أثارت قدرة الحكومة الإثيوبية على تحمل تكلفة بناء سد النهضة على مدار 6 سنوات الماضية، تساؤلات حول مصادر تمويل هذا المشروع العملاق، والذى تتكلف ميزانيته المعلنة 5 مليارات دولار على أقل تقدير، وهو مبلغ ضخم عجزت أديس أبابا عن توفيره قبل عام 2011.
وعلى الرغم من أديس أبابا أعلنت أن التمويل جاء عبر مساهمات وتبرعات قام بها الإثيوبيون فى الخارج، لكن تقارير وسائل الإعلام الأجنبية تؤكد أن الدولة الإفريقية حصلت على مليارات الدولارات من الولايات المتحدة أجل بناء مشروعات توليد للطاقة ولمكافحة الجفاف ومساعدات غذائية.
ترامب قرر تجفيف العطايا الأمريكى، بعد أن أعلن فى خطاب أمام الكونجرس أنه قرر رفع قيمة ميزانية وزارة الدفاع «البنتاجون» بنحو 54 مليار دولار فى أولى مقترحاته للميزانية، دعمًا للمجهود الحربى للجيش، وتنفيذًا لشعاره الذى أعلنه خلال الحملة الانتخابية «أمريكا أولا».
وحسب وكالة «رويترز»، فإن البيت الأبيض أكد أن ترامب سيوفر هذا المبلغ عبر تقليص ميزانيات غير دفاعية، ومنها خفض كبير فى الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية التى تقدمها وكالات التنمية لدول العالم الثالث من أجل مكافحة الفقر وتحقيق التنمية.
ووفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن ترامب سيقتطع من ميزانية الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية، ومؤسسة تحدى الألفية التى كانت تقدم مساعدت لأديس أبابا من أجل تنفيذ خطط تنموية وتساعد فى منحها قروض من البنوك الدولية وكان يرأسها دانيال دبليو يوهانس وهو إثيوبى ويحمل الجنسية الأمريكية. كما قرر ترامب تقليص ميزانية حركة السلام ووكالات التنمية الأخرى.
ومن أهم الوكالات التى تعرضت ميزانيتها للخفض هى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التى تشرف على تنفيذ كثير من المشاريع فى إثيوبيا فى مجالات توليد الطاقة والزراعة ومكافحة الجفاف.
وحسب الوكالة الرسمية فى أديس أبابا، قدمت الوكالة الأمريكية 523 مليون دولار منذ أكتوبر 2014 إلى الحكومة الإثيوبية من أجل تنفيذ مشروعات تنموية، وفى يناير عام 2016 قدمت الوكالة ما يقرب من 100 مليون دولار لأديس أبابا تحت مزاعم مكافحة الجفاف وفى مايو من نفس العام قدمت أديس أبابا 128 مليون دولار.
يستهدف أيضا قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتخفيض المساعدات الخارجية للبرنامج الذى أعلن الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما عنه فى عام 2015 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتقديم 7 مليارات دولار على مدى 5 سنوات لـ6 دول إفريقية من أجل إقامة مشروعات توليد للكهرباء.
عرف مشروع أوباما - وفقا لوكالة رويترز الأمريكية باسم «مبادرة طاقة إفريقيا» ويستهدف تمويل كل من «إثيوبيا وكينيا وتنزانيا ونيجيريا وغانا وليبريا» على مدار 5 سنوات بـ7 مليارات دولار لتوليد 10 آلاف ميجاوات من الكهرباء من السدود والرياح والشمس لخدمة 60 مليون مواطن محرومين من الإنارة.
قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوقف المساعدات الخارجية التى تقدمها الوكالات الأمريكية وبرامج المساعدات التى تبنتها إدارة أوباما تتطلب موافقة الكونجرس الأمريكى.
يواجه هذا القرار اعتراضات شرسة من مؤسسة الجيش، فقد أرسل أكثر من 120 جنرالا متقاعدًا من وزارة الدفاع إلى الكونجرس مذكرة تطالب بالتزام الإدارة الجديدة باستمرار برنامج المساعدات الخارجية.
وفى رسالة وجهها الجنرالات إلى رئيس مجلس النواب الجمهورى بول ريان، وزعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب نانسى بيلوسى، وزعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وزعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر، كتب الضباط المتقاعدون أن هذه البرامج تحقق المصالح الأمريكية العليا وتخدم الجهد العسكرى للجيش.
أخبار متعلقة :