قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21]، إن الله سبحانه وتعالى جعل الدنيا دار اختبار وممر وجعل الأخرة دار مستقر، فأهل الصلاح والخير اليوم هم أهل الفلاح غداً، وأهل الفجور والمعاصي اليوم هم أهل النار غداً، وقد لخص الإمام ابن كثير، ذلك المشهد في كلمته التي تكتب بماء الذهب والتي تفوح بالفقه والحكمة، حينما قال: “إِنَّ اللهَ الكَرِيمَ أَجْرَى بِكَرَمِهِ أَنَّ مَنْ عَاشَ عَلَى شَيْءٍ مَاتَ عَليْهِ! وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيءٍ بُعِثَ يَومَ القِيَامَة عَليْهِ”!
فإن حسن الخاتمة هي أمل كل عبد صالح يرجو من الله أن يقبضه عليه، ولا يتأتى ذلك إلا بالتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات، والبعد عما يُغضب الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المعنى قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: ( إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله ) قالوا : كيف يستعمله ؟ قال : ( يوفقه لعمل صالح قبل موته ) رواه الإمام أحمد (11625) والترمذي (2142) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1334.وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ) رواه أحمد 17330 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1114.
و يا لها من خاتمة حسنة أن يموت الإنسان وهو يقرأ القرآن الكريم! فها هو الشيخ «جعفر عبد الرحمن» القارئ الإندونيسي المشهور، يأتيه الموت وهو يقرأ القرآن الكريم في حفل رسمي مذاع على الهواء مباشرة، بحضور وزير الشئون الاجتماعية الإندونيسي، يوم أمس الثلاثاء 25 أبريل 2017، وبالرغم من أن الشيخ يصارع سكرات الموت إلا أن لسانه لم يتوقف عن تلاوة آيات من سورة الملك .
المصدر : مصر فايف
أخبار متعلقة :