مذكرات : لاشيء بيننا
مجنون أنت أم مغرور ؟ أم لعلك تنتحل شخصية المجنون لتنال ما خطته أقلامك السوداء ماذا تريد مني ؟ وبأي لغة سأشرح لك أنك تتوهم أشياء غريبة وتخاطبني بلغة الخيال .
فما الذي كان بيننا لتحاول تذكيري كل مرة بأدلة واهية بقصة لم تبدأ لتنتهي ؟
تأتي حسب مزاجك حاملا نرجسيتك في أنفاسك دون أن تتأكد من شعورك المبعثر والذي هو غالبا غريزة فجرها الهو بداخلك
وبلهجة هادئة لاتخلو من الشموخ تعلن الحب والهيام بقصائد عشق مسروقة وعندما أقول لك لاتبالغ بكلامك المبهرج هل يمكن لشخص أن يقع في الحب من الوهلة الأولى ؟ بالإضافة إلى ذلك لم أراك سوى مرة واحدة عن طريق زملائي وبالتالي لا أحبك .
تجيبني بثقة وغرور مبتسما ثم تقول أعرف أنك تبادلني نفس الشعور لكنك تتظاهرين بعدم الاهتمام لأنك تخفين عني مشاعرك وتتصرفين بكبرياء لاتنكري إعجابك بي لأني أرى ذلك في أسلوبك ونظراتك الملتهبة بالحنين وتقاسيم وجهك التي تفضح سرائر قلبك .
ضحكت بعفوية على حماقتك فإذا بك تقول بنبرة سعيدة ضحكتك خير دليل على كلامي وعندما اعتذرت منك برقة كي لا أخدش كرامتك أجبتني بكبرياء لاتهربي من مشاعرك اعترفي بما يجول في خواطرك الجميلة .
تهاطلت أيام الأسبوع بسرعة وجاء يوم القرار فأعلنت خطوبتي الزائفة لعلك تبتعد عن طريقي لأنني مللت من كلامك المألوف
مازلت أذكر اللحظة التي وصلك فيها خبر خطوبتي حيث ركضت كالمجنون إلى مكاني وصرخت بصوت صاخب قائلا مغرورة قاسية لن أسامحك لماذا أغريتني بنظراتك ولغة وجهك ما أقسى قلبك أيتها المتعجرفة !
إنك خطيرة في لغة العيون وبسرعة توقعين الضحايا وأعرف أنك تتعمدين ذلك وتجدين المتعة في هوايتك اللذيذة
حينها قلت في نفسي لا أذكر متى أعطيتك الأمل ؟ ألم تظهر فجأة في حياتي لتقول أنك كنت تراني من بعيد قبل أن أراك ألم تحدثني عن أشياء أذكرها وأخرى نسيتها ؟ أخبرتني عن وقت انتظاري في المحطة للحافلة ولحظة ابتياعي للشوكولا من البقال وأشياء أخرى لا أذكرها ؟
أعلنت فيما بعد علاقتك بحبيبتك الجديدة وفرحت لك من قلبي وعدت مجددا لتقول أنت هي حياتي أما هي مجرد نزوة فجعلتني أشرح لك من جديد أنني أراك بمثابة أخي حينها تظاهرت أنك تراني كأخت ولن تطمع بعد الآن في علاقة .
عاملتك باحترام ثم نصحتك بصدق وشجعتك على بناء مستقبلك وبفضل نصائحي تقدمت قليلا إلى الأمام وحين أخبرتني بموعد اقتراب خطوبتك فرحت لك من قلبي إلا أنك صدمتني بعد أسابيع بقولك الساخط أنت أحقر إنسانة عرفتها في حياتي لا بل أنثى مغرورة ومنحطة لو كنت أعرف أنك بهذا المستوى ما كنت لأقع في حبك .
لا أعرف ماذا سمعت عني وماذا قالوا لك حتى أصبحت عدوتك .
مرت الشهور ولقيتك مصادفة فقلت بحقد أكرهك ثم توالت السنوات وجئتني قائلا اشتقت لك هل تذكرين ما كان بيننا مازلت أذكر ذكرياتنا البهية ،إذ مازلت صورتك مرسومة في ذاكرتي واسمك محفور في قلبي وقصتنا أيضا لم تنتهي لأنها في بداية الطريق .
ماهذا الذي كان بيننا ومتى كنت حبيبتك لتكون بيننا قصة إنك مجنون لاريب عندي في ذلك أو تحسبني بلهاء، ستلعب بي كما تشاء وتعلن حبك عندما تريد ثم تعبر عن كرهك بعد أن تعترف بحبك لأخرى في الساعة التي تراها مناسبة وتعود حين تجد نفسك وحيدا لتخدعني بكلماتك الزائفة .
لم أعد تلك الساذجة التي تشفقك عليك وتخشى عليك من إيذاء نفسك لن أعاتب نفسي كما كنت وأقول بصوت الضمير متى أوقعته في حبي ؟ كيف سأعيش حياتي بسلام وهو يحترق بنار العشق ؟ و يموت في صمت بسببي تبا لي ما أقسى قلبي ؟ لن أظلم نفسي لكي تعيش أنت
لم ظهرت في حياتي هكذا مثل الشبح ؟
كيف سمح لك ضميرك بأن تخدرني بأفكارك لأصدق أنني تعمدت لفت انتباهك رغم أنني لم أكن أراك وبعدها حملتني ذنبا لم أرتكبه وقيدتني بسلاسل العتاب فذرفت الدمع عليك شفقة أما الآن لن أشفق عليك ولن أبرر لك أي شيء لأن قصتك غير محبوكة .
مذكرات منال بوشتاتي