ليلة القدر عند المسلمين هي اهم ليلة في العام كله حيث قال الله تعالي عن هذه الليلة في كتابه العزيز إنها خير من ألف شهر بمعني أن من يستطيع ان يدرك خير هذه الليلة من دعاء وصلاة وإستغفار وقيام ليل وتدرع الي الله وتقبل الله من العبد كل هذا يدرك خير ألف شهر كاملة أي حوالي 83 عام كاملا من العبادة كما وعدنا الله تعالي , في ليلة القدر نزل الله تعالي علي نبيه محمد (صلي الله عليه وسلم) أول أيات القرآن الكريم وكانت أول خمس أيات من صورة العلق .
لماذا سميت ليلة القدر بهذا الأسم ؟
سميت ليلة القدر لأن القدر هو الشرف لاننا عندما نقول علي إنسان ذو قدر نقصد من ذلك أنه ذو شرف ومقام عظيم , وهناك سبب أخر أن الله تعالي يقدر للعبد ما سيجري طوال العام من أعمال .
علي المسلم عندما يدرك ليلة القدر أن يكثر من الصلاة علي النبي و الإكثار من النوافل والسنن و الحفاظ علي قيام الليل المتمثل في صلاة التهجد فإن فيها ثواب عظيم جدا في هذه الليلة فيقال إن في هذه الليلة توزع أقدار الناس الي السماء السابعة ,و البعد عن المعاصي والمنكرات والمشاحنات .
موعد ليلة القدر :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : “تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان ” أي أنها ستكون إحدي ليلي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وبالأحري إحدي الليالي الوترية وهيا (21 او 23 او25 او27 او29) ولكن الارجح أن تكون ليلة ال27 من كل عام لكن الأفضل ان نلتمس ليلة القدر إحدي الايام الوترية لانها ربما تصادف يوم من الايام الفردية في العشرة الاواخر .
علامات ظهور ليلة القدر :
علامات ظهور ليلة القدر لا تظهر إلا بعد إنقضاء ومرور الليلة وعلاماتها : أن الشمس تظهر صباحتها لا شعاع لها كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها” ويكون الجو معتدل ولطيف , الرياح تكون ساكنة , و طمأنينة القلب , اضاءة شديدة للسماء دون حاجة إلي ضوء .
ماذا أجاب نبينا الكريم عندما سألته عائشة عن دعاء ليلة القدر :
سألت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر النبي محمد (صلي الله عليه وسلم ) إن أفضل دعاء يجب عليها أن تدعوه إذا أدركت ليلة القدرهو ” اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ” , حيث قالت : ” يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : ” قولي : ” اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ”
وعن عبد الله بن أنيس أنه قال: ” يا رسول الله، أخبرني في أي ليلة تبتغى فيها ليلة القدر. فقال: ” لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك ” .
قدر ليلة القدر في القرآن الكريم :
يقول الله تعالي في كتابه العزيز :{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ويروى عن رسول الله أنه قال :”إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كَبْكَبَة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر” .
ليلة فيها من الخير مالا يتخيله بشر علي وجه الدنيا يكفي أن نسمع من نبينا الكريم أن في هذه الليلة تتنزل الملائكة علي كل خاشع إلي ربه فمنهم من يقرأ القرآن ومنهم من يسبح إلي ربه ومنهم من هو ساجد يصلون ويسلمون عليهم ملائكة (رفاق جبريل) منزلة من السماء , ويقول الله تعالي : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) } أي أن في ليلة القدر أنزل القرآن الكريم فيها ويفرق الله بين قضايا البشر من غني وفقر وموت ومرض إلي حتي قدوم العام المقبل .
ثم قال الله :{سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} سلام من الله ورحمه للعباد لا يستطيع الشيطان الرجيم الأذي الي أي من عباد الله في هذه الليلة وتدوم خير هذه الليلة حتي قدوم الفجر .
أفضل الدعاء في ليلة القدر :
اللّهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر، يا رؤوفاً بعبادك الصالحين، إلهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك ونعمتك، اللّهم ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب. اللّهم ارزقنا عملاً صالحاً يُقرّبنا إلى رحمتك، ولساناً ذاكراً شاكراً لنعمتك، وثبتنا اللّهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عـبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجُدْ علينا بفضلك ومِنَّتك، واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
اللّهم أسكنّا الفردوس بجوار نبيك الكريم، إلهي إن كنت لا ترحم إلّا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لا تقبل إلّا العاملين فمنّ للمقصرين، اللّهم عوّضني عن كل شيء أحببته فخسرته، طابت له نفسي فذهب، صدقته فكذب، استأمنته فغدر، اللّهم ولا تشغلني عنك وقربني إليك، ربي ولا تذلّني لسواك، اللّهم إن ضاقت الأحوال يوماً أوسعها برحمتك، يا رب استودعتك دعواتي فبشرني بها من غير حولٍ مني ولا قوة.