كتب : نجلاء أبوالنجا الأحد 14-07-2013 10:47
نور وشاهندة شخصيتان، فاجأت رانيا يوسف بهما الجمهور من خلال مسلسل «نيران صديقة» و«موجة حارة»، فالشخصية الأولى ممثلة تتعرض لأحداث غريبة مع أصدقائها الخمسة والشخصية الثانية هى زوجة ضابط غريب الأطوار وتسود حياتهما التعاسة.. وتراهن رانيا دائماً على العمل الجيد بغض النظر عن مساحة الدور أو طبيعته، وفرس الرهان الرابح دائماً من وجهة نظرها هو السيناريو، وهذا ما تراهن عليه هذا العام واعتبرت رانيا وجودها ضمن فريق عمل ضخم فى المسلسلين مباراة تمثيلية تصب فى صالح المشاهد.
* مسلسل «نيران صديقة» مغامرة كبيرة، خاصة أن الموضوع غير تقليدى.. فما الذى جذبك فى الدور رغم أنكِ قدمتِ دور ممثلة من قبل فى مسلسل «أهل كايرو»؟
- منذ اللحظات الأولى عندما قرأت سيناريو مسلسل «نيران صديقة»، شعرت بأنه مغامرة بالفعل وأعجبنى التناول غير التقليدى للسيناريست الشاب محمد أمين راضى وربما كل هذا الاختلاف كان الحافز الأول لقبولى هذا الدور.. لأن نور توفيق الممثلة والعاشقة للفن والتى تضحى بكل شىء من أجله نموذج درامى ثرى جداً، بالإضافة للأحداث الغريبة التى تتعرض لها مع أصدقائها الخمسة والتى تمر فى 26 سنة، ورغم أن هذه هى ثانى مرة أقدم فيها رحلة صعود ممثلة بعد «أهل كايرو»، فإن الموضوع مختلف تماماً، لأن «صافى» فى «أهل كايرو» كانت سيدة مجتمع أكثر من كونها ممثلة، ولكن هنا أؤدى دور ممثلة تحب التمثيل وتعشقه وهو حلمها ومشروعها، ويمكن القول إن الأحداث التى تمر بها «نور» فى المسلسل أحداث حقيقية مرت بها فنانات فى الواقع.. ولا أنكر أن سيناريو «نيران صديقة» شديد التميز، لكنه صعب جداً واستغرق منا وقتاً كبيراً فى متابعته وقراءته والاستعداد له.
* أليست مخاطرة أن تقدمى مسلسلين كبيرين فى عام واحد وبأدوار كبيرة؟
- طبعاً هو أمر غير مقصود، فلم أتعمد اختيار عملين فى نفس الوقت وأدرك أن الأمر ليس سهلاً لكن من حسن حظى أن يتم اختيارى من قبل اثنتين من شركات الإنتاج الكبرى واثنين من كبار المخرجين، هما خالد مرعى ومحمد يس وربما أراد الله أن يعوضنى عن ظروفى الخاصة الصعبة التى مررت بها وكان لدىّ عمل ثالث هو «العملية ميسى» مع أحمد حلمى وتوقف لأسباب إنتاجية.
وعموماً لست قلقة طالما اخترت عملين متميزين ودورين لا يوجد بينهما أى تشابه على الإطلاق، والحمد لله هناك رد فعل إيجابى جداً من الناس ولم يتشابه أى دور فيهما أو ينتقدنى أى شخص بهذا الكلام وربما لأنى راعيت الفصل تماماً شكلاً ومضموناً فى الاختيار.
* لكن هذا يحرق الممثل وربما يعرضه لعدم المصداقية فى معايشة الناس مع الشخصيتين بسبب المقارنة؟
- ولِمَ لا نقول إن المقارنة قد تأتى فى صالح الممثل وتحقق مفاجأة جيدة وأنا بصراحة أحب أن أفاجئ الناس وأن يقارنوا بين الشخصيتين، لأنى فى هذه الحالة أتنافس مع نفسى.. وقد تعرضت لنفس الحالة منذ فترة حين قدمت مسلسل «الحارة» و«أهل كايرو» وقارن الناس بين الشخصيتين ومساحة الأداء والانفعالات والمشاعر هنا وهناك.
* «نيران صديقة» و«موجة حارة» مسلسلان يحملان انفعالات قوية جداً، فأيهما تعتبرينه أصعب فى التمثيل؟
- «نيران صديقة» هو الأكثر صعوبة، لأنه يحتوى على مراحل عمرية كثيرة يتغير فيها عمر الشخصية التى أؤديها، وهى «نور توفيق» وطريقة أدائها وتتعرض لصعوبات ومراحل ونقلات صعبة جداً وهذا مختلف عما يحدث لـ«شاهندة» فى «موجة حارة»، كما أن «نور» قوية ومقاتلة، بينما شاهندة زوجة حزينة ومقهورة طوال الوقت.
* فى مسلسل «نيران صديقة» أدوار النجمات متقاربة جداً فى الانفعالات والمساحة.. فكيف كانت كواليس العمل؟
- هذا ليس العمل الأول الذى يجمعنى بمنة وكندة، فقد تعاونت مع كل منهما، مع منة فى «حرب الجواسيس» ومع كندة فى «أهل كايرو»، ولذلك، فهناك تفاهم فى الأساس يجمعنا، كما أن السيناريو مكتوب بحرفية رائعة وتحت إدارة مخرج متميز جداً وهو خالد مرعى ويكفى أن أقول إننا كنا يداً واحدة فى كل شىء، فكلنا أبطال، لكن نتعامل بحدود وأخلاقيات ومبادئ مهنية، والحمد لله، مر التصوير بمنتهى الحب والعطاء بيننا وقد صورنا لمدة خمسة أشهر كاملة وكنا نتناقش فى كل شىء كأسرة واحدة.
* رغم لعبك بطولات مطلقة.. لماذا تصرين من آن لآخر على البطولات الجماعية وإن وصلت لـ 6 أبطال؟
- التمثيل بالنسبة لى مباراة ممتعة وجماعية وليست لعبة أنانية وأنا بطبعى لا أحب التفكير الأنانى، أنا أحب العمل الجيد أياً كان نوعه، فالسيناريو هو البوصلة التى توجهنى وأدرك جيداً أن الجمهور يبحث عن الجيد، والبطولة الجماعية المدروسة تثرى العمل وتمتع الجمهور وهى أفضل مليون مرة من عمل بطولات مطلقة لا يراها أحد.. لكن المنافسة بين ممثلين أقوياء تخرج عملاً مهماً يترك أثراً لدى الجميع وهذا ما يهمنى.
* نور توفيق، الممثلة فى «نيران صديقة» تقدم نموذجاً غير سوى للممثلات، فهل هذا التوقيت مناسب بعد حالة الهجوم التى شنها المتشددون مؤخراًَ على الفنانات؟
- «نور» ليست مثالاً للفنانات، أو نموذجاً مصغراً يرمز إلى مهنة بعينها، ولكنها نموذج شخصية إنسانية لها حياتها المستقلة وكل حالات المسلسل حالات فردية لا ترمز لمهن بعينها، فأميرة صحفية، وطارق مذيع، ومدحت ضابط، ونور فنانة وهى حالات نقدمها، كنماذج للناس، لكنها لا تعنى أن كل الفنانات هكذا ونور إنسانة عادية تأخذ قرارات جيدة وأخرى سيئة، ونرى كيف سيؤثر هذا عليها، وما نراهن عليه فى مسلسل «نيران صديقة» هو أننا بشر ونتعامل بعيوبنا ومميزاتنا وفينا ما هو جيد وما هو سيئ.
* دورك فى «موجة حارة» شديد الكآبة والتركيب، فهى زوجة مقهورة وفى نفس الوقت تعشق هذا القهر؟
- بالفعل تلك التركيبة فى شخصية «شاهندة» هى أجمل ما أحببته فى الدور، فهى زوجة تعشق زوجها، لكن علاقتها به تمر بكثير من التوتر والغيرة والحرمان.. والمسلسل مكتوب بشكل شديد الروعة والتمكن ويكفى أنه للراحل الكبير أسامة أنور عكاشة، وشرف لى أن أجسد إحدى الشخصيات التى كتبها.. و«شاهندة» بكل تفاصيلها الدقيقة، مركب إنسانى مقهور ومحب فى نفس الوقت وهذا التناقض يمنحها إحساساً والمسلسل فترته الزمنية 8 أيام، والمسلسل ملىء بالأحداث وتأثير القهر والجو وكيف سيفجر المناخ علاقاتهم ببعضهم بعضاً.
* وما رأيك فى الموسم الدرامى هذا العام وشراسة المنافسة؟
- أعتقد أن المنافسة قوية جداً وأتمنى أن تكون الفترة المقبلة جيدة على كل المستويات، وخاصة الفنية، لأننا مررنا بمرحلة شديدة الشراسة، وأعتقد أن أعمال رمضان ستحقق المعادلة الصعبة وتقدم للناس الإفادة والترفيه، وخاصة أننا فى أمس الحاجة إلى ذلك.