في جريمة أثارت جدلًا كبيرًا في المملكة السعودية، قتل أحد أمراء العائلة المالكة شخصًا أثناء مشاجرة بالأسلحة النارية، ما طرح التساؤل حول عدالة المملكة العربية السعودية في التعامل مع تلك القضية، وتطبيقها لحد القتل على أحد أفرادها كما تفعل مع المواطنين.
في ديسمبر 2012، كان الأمير تركي بن سعود بن محمد بن سعود الكبير، قد دخل في شجار مسلح بالأسلحة الرشاشة مع مجموعة من الشباب، بأحد المعسكرات بالصحراء بمدينة الثمامة، شرق الرياض، وكان بصحبته صديقه عادل المحيميد.
وأثناء تبادل إطلاق النار، انطلقت رصاصة من سلاح الأمير تركي، واخترقت جسد صديقه، وأصابت جسد شخص آخر يُدعى عبدالرحمن التميمي، كان يقف وراءه، وتم نقله للمستشفى، وانتقلت الشرطة لمكان الحادث، وكان الأمير سعودي قد غادر المكان، ولم يكن يعرف أن من قُتِلَ هو صديقه، بحسب الجارديان.
وعندما علم الأمير تركي أن من قُتل هو صديقه، سقط مغشيًا عليه، وسلم نفسه بعد ذلك للشرطة واعترف بما فعله.
وبعد الواقعة، أكد والد القتيل سليمان، عبر حسابه على «تويتر»، خبر وفاة ابنه، قائلًا: «انتقل إلى رحمة الله، صباح الجمعة، ابني عادل.. إنه قدر الله».
كما غرّد الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز، رئيس نادي الهلال السابق، مؤكدًا قرابته بالأمير تركي، وأنه أحد أمراء العائلة المالكة قائلًا: «للأسف».
وكان نشطاء سعوديون طالبوا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالقصاص للمواطن السعودي الذي قُتل على يد الأمير تركي، للتأكيد على أن القضاء السعودي لا يفرق بين المواطن العادي وأفراد العائلة المالكة.
وصدر حكم القصاص بحق الأمير تركي من المحكمة العامة بالرياض، وصدّقت محكمة الاستئناف عليه، ثم رُفع للمحكمة العليا، التي قررت التصديق عليه في يوم 19 مايو 2016
وتم تنفيذ حكم القتل قصاصًا بالجاني تركي بن سعود بن تركي بن سعود الكبير، 18 أكتوبر 2016، بمدينة الرياض، بتهمة قتل عادل المحيميد، وقد لاقى ذلك قبولًا واسعًا بين المواطنين في السعودية، الذين رأوا أن ذلك دليل على نزاهة وعدالة القضاء السعودي، الذي لم يستبعد القصاص من أحد أفراد العائلة المالكة، بحسب «الجارديان».
وفي أول رد فعل من العائلة المالكة لآل سعود، غرّد الأمير خالد بن سعود الكبير بعد تنفيذ القصاص، على حسابه على «تويتر» قائلًا: «الحمد لله على كل حال، اللهم اجعل إقامة حد القصاص على الابن تركي بن سعود.. كفارة له».
وقد دشن مستخدمو «تويتر» هاشتاج باسم «سلمان الحزم يأمر بقصاص أمير»، للإشادة بقرار الملك، وأنه لا يفرق بين مواطن وأمير.
أخبار متعلقة :