كتب : سماح عبدالعاطى الخميس 18-07-2013 12:01
مثل لعبة صغيرة تشع بهاءً ورواءً تبدو الفنانة نيللى، شعر أصفر يزين أعلى الرأس، وبشرة بيضاء نقية تنبئ عن أصول «أرمنية»، وعود رشيق يمنح صاحبته كامل السيطرة عليه، فيتحرك فى كل الاتجاهات، وصوت معجون بالشقاوة، ينشر البهجة ويصنع الفرحة أينما حل، فإذا أضفنا لكل ما سبق روح الطفلة التى سيطرت على الجسد الأنثوى الفاتن يصبح من السهل التعرف على سر احتفاظ البنوتة الشقية بشبابها الدائم رغم تعاقب الأيام ومرور السنين.
من عائلة «أرمنية» استوطنت مصر انحدرت نيللى، حرصت أسرتها منذ سنواتها الأولى أن تلقنها الفن فألحقتها بمدرسة لتعليم فن الباليه، كانت الأسرة وقتها تعيش أصداء النجاح الذى حصدته كبرى بناتها فيروز، أو الطفلة المعجزة، التى مثلت وغنت ورقصت على شاشة السينما ولم تكد تبلغ الخامسة من عمرها، كانت نيللى هى الابنة الثالثة بعد فيروز وميرفت، لاحقاً سوف تجتمع الشقيقات الثلاث فى فيلم واحد عام 1955 بعد 5 سنوات مرت على ميلاد نيللى ليمثلن سوياً فيلهمن الذى سيصبح شهيراً «عصافير الجنة»، قبلها غزت نيللى عالم السينما حين شاركت شقيقتها الكبرى فيروز فيلمها الشهير «الحرمان» عام 1953، هذا قبل أن يفتح لها المسرح والسينما أبوابهما على اتساعهما، لتمثل وتغنى وترقص كفنانة شابة تخطو أولى خطواتها فى عالم الفن.
على أن شهرة من نوع آخر كانت فى انتظار نيللى حينما قرر التليفزيون المصرى فى نهاية السبعينات من القرن الماضى إنتاج حلقات استعراضية تحت مسمى «الفوازير» تعرض على شاشته طوال شهر رمضان بعد الإفطار، وأسندت مهمة كتابة الحلقات للشاعر الراحل صلاح جاهين، ولم يجد المسئولون وقتها عن إنتاج الدراما أفضل من نيللى للقيام بالمهمة.
لم تكن الفوازير كفن جديدة على التليفزيون المصرى، فقد قدمها ثلاثى أضواء المسرح سمير وجورج والضيف أحمد، لكن مع نيللى كانت المسألة مختلفة، هى اللعبة التى تشيع البهجة، ولذلك كان لا بد أن تسخر كل الإمكانيات المتاحة وقتها على بساطتها لكى تخرج الحلقات فى أبهى صورها، غزل المخرج الراحل فهمى عبدالحميد كما يقولون بـ«رجل حمار»، فتح عيون الناس على عالم من الفانتازيا، تظهر فيه نيللى وتختفى تحت الأضواء فى مشهد واحد، تحادث نفسها، وتراقصها، بل وتتشاجر معها بحيل فنية بدائية، وترتدى عشرات الفساتين الملونة، وتغنى بنبرات مختلفة، وتتنقل بخفة ورشاقة بين شباب وفتيات على وقع نغمات عشرات الملحنين المشهورين، وتؤدى حركات استعراضية صممها خصيصاً من أجلها حسن عفيفى الراقص المشهور بفرقة رضا.
صورة كبيرة لنيللى وضعها صلاح جاهين فوق مكتبه وهو يكتب حلقات فوازير «عروستى»، و«الخاطبة»، لكنه لم يستمر، رحل عن الدنيا لتتوقف نيللى بعده عن تقديم الفوازير، حتى تعود مرة أخرى حينما تجد أفكاراً جيدة سطرها الشاعر الغنائى عبدالسلام أمين، فتقدم «الدنيا لعبة»، و«عالم ورق»، و«صندوق الدنيا»، و«أم العريف»، قبل أن تتوقف عن تقديم الفوازير نهائية، مخلية الساحة لمن حلموا دائماً بأن يرثوا مكانها.
أخبار متعلقة :