مصراوي Masrawy
10:50 م الأربعاء 10 يونيو 2020
كتبت- هدى الشيمي:
ربما تصبح أستراليا ثاني دولة بعد نيوزيلندا المجاورة التي تحتفل قريبًا بعدم وجود إصابات بفيروس كورونا المُستجد، إذ أعلنت السلطات الصحية تسجيل صفر حالات بمرض كوفيد-19 خلال الـ24 ساعة الماضية، وتعافي 6720 مُصابًا بين 7267 حالة أصيبت منذ ظهور الفيروس التاجي في البلاد بمارس الماضي.
يأتي ذلك بعد أن قررت عدد من الولايات الأسترالية تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي والحظر المفروض على تحركات المواطنين، والسماح للمطاعم باستقبال عدد أكبر من العملاء، ضمن خطة الفتح ورفع الإغلاق التدريجي، لإنعاش الاقتصاد الذي تعثر عقب تفشي الوباء.
أعلنت الحكومة الاسترالية عن خطة من 3 مراحل لرفع إجراءات العزل والقيود الاجتماعية بحلول شهر يوليو المُقبل، وسمحت السلطات لبعض الولايات الأكثر ازدحامًا مثل نيو ساوث ويلز بفتح المطاعم والمقاهي بشكل موسع، والسماح بتواجد 50 زبونًا في مكان يتسع لضعف العدد مثلا، بينما يُسمح لـ 20 ضيفًا بحضور جنازة، بعدما كان الأمر يقتصر في السابق على حضور 10 أشخاص فقط، وكذلك سُمح بإعادة فتح مناطق الجذب العامة، مثل حديقة حيوانات تارونجا سيدني والمعارض الفنية والمتاحف والمكتبات.
إجراءات مُبكرة
استطاعت أستراليا ترويض الوباء المميت بفضل الإجراءات المُبكرة ومنع دخول الأشخاص القادمين من المناطق عالية الخطورة، قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن أستراليا انضمت إلى الولايات المتحدة في مطلع فبراير الماضي وأغلقت حدودها أمام الزوار الأجانب الذين زاروا الصين، بؤرة انتشار الفيروس وظهوره لأول مرة.
مع تفشي الفيروس خارج الصين، أصدرت السلطات الأسترالية قرارًا يمنع دخول المواطنين من إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا في أوائل مارس، قبل إغلاق حدودها تمامًا أمام الزوار وغير المقيمين في 19 مارس الماضي.
ولكنها في الوقت نفسه اقترفت مجموعة من الأخطاء، كان على رأسها السماح لأكثر من 2600 راكب بالنزول من سفينة روبي برينسيس في سيدني في 19 مارس الماضي، وأفادت إذاعة إيه بي سي بأن هذا القرار أسفر عن حوالي 600 إصابة و15 وفاة بكورونا.
ومع ارتفاع عدد حالات الإصابة في أواخر مارس، أعلن رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون في 22 مارس إغلاق جميع الحانات والنوادي ودور السينما وصالات الألعاب الرياضية وأماكن العبادة إلى أجل غير مُسمى، على أن تقدم المطاعم والمقاهي خدماتها عن طريقة التوصيل إلى المنازل، والسماح لمحلات السوبر ماركت، والملابس، وصالونات التجميل بالعمل.
وأغلقت ولاية فيكتوريا المدارس، كما أغلقت بعض الولايات مثل غرب أستراليا وجنوبها حدودها وطالبت أي شخص يرغب في دخولها بالحجر الصحي لمدة أسبوعين.
شددت السلطات إجراءات التباعد الاجتماعي في نهاية مارس، وحظرت تواجد أكثر من شخصين في مكان واحد، وحثت الناس على البقاء في منازلهم والخروج فقط للضرورة القصوى، أو من أجل القيام بالتسوق لشراء الطعام أو لأسباب طبية.
التوسع في إجراء الاختبارات
بالتزامن مع إغلاق المؤسسات والمدارس وفرض قيود على السفر وقواعد التباعد الاجتماعي، أجرت أستراليا اختبارات الكشف عن الفيروس المُستجد على نطاق واسع، والتي تجاوز عدده 570 ألف اختبار في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لوزارة الصحة.
وفي 25 مارس، وسعت استراليا معايير إجراء الاختبارات لتشمل جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية، والعاملين في مجال رعاية المُسنين، والسجناء وأي شخص يعاني من الحمى ومشاكل الجهاز التنفسي الحادة.
وقال بريندان ميرفي، كبير المسئولين الطبيين في أستراليا، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، إن أي شخص كان يعاني من أعراض تنفسية حادة، وسعال، التهاب في الحلق، سيلان في الأنف، وأعراض نزلات البرد، أو أعراض شبيهة بالأنفلونزا كان يخضع للاختبار.
علاوة على ذلك، اعتمدت أستراليا على تطبيق مثير للجدل عبر الهاتف الذكي باسم "كوفيد سايف"، يستخدم تقنية بلوتوث لتعقب الاتصالات مع أفراد شخصت إصابتهم بكورونا.
فحص المجاري
في إطار جهودها لاحتواء الوباء، اتبعت استراليا إستراتيجية تقوم على النزول إلى مجاري الصرف الصحي لتقفي أثر أي أثر للفيروس في المياه القذرة، للوقاية من بؤرة وبائية جديدة.
وحسب التقارير الإعلامية المحلية، فإن مدينة ملبورن، جنوب شرق البلاد، أجرت تحليل مياه المجاري والبراز، لكشف آثار محتملة للفيروس، وبالاعتماد على النتائج، ستعتمد سياسة تهدف إلى تشخيص الإصابات وتعقب الأشخاص الحاملين للفيروس في الأحياء المعنية.
وفقًا لنيكولاس كروسبي من هيئة مياه ملبورن المكلفة بإدارة المياه في المدينة، فإن السلطات تسعى إلى التحقق من عينات عائدة لنحو 71 % من سكان فيكتوريا، إحدى أكثر الولايات تعدادا للسكان في البلاد. وأوضح المسئول الأسترالي أن الهدف من ذلك هو رصد الحالات غير المعلنة أو ظهور الفيروس مجددا، لافتًا إلى أن فيروس كورونا يبقى في البراز حتى ستة أسابيع بعد ظهور الأعراض لأول مرة.
أخبار متعلقة :