متابعة عدد كبير من المشاهدين من متوسطى الثقافة والتعليم، ولا تجتذب المشاهد الواعى الذى يرى فى هذه الاعترافات والحوارات أمراً تافهاً وغير هام».
وأضاف: «هناك عدد كبير من البرامج المماثلة فى أوروبا وأمريكا لكنها تقدم بشكل أكثر حرفية، وتعتمد على الصدق والصراحة من قبل النجم وتقديم أخطائه ومشاكله وعيوبه لكن على شكل دروس مستفادة، دون التركيز على تصيد الأخطاء ومحاولة الإيقاع بالضيف وإحراجه مثلما يحدث فى الإعلام العربى، حيث يتجاهل توظيف أخطاء النجوم الذين يحظون بشعبية كبيرة فى إطار يظهرها كدروس مستفادة وإنما يتعاملون بمنطق التعرية، وهذه هى أزمتهم».
ويرى الناقد عصام زكريا أن هذه البرامج موجودة بالفعل فى العالم كله، حيث يقول: «من الطبيعى أن يسعى صناع هذه البرامج إلى استخراج تصريحات ساخنة واعترافات جريئة من الضيف، خاصة أنها مادة ثرية للمشاهدين، وإن كنت لا أوجه اللوم للفنانين الذين يقبلون الظهور بمقابل مادى لأن هذه فى النهاية هى مهنتهم التى يتربحون منها سواء كانت فى برنامج أو عمل فنى لا فرق بينهما، وعندما يذهب الفنان لمثل هذه البرامج يكون مهيئاً لأن يتحدث وأن يقول كل شىء مهما كان يمثل له من خصوصية، لكنى أوجه اللوم إلى المشاهدين الذين يهتمون بهذه البرامج ويتابعونها، وفى المقابل يرفضون البرامج التى تقدم محتوى جاداً وينفرون منها».
ويضيف: «لكن الحقيقة أن هناك ميزة لهذه النوعية من البرامج وهى الصراحة والصدق بعيداً عن حكمنا الأخلاقى عليها، فهذا الصدق يرفع سقف المواجهة والصراحة فى المجتمع الذى بات يعانى منذ فترة طويلة من النفاق الاجتماعى، وأصبحت هذه الصراحة تنسحب على رجال السياسة أيضاً وليس الفنانين فقط، مما أفاد فى كشف الكثير من الحقائق».
وأخيراً يقول الإعلامى طونى خليفة إن نوعية البرامج التى تعتمد على استخراج اعترافات من النجوم لم يتحدثوا عنها من قبل هى شكل من أشكال البرامج المتعارف عليها فى العالم كله، وأشار إلى أنه يعتبر أن الإعلامى الذى ينجح فى ذلك هو جزء من تميزه، لافتاً إلى أن أى إعلامى ليس مسئولاً عن هذه الاعترافات التى تخص النجم وحده، مؤكداً أن المقابل المادى ليس هو المعيار الأساسى لكى يتحدث النجم، بدليل أن هناك عدداً كبيراً من البرامج ذات الإنتاج الضخم ولا تنجح فى ذلك بسبب عدم مهارة المذيع الذى تقع عليه وحده أسباب نجاح أى برنامج يقدمه.