شبكة عيون الإخبارية

التغيير والواقع بقلم محمد أبوالفضل

                                                                                                     
عندما نتأمل ونحلل واقعنا السياسي ومعطياته ينتابنا شيء من الإحباط  واليأس و الألتباس وبرغم من ذلك نحاول أن نكسرالحواجز ونصنع منها حوافز بل ونكسر  الروتين ونحرك الراكد و السكون الذى ظل يحاصرنا لفترة طويلة ، قليلون من يعملون فى صمت ويقومون  بواجباتهم  الأخلاقىة  نحو الوطن والشعب  من أجل تحقيق هدفنا ألا وهو التغيير المنشود ، وكثيرون هم  من مال بجانبه وأنكفأ على نفسه وأنشغل بنفسه وبذاته وحياته الخاصه .. إفتقدنا الى روح المبادرة و أفقتدنا لمن يخترق الميدان  ويرمى بحجر فى الماء الراكده وللاسف حتى اذا طرُحت المبادرات فأنها تموت بسرعه لأنها لا تجد البيئة السياسيه الصالحة فلا تجد من يدفع بها الى الامام .. رغم القلة التى تنشط وتعمل على مدار اليوم الا أنها تواجه بعض التحديات المتمثلة فى فهم الواقع والآليات ، فان الحوارات التى تجرى هنا وهناك نجدها مليئة بالتباينات وبعضها تبتعد عن قراءة وفهم الواقع ومتطلبات المراحلة والآليات بشكل سليم ..                                                                                                           فمن الطبيعى فى ظل حراك سياسي هكذا متقطع ومتوقف تصيبنا  حالة من الضعف والإنكسار والألتباس  وينعكس ذلك من خلال الاراء التى تطرح وتكتب فى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بين لحظة  وأخرى وأيضا بالمواقع والصحف المصرية  .. فاحيانا نصيب وأحيانا نخطئ وبين هذا وذاك للأسف نجد البعض منا يبنى رؤيته فى ظل هذا الأنكسار والضعف  الذى لا يمثل الأصل فى الصراع وأنما هى حالة مزاجيه عابرة تعتري الشخص ويستطيع أن ينفك منها سريعا ، والبعض منا يجعل من هذه الحالة منهجا ومسارا للتغيير ومن ثم يدرجها ضمن الصراع القائم ولا يترك لنفسه مساحه للتفكير والتأمل فأنه  يحصر الواقع والمستقبل والحاضر فى تلك اللحظة مما يتسبب بالهزيمة النفسيه والانتكاسه ومن ثم الأنكسار لشخصه ومن ثم تنعكس على أرائه السياسيه وينشغل هو ومن معه حول صراع وهمى وأنصرافى بعيدا عن التغيير الذى ينشده وننشده .. وتصيبه حالة من الضبابيه فى الرؤيه و يدخل الجميع فى أنفاق مظلمة ..
فنجد أحيانا العواطف والأحاسيس والمشاعر الآنيه تطغى على خطابنا السياسي ، وتناولنا للموضوعات ينحصر فى اطار الشعور الذاتى والحالة المزاجيه التى تمر علينا التى تتسم بمحدودية الفهم والأفق وفى لحظات الضيق بعيدا عن الواقعيه .. فصرنا نتأرجح مابين الواقع اليومى المؤلم  وما بين  الماضى ومرار اته وتبعاته ونثقل بذلك كاهلنا ونسقطه على المستقبل ونتعلل بخوفا من تكرار التجربة ، بينما نحن أرتضينا أوطانا لنا بديله عن وطننا واذ ننعم فيها بهامش الحرية والعيش الكريم أن كان فى الغرب او الشرق !!!!!! فلم نترك لأصحاب الألم والمعاناة مساحه للمشاركة فى صنع المستقبل أى من يعيش الواقع الأليم بحزافيره وتفاصيله يتم تغييبه تغييبا كاملا … فنحن من يحسم المعركة فى الخارج ونهرب لأنصاف الحلول دون الرجوع الي من هم على الارض وفى المحك !!! فنجد الكثير منا تختلط عليه الأولويات ويعيش حالة أضطراب وتخبط ويمزج بين دوره ودور الأخريين ويفوض نفسه متحدثا باسم مجتمعه وباسم الشعب المصرى  ككل ، فيقسم الوطن والمجتمعات ويحسم الصراع مع الأخر نظريا دون أى تفويض أو تمثيل من قبل أهل الحق وللأسف لم يكون له وجود على الواقع أى يتم حسم المعركة بالأمانى والأمنيات ومن خلال حالة اليأس والأحباط التى تنتابه وتنتاب من معه فينسج الحلول الوهمية !!!! .. فلم يستطيع أن يقرأ الصراع بشكله الصحيح ولم يكلف نفسه من فهم الأليات والأدوات التى تمكنه من تحقيق الإنتصار .. وللأسف عندما يريد أن يظهر قبح الأخر يلتفت ويبحث فى صفحات التاريخ وعندما الأمر يتعلق بالحقائق والبحث الموضوعى للأحداث عبر التاريخ يغض الطرف ويتجاوز عن قبح من يحسبون عليه ..نعم هناك ظروف موضوعيه و ضغوط يوميه نتفهمها تواجهنا كمصريين  أدت الى هذه النتائج ولكن علينا أن لا نبتعد عن المنطق والموضوعيه عندما يتعلق الأمر بما هية التغيير ويجب علينا أن نواجه الحقائق والتحديات بواقعيه … نعم نحن شعب كتب علينا الأبتعاد والرحيل من أرضه وأهله لم يكون بيد عدوا خارجي ولا مستعمر أجنبي وأنما بظلم ذوى القربة فانه أشد وطأة ومضاضة ،، نحن نعيش حالة شتات لا مثيل لها  فصارحتى رضيعنا يتسول فى دائرة الأنتماء والولاء  وأستمر الحال كثيرا  وهذا ليس بالأمر السهل نعم ستترتب على ذلك اثار نفسيه وماديه وحتما ستؤثر على نمط تفكيرنا وطريقة تعاطينا مع الواقع السياسي ويومياته … وبرغم من هذه الظروف الصعبه التى نعيشها كشعب الا أنها لا تجعلنا بأي حال من الأحوال نستسلم للأستعباد والأستبداد الذى ساد الوطن .. يجب علينا أن نسعى لأيجاد التغيير الحقيقى وليس الا .. فان لم نفهم طبيعة الصراع والياته ونسعى لتكييف وتطويع أنفسنا مع الواقع وليس مع اهواءنا وأمانينا ومع الظروف التى تطرأ لنا كافراد فلن تقوم لنا قائمة وسينتهى بنا المطاف فى مغتربين عن الوطن  وسنظل فى هذه الدوامه …
يجب أن نخوض المعركة بأرادة وعزيمة لا تلين وصبر قوى عند الضيق والأزمات التى تواجهنا وأن نجتاز التحديات والعقبات التى تظهر لنا فى طريق التغيير .. فليس هناك شيء سهل وأنما نحن من نستسهل الصعاب ونطوع الأشياء لمصلحتنا فنحن من يرسم المستقبل وليس غيرنا .. ويجب أن يكون سقفنا الأنتصار وليس الا …. وحينها حتما سننتصر …

أخبار متعلقة :