وصفت تقارير صدرت مؤخرا عن الاستخبارات الأمريكية، «سي أي ايه»، تنظيم «خراسان» بأنه «الأكثر خطورة من تنظيم (داعش)»، الذي أرتكب جرائم عدة بحق المدنيين والعسكريين في العراق والشام.
وحسب المعلومات، التي كشفت عنها «سي أي ايه» فإن التنظيم مكون من «جهاديين» مخضرمين من مختلف الجنسيات تابعين لتنظيم «القاعدة» تحت قيادة أيمن الظواهري، جاءوا إلى سوريا، خاصة من المناطق، الذي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» التابع لـ«القاعدة» في سوريا، ليس لقتال بشار الأسد في الأساس، ولكنهم أرسلو بتعليمات من الظواهري لتجنيد الأوروبيين والأمريكيين، الذين تسمح جوازات سفرهم بارتياد طائرات أمريكية بأقل تدقيق من قبل مسؤولي أمن جوازات السفر الأمريكيين والذهاب إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن، للقيام بعمليات إرهابية، وتربط التنظيم علاقات تنظيمية وثيقة بمجموعة إبراهيم العسيري المعروفة باسم مجموعة «صانعي القنابل» في اليمن، التي تلاحقها واشنطن بطائراتها.
يذكر أن عناصر تنظيم «خراسان» ينصابون «داعش» العداء، ويعتبرونه تنظيما «إرهابيا»، خاصة بعد تبرء «القاعدة» من زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، وممارسات مسلحيه، ولعل من بين الاختلافات بين التنظيمين يظهر في راية «خرسان» بيضاء اللون، والتى تحمل الشهادتين باللون الأسود، على عكس راية «داعش» السوداء.
وتكمن خطورة التنظيم كونه يهدف إلى مهاجمة أهداف أمريكية وغربية عن طريق الطائرات مثلما حدث في هجمات سبتمبر 2011، وقررت إدارة أمن النقل الأمريكية، في يوليو الماضي، حظر دخول الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة المغلقة من الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة من أوروبا والشرق الأوسط.
أحد عملياتهم ضد الجيش السوري
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني، عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن هذه الجماعة، التي تعرف باسم «خراسان»، ظهرت في 2013، باعتبارها الخلية، التي يمكن أن تكون الأكثر إصرارا في سوريا على استهداف الولايات المتحدة، أو منشآتها في الخارج بهجمات.
رجال «خراسان»
قائد التنظيم: محسن الفضلي
هو عضو بارز في تنظيم «القاعدة»، وحسب وزارة الخارجية الأمريكية كان مقربا من مؤسس تنظيم «القاعدة» الراحل، أسامة بن لادن، لدرجة أنه كان ضمن مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين علموا بأمر هجمات 11 سبتمبر 2001، قبل تنفيذها.
وتقول مصادر استخباراتية إن «الفضلي»، هو زعيم «القاعدة» في إيران، كويتي الجنسية، شارك في القتال في الشيشان وأفغانستان واتُهم بتوفير التمويل اللازم لعمليات التنظيم في العراق.
وكان اسم الفضلي، الذي أدرج على قائمة المطلوبين الـ36 من قبل وزارة الداخلية السعودية، في 2005، برز للمرة الأولى كأحد المطلوبين، خلال 2000، وقت إلقاء السلطات الأمنية الكويتية القبض عليه بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي، الذي عقد في العاصمة القطرية، الدوحة، بمشاركة إسرائيلية، حيث بُرئ من هذه التهمة، فيما أدين زميلاه الآخران في القضية محمد الدوسري، المعروف بأبي طلحة، الذي سجن 7 سنوات، وبادي العجمي الذي سجن لمدة سنتين.
ومحسن الفضلي كان في مقدمة المطلوبين في القائمة التي قدمتها كريستين تاوسند، مساعدة كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي للمسؤولين الكويتيين في 2004، أثناء زيارتها للكويت، وأشارت إلى أنه «ضمن الأشخاص الخطرين جدا».
وذكرت الصحيفة أنه لا يوجد تقريبا أي معلومات علنية عن تنظيم «خراسان»، التي وصفت من قبل العديد من وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون ومسؤولين عسكريين بأنها تتألف من عناصر من «القاعدة» من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال إفريقيا.
وتابعت الصحيفة بأن أعضاء الخلية حسبما يقال مهتمون بالأخص بإعداد مخططات إرهابية تستخدم متفجرات مخفية، ومن غير الواضح هوية الأشخاص، الذين ينتمون لـ«خراسان» بخلاف الفضلي.
ونقلت الصحيفة عن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جيمس كلابر، قوله إنه «فيما يخص التهديد لوطننا، فإن خراسان يمكن أن تشكل خطرا يماثل خطر تنظيم (داعش)».
ورأى بعض المسؤولين الأمريكيين وخبراء الأمن القومي أن التركيز المكثف على تنظيم «داعش» قد شوه صورة تهديد الإرهاب، الذي نشأ عن فوضى الناجمة عن الأزمة السورية، وأن التهديدات الأكثر إلحاحا لا تزال تأتي من جماعات «إرهابية» تقليدية مثل «خراسان» و«جبهة النصرة»، وهي فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا.
عادل راضي صقر الوهابي الحربي
نائب قائد تنظيم «خرسان»، وهو سعودي الجنسية، خدم تحت زعامة ياسين السوري، ويُعد واحداً من بين «أكثر الإرهابيين المطلوبين» في السعودية.
وبرز اسم التنظيم كأحد التهديدات باستهداف أولمبياد لندن 2013، انتقاماً لمقتل أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أمريكية في مخبئه بمدينة أبوت أباد الباكستانية.
رصدت الولايات المتحدة الأمريكية، في 2012، مكافأة مالية قدرها 12 مليون دولار لمن يساعدها في اعتقال شخصين يقيمان في إيران ويمولان تنظيم القاعدة، متهمين بنقل الأموال إلى المتطرفين في سوريا.
إبراهيم العسيري. صانع قنابل «القاعدة»
> سعودي الجنسية، 32 عاماً، كبير صانعي المتفجرات في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، ويشكّل كابوساً لسلطات النقل الجوي، وأجهزة الأمن الدولية، إذ يعتقد مسؤولون في المخابرات الأمريكية أنه يسعى إلى تطوير قنبلة يصعب على أجهزة أمن المطارات كشفها، من خلال زرع متفجرات داخل الجسد البشري.
ولد إبراهيم حسن العسيري، الملقب بـ «أبوصالح»، في 1982، في الرياض، في 2007، انضم وشقيقه الأصغر سناً، عبدالله، إلى تنظيم «القاعدة» في اليمن.
وبرز كخبير في صناعة المتفجرات، بعد اندماج جناحي «القاعدة» اليمني والسعودي، ليشكّلا «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
ثم راحت وتيرة العمليات الانتحارية تتزايد، ففى أغسطس 2009، حاول انتحاري اغتيال نائب رئيس وزير الداخلية السعودي، محمد بن نايف مساعد، بقنبلة مصنوعة من مادة PETN المتفجرة، ليتضح في ما بعد أن الانتحاري هو عبدالله، وأن العسيري قام بتجهيز شقيقه بنفسه.
وفي ديسمبر 2009، حاول النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بقنبلة مخبأة في ملابسه الداخلية، إلاً أنها لم تنفجر، ما ساعد مكتب التحقيقات الفدرالي، «أف بي أي»، في التعرّف على بصمة العسيري الموجودة على القنبلة.
وفي أكتوبر 2009، عثر على طردين كل منهما يضم عبوات حبر للطابعات، محشوة بالمادة المتفجرة نفسها، وذلك على متن طائرتين في طريقها من اليمن إلى شيكاغو في الولايات المتحدة. وتم اكتشاف القنابل بعدما توقفت الطائرتان في مطار إيست ميدلانذز في بريطانيا.
وفي أبريل 2012، اكتشفت «سي أي آيه» نسخة من قنبلة الملابس الداخلية، لكن من دون معادن، خلال عملية تفتيش مباغتة.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
أخبار متعلقة :