كتب : صفوت دسوقى الأربعاء 24-07-2013 12:15
«الفنان يجب أن يكون متمردا حتى يسرق انتباه الجمهور».. إلى حد كبير تنطبق هذه القاعدة على صابرين التى تمردت فى مسلسل «الشك» على ملامحها الناعمة ونبرة صوتها الهادئة، فرحلت إلى أرض جديدة لتعيد اكتشاف نفسها، وقدمت شخصية سيدة بخيلة مغرمة بالمال ولا تعرف كيف يكون التصالح مع الحياة.
يعتمد مسلسل «الشك» على البطولة الجماعية، لكن صابرين تحاول العزف بشكل منفرد من خلال إضافة أبعاد جديدة للشخصية، والحقيقة أنها نجحت فى تقديم شخصية «سعاد» بشكل دقيق والتى قد يتعاطف معها المشاهد أحيانا وقد يلومها فى أحيان أخرى.
حول ملامح دراما رمضان هذا العام والمغرى فى سيناريو مسلسل «الشك» دار هذا الحوار مع صابرين.
* كيف جاءت ردود فعل الجمهور حول مسلسل «الشك»؟
- بداية، أعترف أن رأى النقاد مهم وأضعه دائما فى حساباتى، ولكن رأى الجمهور بالنسبة لى هو المعيار والمؤشر الحقيقى للنجاح، والحمد لله كل ردود الأفعال التى تلقيتها حتى الآن إيجابية وتؤكد أن العمل ناجح وأدعو من كل قلبى أن يستمر إعجاب وتقدير المشاهدين حتى الحلقات الأخيرة، ولا أبالغ إذا قلت إننى كنت مرعوبة من شخصية «سعاد» التى أقدمها فى المسلسل، خاصة أنها شخصية مركبة وجديدة بالنسبة لى.
* شخصية المرأة البخيلة والمغرمة بالمال تعد اختيارا مختلفا فى مشوارك الفنى.. ألا تعتبرين قبولك الدور مغامرة؟
- كنت مرعوبة من شخصية «سعاد» لكن عندما قرأت السيناريو الذى كتبه المؤلف الموهوب أحمد أبوزيد تعلقت بالشخصية، خاصة أنه صاغ تفاصيله بشكل رائع، وقد أسهم المخرج محمد النقلى بتوجيهاته السليمة فى بث الروح للشخصية، لذا ستجد الشخصية تركت انطباعا جيدا عند الجمهور، والدليل أن الجملة التى ترددها منذ وفاة زوجها «الله يحرقك يا إبراهيم» تحولت إلى إفيه يردده الناس فى الشارع.
* وهل أضفت أبعادا جديدة للشخصية؟
- بكل تأكيد. لقد تعمدت تقديم شخصية السيدة البخيلة بأسلوب يجمع بين الجد وخفة الظل، وكنت حريصة على اختيار ملابس الشخصية بنفسى، أنا التى اقترحت أن أظهر بالشبشب، فرغم الثراء الذى تتمتع به فإنها تبخل على نفسها ولا تشترى ملابس أو أحذية جديدة، حيث تمردت على اختياراتى وتمردت على أشياء كثيرة حتى أظهر بشكل جديد ينال إعجاب الجمهور والنقاد.
* هل تميلين إلى فكرة البطولة الجماعية أم فكرة النجم الأوحد؟
- دون مناقشة أحب البطولة الجماعية، وقد قدمت عملين فى حياتى بهذا الشكل، الأول «ليالى الحلمية» والثانى «هوانم جاردن سيتى»، شىء رائع أن تجد روح الفريق تسيطر على العمل الفنى، فهذا ينعكس على مستوى العمل، لذا عاشت هذه الأعمال حتى الآن، وبالمناسبة مسلسل «الشك» يعتمد على البطولة الجماعية وهناك تناغم بينى وبين حسين فهمى ورغدة ومى عزالدين، فالكل يحاول إظهار أفضل ما عنده، وهذا دائما يصب فى صالح الجمهور، ومن خلال مشاهدتى للأعمال الفنية أقول إننى معجبة بمسلسل «نيران صديقة» بطولة منة شلبى وعمرو يوسف وأيضاً «موجة حارة» بطولة إياد نصار ورانيا يوسف، لأن العملين يعتمدان على البطولة الجماعية.
* ما السمات التى تميز الدراما المصرية عن الدراما التركية التى احتلت شاشات الفضائيات العربية مؤخرا؟
- ليس من الحكمة إنكار أن الدراما التركية تفوقت وبات وجودها واضحا فى عالمنا العربى، ولكن يجب أن تعلم أن الدراما المصرية هى الأفضل وتتميز بإيقاعها السريع الذى يجعل العمل الفنى مليئا بالحيوية، والسمة الثانية للدراما المصرية هى الاعتماد على المشاعر، فنحن لا نقدم أعمالا فنية جافة، ولكننا نقدم فنا سريع الإيقاع ويعتمد على المشاعر.
* ولكن البعض يلوم على صناع دراما هذا العام الاعتماد على لغة حوار هابطة وتقديم مفردات مبتذلة؟
- أتفق معك فى هذا الأمر وحزينة لأن هناك من يقدم ألفاظا تخدش الحياء بحجة أن الواقع ممتلئ بذلك، وأناشد زملائى الكتاب والممثلين الابتعاد عن هذا الأمر فالدراما تدخل كل بيت والفن الراقى هو الذى يحاكى الواقع بأسلوب رشيق وبعيد عن الابتذال، وبالمناسبة فى الفترة الماضية كانت قواعد المهنة قد اختفت وأصبح النجم هو كل شىء، لكن هذا العام لمست بنفسى أن قواعد المهنة عادت إلى ترتيبها الصحيح والسليم بمعنى أن المخرج استرد مكانته وأصبح كل شىء فى مكانه، وهذا دليل على أننا فى الأيام المقبلة سنرى فنا راقيا وبعيدا عن الابتذال.
* البعض يرى مشاركة النجوم العرب فى الأعمال الفنية إضافة للدراما المصرية.. ما رأيك؟
- أنا منحازة للدم المصرى وأحب الروح المصرية فى أعمالنا، وهذا لا يعنى أننى ضد مشاركة النجوم العرب، بالعكس ظهورهم مشرف ولكن الفنان المصرى يظل الأفضل بروحه وأدائه التمثيلى العالى.
* تمر السينما المصرية بأزمة كبيرة.. فى رأيك كيف تسترد السينما جمهورها الذى تركها ورحل عنها؟
- نحن فى حاجة ماسة إلى سينما الحلم، الفن فى الأصل متعة، هدفه تسلية المشاهد، وما دام الواقع أصبح جامدا وجافا بات الفن هو النافذة الوحيدة التى من خلالها يشعر المتلقى أنه موجود وقادر على التنفس، لذا أنصح صناع السينما بتقليل جرعة الواقع وتقديم سينما الحلم والخيال حتى يعود الجمهور إلى دور العرض من جديد.
* قدمت منذ سنوات مسلسل «أم كلثوم» وحقق نجاحا كبيرا.. هل تفضلين تكرار تجربة المشاركة فى أعمال السيرة الذاتية؟
- لن أعمل فى مسلسلات سيرة ذاتية مرة ثانية، مسلسل «كوكب الشرق» كان حالة استثنائية، لأن «أم كلثوم» هى مصر بشموخها وانكسارها وانتصارها، لذا كان العمل متميزا وكان التفريط فيه بمثابة جنون، والحمد لله قدمت الشخصية بصورة طيبة، وأشاد الجميع بمستوى العمل.
* بعين الفنانة كيف تقرئين مستقبل مصر؟
- أنا بطبعى متفائلة جدا ومطمئنة لأن هناك مؤسسة عسكرية محترمة تحمى هذا الوطن الكبير، فالقوات المسلحة المصرية تقف حارسا على آمال وأحلام هذا الوطن الكبير، لذا أشعر بالأمان ولا أخاف من الغد.
أخبار متعلقة :