تشهد مدينة طرابلس شمالي لبنان، انقساما شعبيا وسياسيا على خلفية قرار زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، دعم النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
ويرى عدد كبير من أهالي فعاليات المدينة، أن وصول عون إلى سدة الرئاسة يعني مزيدا من هيمنة حزب الله والمحور الإيراني على البلاد.
في المقابل، يعمل تيار المستقبل على تسويق مبادرة الحريري باعتبارها خطوة ستقود إلى إحراج حزب الله وايران وحلفائهما بعد سنوات من عرقلة إتمام الاستحقاق.
ويقود وزير العدل المستقيل، أشرف ريفي، الاعتراض معتبرا خيارات الحريري خاطئة تجاه من وصفه بحليف إيران والنظام السوري.
وفي هذا الصدد يقول ريفي: "أرى في ذلك خطأ استراتيجيا على المستوى السياسي، فميشال عون ليس رجل مؤسسات بمعنى أنه لا يحترمها والدليل الاداء الذي قدمه في كل الوزارات التابعة للتيار الوطني الحر".
وأضاف "نحن نعتبره حليفا لحزب الله والمشروع الإيراني وجزءًا منه، وهذا سيضعف لبنان..أعتقد أن هناك أزمة داخلية على مستوى هويتنا اللبنانية والعربية، وقد يعرض لبنان لعزلة عربية ولمحاسبة دولية أيضا".
ويعمل تيار المستقبل بجهد لتسويق قرار الحريري لدى قاعدة التيار الشعبية، ويعتبر قياديون فيه أن القرار يهدف إلى سد الفراغ الرئاسي قبل وقوع الكارثة وقبل سيطرة حزب الله الكاملة على البلاد، مستفيدا من تعطيل المؤسسات، بحسب ما يقولون.
ويوضح القيادي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، "عندما تستطلع آراء الناس في بيوتهم ترى بأن معظمهم تفهم خطاب الحريري، وإن كانوا يرغبون ويتمنون لو كان الخيار غير عون، لكن في النهاية فهموا بكل وضوح أن الحريري أخذ هذا القرار لأنه خط الدفاع الوحيد أمام الوضع المنهار الذي يعيشه لبنان".
ويبدو أن سكان طرابلس يراقبون عن كثب مجريات الاستحقاق الرئاسي، فمعارضو خيار الحريري ترشيح عون إلى سدة الرئاسة يصعدون مواقفهم في الشارع، فيما قبل آخرون بالتسوية في انتظار عهد جديد بين قصر بعبدا والسراي الحكومي.