كان للتليفزيون دائماً نجومه من المذيعين الذين يقدمون برامج ترتبط بأسمائهم، مثل ليلى رستم وحمدى قنديل فى تليفزيون مصر مع بدايته، وقد أصبحوا ينافسون نجوم التمثيل فى السينما ونجوم كرة القدم فى شعبيتهم الواسعة. ومع البث التليفزيونى الفضائى والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى، تجاوز نجوم التليفزيون حدود بلادهم، وأصبحت شعبيتهم تمتد إلى كل مكان فى العالم يوجد فيه من يعرف اللغة التى ينطق بها المذيع.
ومع البث الفضائى والثورة التكنولوجية بصفة عامة، منذ نحو 25 سنة، بدأ البث على مدى 24 ساعة، وبالتحديد مع القناة الأمريكية الإخبارية «سى إن إن» عند تغطية حرب الكويت عام 1990. وفى أمريكا أيضاً بدأت البرامج التى تعرف بـ«التوك شو»، حيث يتم الاتصال المباشر عبر التليفون مع مشاهدين. وكان الزميل العزيز الكبير عمرو خفاجى هو أول من أضاف هذا النوع من البرامج فى مصر، عندما كان يدير شبكة دريم، وأسس برنامج «العاشرة مساء» واختار منى الشاذلى لتقديمه، وهى نموذج للمذيع المثقف الذى يدرس جيداً الموضوع الذى يتحدث فيه، فضلاً عن تميزها بالذوق الرفيع واللباقة واحترام ضيوفها والمتصلين معاً.
وبحكم الأحداث العاصفة التى مرت بها مصر منذ مطلع العقد الثانى من القرن الميلادى الجديد عام 2011، ونشوب الثورتين ضد الديكتاتورية بكل أشكالها، كان من الطبيعى أن تتحول كل برامج «التوك شو» إلى برامج سياسية تتابع اليومى، وبحكم ذكائها استشرفت منى الشاذلى المستقبل وأن الصراع السياسى سوف يخفت بقدر بروز الصراع من أجل العمل والإنتاج والبقاء ضد الكسل والتراخى والهدم، فانتقلت إلى تقديم برنامج على شبكة «سى بى سى» والذى ابتعدت فيه عن اليومى إلى ما يمكن أن نطلق عليه «الحضارى»، ولم تعنونه «مع منى الشاذلى»، وإنما «معكم».
وفى أحدث حلقات البرنامج، التى أذيعت أمس الأول، وفى إطار الاحتفالات بذكرى انتصار 6 أكتوبر، أكدت منى الشاذلى المحتوى الحضارى لبرنامجها الجديد عندما استضافت جندى الصاعقة عبدالجواد سويلم، الذى فقد ذراعه وساقيه فى حرب الاستنزاف، وحمله زملاؤه من المقاتلين 12 ساعة سيراً على الأقدام إلى المستشفى فى بورسعيد، وعندما انتقل إلى مستشفى الحلمية العسكرى فى القاهرة زاره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والفريق فوزى، قائد الجيش، وعندما سأله الرئيس عن احتياجاته ليواصل حياته، كانت إجابة الجندى العودة إلى الجيش بأى شكل، فقال الرئيس لقائد الجيش طالما لدينا أمثال عبدالجواد سويلم فالمؤكد أننا سوف ننتصر. لقد لخص عبدالجواد فى حواره شخصية مصر بما يعادل المليون صفحة التى نشرت عنها.
أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن
أخبار متعلقة :