شبكة عيون الإخبارية

لا وحشية الوحوش

على كثرة ما تجولت فى عالم الحيوان، قارئا لكتب التاريخ الطبيعى، ومشاهدا لوثائقياتها العلمية، وراصدا لقدر معقول من ممالك الحيوان فى بيئاتها الفطرية، ومطلعا قدر الإمكان على مراجع السلوك المُقارَن للحيوانات، لم أكتشف حيوانا يقتل حيوانا ويمثل بجثته ليُشبع بالتلذذ الدموى عقد نقصه وتعطشه السادى للسلطة والتسلط، فأفتك الحيوانات افتراسا يقتل ليأكل ولايُعذب فريسته، وعندما يكون شبعاناً لايقنُص، وقد رأيت الأسود الشبعى تشرب جنبا إلى جنب مع الغزلان من مورد فى غابة «إيتوشا»، ناهيك عن أن حيوانا لايقتل حيوانا من بنى جنسه إلا فى حالات نادرة مثل تزاحم الجرذان، وحدوث عدوى فيروسية تخرِّب الأمخاخ وتجعل الحيوان لايميز أبناء جنسه فيحسبهم مفترسين أو طرائد.

من هذا كله تكونت لدىَّ قناعة بأن مايدعونه و«حشية الحيوان» كذبة كبيرة جهولة، إذا ماقورنت بوحشية بعض البشر فى دمويات قتل العُزَّل، وفصل الرؤوس بالسكاكين والمناشر، وتقطيع الرقاب والأطراف بقنابل الدايم المقذوفة بالطائرات والصواريخ المتطورة، وتفجيرات الغدر والغيلة المُتخلِّفة، وانتحاريات الحقد الجنونى الأعمى، وغير ذلك من أوبئة بشرية دموية خسيسة، تتوارى خلف تبريرات كذوب، أبعد ماتكون عن أى دين، أو حس إنسانى، أو سوِّية نفسية، أو أخلاقية. وقد قرأت مؤخرا ما يعزز هذه القناعة فى مصادر تعتمد على المكتشفات الحديثة فى عالم «الجينات»، من خلال الأبحاث الميدانية والمعملية على طيف واسع من الحيوانات، حيث بينت أن هناك جينات للأثرة والإيثار، للغيرية والأنانية، وأنه لاسلوك منها إلا وهو هادف للحفاظ على «المعلومات الوراثية» التى ليس بينها هذا الجنون الوحشى الدموى الذى يفجعنا به بعض البشر، بدعوى طاعة الله ونصرة الدين وبدعاوى أخرى دنيوية تسلطية مبتذلة. حالة من البشاعة لا أملك فى إدانتها إلا أن أورد نماذج نحسبها وحشية ودموية من عالم الحيوان، تحيلنا إلى وحشية ما نراه من بعض البشر الجانحين عقلا، وحسا، وروحا، والذين انتشروا كوباء فى منطقتنا، مقضيُّ عليه حتما، كما أى وباء حتى فى انتشاره وانتصاره العابر، إنما يؤذن بقرب انحساره وانكساره. لابد أن نثق فى ذلك، فهذه إرادة الله فى توازن خَلقِه، بيَّنها تاريخ الأوبئة الطويل، وفسَّرها منطق العلم. وهاهو حيوان يوصف بالشناعة والبشاعة والدموية، أقدمه لنتأمله سويِّا ومليِّا، ثم نغمض أعيننا سائلين أنفسنا بأمانة: من الوحش؟!

يحل الليل فينتهى دور عيونها المدورة اللامعة، التى لا تعدو كونها أداة تحسُّس فى سكونها النهارى وقبوعها فى عتمات أسقف الكهوف والمغارات المهجورة وتجاويف الشجر المنخور. الآن تنطلق فى فضاء الظلمة خافقة بأجنحتها الغشائية الجلدية المفرودة على أصابع طويلة نحيلة مفتوحة تحاكى الأذرع والأكف. تذكرنا بتحور أعضاء الكائنات عبر ملايين السنين. وتذكرنا بأن لنا أقارب على هذا الكوكب لا نتصور أحياناً بل نمتعض من أن يكونوا أقارب لنا أو حتى أشباها ولو فى تركيب عظام الأطراف. هم مثلنا من الثدييات، لكنهم على تواضع أو وضاعة شأنهم يتفوقون علينا بقدرتهم على الطيران. بل يتفردون بأنهم الثدييات الوحيدة التى تطير. تظل لاطية فى وضع مقلوب بأسقف مساكنها المتوارية المعتمة حتى تبتلع ظلمة الليل آخر شعاعات الشمس الغاربة فتنطلق. يتفجَّر من صمت كهوفها ومغاراتها ضجيج من خفق الأجنحة الجلدية يطوى فى ثناياه أصواتـاً حادة تبدأ فى إطلاقها متى ما همَّت بالطيران. ترسلها لترتد إليها أصداءً ترسم لها صورة العالم من حولها. تحللها برامج عقولها فائقة السرعة والدقة فلا تصطدم بشيء ولا تفوتها فرصة وليمة طائرة ولو فى حجم بعوضة. إنها حاسة «الصدى المكاني» التى «ترى» بها الخفافيش فى الضوء الشحيح والظلمة السابغة. ترى بأسماعها.

ألف نوع من الخفافيش تشترك فى تلك الرؤية بالأسماع ويزيد نوع واحد منها على ذلك بأنه يرى بأنفه. وأنفه لا تتشمم فقط بل ترصد بدقة خارقة تفاوتات درجة الحرارة فى الجسم الذى تستهدفه. ثنية فى الأنف المجعد تحدد أكثر بقعة إشعاعاً بالحرارة فى جسد الهدف الذى يحط الخفاش بقربه. إنها بقرة تكاد لا تشعر بما يقترب منها ويُدبَّر لها. لسنا بصدد عملية قنصٍ خاطفٍ، بل سلب حثيث يقتضى التساحب فى حذر. وها هو الخفاش «مصاص الدماء» VAMPIRE BAT يمشى على أربع بطريقة عجيبة. يتحول جناحاه المطويان إلى قوادم تتبادل الخطو مع رجليه غير المؤهلتين للمشى جيدا على الأرض وإن كان يجيد التعلق بها فى نتوآت سقوف المغارا ت والكهوف وفجوات الأشجار التى يسكنها. يستمر تقدم الخفاش الضئيل الجائع تساحباً على الأرض ثم يقفز متسلقا جسم الفريسة حتى يصل إلى بقعة السخونة الأوفر. هنا يبدأ عمله الأهم الذى هُيِّئ بأدق أدواته. أسنان بارزة بأطراف مدببة مشطوفة كما الشفرات. وفم مرن به ثلمة ليُحكم الإحاطة بمركز العملية فلا تتسرب منه نأمة. ولسان دقيق قوى وسريع الحركة للتجريف واللَعق. وفى بقعة السخونة التى تعنى وجود الدم دفاقاً قريباً من سطح الجلد، تشق شفرات أسنان مصاص الدماء جرحاً دقيقا يفيض منه الدم. ولا ينقطع مسيل الدم من جرح البقرة طالما الخفاش يلعق لأن فى لعابه مادة مانعة لتجلط الدماء، ومادة مخدرة تجعل الضحية لاتشعر بمن يمص دمها لنصف ساعة كاملة، وهيهات أن يتجاوزها هذا الدراكيولا الرهيف، الذى لايزيد حجمه عن نصف إصبع بشرى!

لا يزيد باع جناحى الخفاش مصاص الدماء هذا عن تسعة سنتيمترات. ويكفيه ملء ملعقتى شاى صغيرتين من السائل الثمين القانى ليشبع ويعيش لثلاثة أيام قادمة. لكن سليقة ملايين السنين المبثوثة فى برامجه الوراثية، فطرته، تصميم المُصمم الأعظم، خالق السموات والأرض، تخبره أن الحظ لا يكون فى كل ليلة مواتياً بفريسة ثَرَّة الدماء كهذه. يظل ينهل وينهل من الفيض الأحمر بينما الفريسة لاتَنُدُّ عنها غير ململة مبتورة أو اختلاجة خفيفة. تكاد لا تشعر بما يحدث لها. وقبل انبلاج الصبح يكون الخفاش قد امتلأ، ولا يتجاوز حدود هذا الامتلاء الزهيد، فهو إن أسرف فى امتلائه يثقل ويعجز عن الإقلاع والطيران، لأنه يُقلع بقفزة يحرر بها مرفقى جناحيه اللذين استخدمهما كعكازين يساعدان رجلين فى المشى والتساحب. فإن عجز عن القفز لطمعه فى مزيد من الدم يثقل ويفشل فى الطيران. لكنه لايسرف فيقفز ويطير. يخفق منصرفاً فى حبور. ويعود مُحلقا إلى موئل الصمت والظلمة الذى جاء منه. ملعقتان صغيرتان من الدم حصاد ليلة واحدة هى أكثر من كنز للخفاش. لكنها لا شيء بالنسبة لبقرة أو شاة أو حصان أو حتى إنسان نائم فى مناطق عيش هذه الخفافيش. الخوف لا يكمن فى سحب هذه الكمية الضئيلة من دم الضحية، لكنه يقبع فى هاجس انتقال فيروس داء الكلِب القاتل إذا كان مصاص الدماء الضئيل حاملاً له.

من فرية مسؤوليته عن نقل مرض الكلب المميت، يأتى شؤمه الاستثنائى المنشور عمدا فى أماكن استيطانه بأمريكا الوسطى والجنوبية. أما شؤمه المقيم فيمثل فى بشاعة وجهه عندما يُطالِعه ناظرٌ عجول. وكلاهما شؤمان رهن مراجعة الصدق العلمى والإمعان الفنى، ففرية نقله لفيروس مرض الكَلِب القاتل لم تثبت على نطاق يبرر شيوع الهاجس، والذى تروجه جهات عالمية تدعى العلمية، وتصنع أفلاما للإثارة بقوانين أفلام الأكشن تدعى التوثيق وتخبئ التمثيل. وليُروَّع بسطاء الناس فى بقاع استيطان هذه الكائنات، حتى يتشبثوا بأيادى وأرجل وأطراف عباءة «الرجل الوطواط» الخارق، الذى ينجيهم من هول هذه الوطاويط «عقلة الإصبع»، ويُجليهم من حيث يتسع له المدى لنهب آمن، من نباتات الغابات الاستوائية وكائناتها وكنوز الأرض وماتحتها، بل حتى قطعان ماشية الفقراء الناجين بجلدهم من «مصاصى الدماء» الأكثر ضآلة فى سماوات الليل!

تتراجع الظلمة فيما يشقشق الفجر فتؤوب حفنات الخفافيش جميعاً لتنتظم فى سربها. سعت إلى رزقها من دم قليل لعله يفعل فعل الفَصُد فى تجديد حيوية البقر والخيول والأغنام كما فى البشر. وتدخل الخفافيش «مصاصة الدماء» مخابيها قانعة بحصاد الليل إن كثُر، أو قانطة حياله إن ندُر. فهناك من كان حظهم عاثراً حتى إنهم لم يحصلوا على قطرة دم ترطب جفاف معداتهم الخاوية. يتهددهم الموت فى غضون يوم وليلة إذا لم يُغاثوا بحسوات دم قليلة تقيهم الدخول فى الحالة الحرجة. حرج هبوط الطاقة وتفاقم الوهن مما يُعجِزهم عن الطيران بحثاً عن قوتهم القليل القانى فى الليلة القادمة. فجهاز هذه الخفافيش الهضمى مُيسَّر لتصفية وهضم قليل الدماء. يستخلص خلايا الدم والبلازما مما يلعق من جروح دقيقة يفتحها دون إيلام. ويطرح الماء أولا بأول عبر جهازه البولى. فهو يستصفى غذاءه المقدور، وقدره زهيد زهيد، مؤقت وعابر. لهذا يتفاقم الحرج متجهاً إلى الموت بالخفافيش التى لم يواتها الحظ فى سعى ليلة، إلا أن تبرق فى عتمة مغاراتهم وكهوفهم معجزة مضيئة.

السير «دافيد أتنبره» سيد الوثائقيات البيئية البريطانى رصد هذه المعجزة بالصوت والصورة. وعالِم الأحياء «جى. إس. وليكنسون» المولع بدراسة الخفافيش مصاصة الدماء أكد حدوثها. بل تواترها. مئة وعشر حالات سجل فيها ويلكنسون حدوث حالات تبرع بالدم عن طريق الاجترار قامت بها خفافيش كان حظها وافراً من الدم، لإغاثة خفافيش كان حظها عاثراً ولم تحظ فى ليلتها بقطرة دم واحدة. لا يزال هناك عدم تصديق بين بعض علماء الأحياء التطورية لنزاهة هذا الإيثار. يقولون إنه «إيثار متبادل» تدرك فيه الخفافيش المانحة أنها تعطى اليوم وهى ممتلئة لتأخذ غداً إذا ما خلا وِفاضها. نوع من التعبير عما يسمونه «أنانية الجينات». نظرية افتراضية تختزل الكائنات فى مجرد آلات مذعنة لإرادة برامج وراثية تكتنزها الجينات التى لا غاية لها إلا التكاثر والتواصل عبر كل سبيل وبأية حيلة. تضمن لصيغتها أن تبقى وتستمر بين الجينات الأخرى أو على الرغم منها. لكن هؤلاء العلماء كما غيرهم لا يستطيعون إلا الانشداه أمام منظر الخفافيش المانحة وهى تُلقِم الخفافيش المتلقية وكأنها أمهات تطعم صغارها الذين ليسوا بصغار ولا حتى أقارب. بل إخوة فى النوع.. وفى الحياة.

ياااااااه ياأيها الناس، تعالوا أخبركم بما سيذهلكم. وقد أذهلنى أن أقع عليه. فهذا التبرع بالدم يقدمه الخفاش المُوثِر للخفاش المُعثِر ليس إلا فرض عين، عمل منظم تضطلع بتنظيمه رائدات من جماعة الإناث، حيث فى سقوف تعشيش هذه الخفافيش فى الكهوف تنتبذ الإناث معا ومع الصغار بركنٍ مكين، فيما جماعة الذكور بركنٍ غيره، وبطابع حس الأنثى الأنثى كما فى دنيا البشر البشر، تمتلك إناث الخفافيش مصاصة الدماء حاسة استشعار أمومية مرهفة تجاه الجائع والعطشان أكثر مما لدى عامة الذكور، فتطوف تحدد مَن فى حاجة للرى وسد الجوع، تحدد من هو متخمٌ ريانَ وشبعان، توصى هذا بذاك، ولا تنصرف لتتعلق مقلوبة مرتاحة فى نومها بركن الحريم إلا بعد إغاثة الملهوف. لكن، وكما يحدث كثيرا فى عالم البشر، يتكرر الأمر قليلا فى دنيا الخفافيش، فثمة بخلاء مُكتنِزون، وثمة أسخياء معطاءون، ثمة إثرة، وثمة إيثار، ثمة أنانية وثمة غيرية. وهذه لمحة تنسف زعم الإيثار المُتبادل الذى يروج مفهومه عالم البيولوجيا التطوربة الكبير ــ حاد ذكاء العقل وكليل بصيرة الروح «ريتشارد دوكنز» ــ لينزع عن الكائنات نعمة الحرية المتاحة فى الاختيار، ويجعلها، بما فيها نوعنا البشرى، محض عبيد بالمطلق لأنانية الجنيات، التى تستعبد كيان الكائن بحاله ليوافر لها شروط التكاثر واستمرار «الجين» لا النوع ولا الفرد، وكأن لافردية فى الكائنات، وعلى رأسهم البشر. لا، الخفافيش مصاصة الدماء فى امتحان الأثرة والإيثار تثبت أن هناك اختيارا، بعضها يختار أن يمنع، وبعضها يختار أن يمنح. فهل من جزاء للإحسان إلا الإحسان، حتى هنا؟!

ما من كائن حى إلا لديه شعور وذاكرة، بل إن لبعض الجمادات شعورا وذاكرة، فالبحر يرد العدوان بالعدوان، والنهر يستعيد مجراه بالنحر مهما طالت القرون إن أُكره على التحول إلى مجرى فيه اعتساف، فليس كثيراً على هذه الكائنات «مصاصة الدماء» أن يكون لديها شعور وذاكرة، ويالشعور إناث هذه الخفافيش وذاكرتهن، فكما أن ساقطات البشر لايحترمن نذلا مهما بلغ ابتذالهن، ولا يغفرن للرجل نذالته حتى وهن فى الحضيض، كذلك إناث هذه الخفافيش وهن لسن كذلك، يختزنَّ وصمات النذالة التى وصم بها بعض الذكور أنفسهم عندما وجب العطاء فأحجموا، ويجيء الجزاء من جنس العمل، فتزاوج هذه الخفافيش كما معظم تزاوج ممالك الحيوان، يقتضى رِضا الأنثى وحقها المطلق فى الاختيار، حيث لا إكراه تقاليد غبية ولا وصاية رجل متغطرس على امرأة ولا اغتصاب، فمهما تغندر الخفاش النذل فى عروض ومنافسات موسم تزاوج هذه الخفافيش، أبدا لاتقبل به أنثى أبا لصغارها. يحرمنه من نشوة موسم النشوات الذى لايأتى إلا مرة كل عام، ويسحبن منه جدارة الأبوة وفخامة البعولة. هكذا ينقطع نسل الأنذال اللئام من قبيلة الخفافيش «مصاصة الدماء»، ليستمر نسل الأجاويد الكرام فيهم، فما من حياة تستمر بالأثرة، بل تسخو مع الإيثار. وهذه حقيقة علمية حديثة أكيدة صارت تحمل عنوانا مبهرا يؤكد برغم كل الغلو فى الانتصار لنظرية «الجين الأنانى» أن «البقاء للأطيب»!

«البقاء للأطيب» اضطر للاعتراف بها عالم بيولوجيا الحيوان التطوربة الأشهر المثير للجدل ريتشارد دوكنز برغم غلوِّه المادى. وهاهى الخفافيش مصاصة الدماء تثبتها، فتحيلنا إلى الامتعاض من بشر مفرطى الأنانية يمتصون طاقة وإرادات البشر فى العالم، بالمكر والخديعة ومؤامرات الفوضى الخرَّاقة، كما تحيلنا إلى الامتعاض ذاته من مُفعِّلى هذه الفوضى على أرضنا وفى منطقتنا المنكوبة، بعمى بصيرتهم التى طمستها شهوات شراهتم للسلطة وللتسلط، لفرض رؤاهم المشوهة بالدم والعنف والقسوة على الأغلبية العظمى من الناس، الذين يعرفون الله معرفة فطرة حسنة سوَّاها فاطر السموات والأرض، متواضعين له قناعةً ورضاً وإجلالاً حقيقياً، فلايتغطرسون كأولئك الجانحين، مانحى أنفسهم وكالات حصرية كذوب عن الدين والديان على أرض الله ومخلوقات الله، يفرضونها بالذبح، والتقتيل، والترويع، متقمصين أنهم يُحسنون صنعا ألا ساء ما يفعلون. وعفوا يامصاص الدماء الصغير العطوف الذى سواك من لم يخلق شيئا عبثا، ليتهم يتأملون، ويتفكرون، ويتدبرون، ويتواضعون، وينظرون: من هو مصاص الدماء الحقيقى. من هو أكثر الوحوش وحشية وبشاعة وفظاعة ولؤما وكذبا وتفاهة مقيتة على ظهر هذا الكوكب البديع الجميل الهش، الذى لاتحتملنا هشاشته إلا بالرحمة التى لايستلهمها بعضنا من جلال أرحم الراحمين فتضطرب بنا وبهم الحياة. من الوحش؟!

اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة

SputnikNews

أخبار متعلقة :