روى لى صديق ـ وهو طبيب معروف ـ أن سائقه عاد إلى منزله فى المساء ليجد زوجته فى حالة فزع، حيث دق جرس الباب أثناء غيابه فنظرت من العين السحرية لتجد عدداً من الملتحين يقفون أمام الباب، فلم تفتح لهم.
وعلى الفور بدأ زوجها فى سؤال بقية سكان البيت كيف سمحوا لأغراب بالصعود إلى بيته وهم يعلمون أنه غائب فى العمل، وأن زوجته وحدها.
فقالوا له إن من أتوا ليسوا أغراباً، بل رجال من المسجد المجاور يحدثون الناس عن الدستور الجديد، ويحثونهم على عدم الموافقة عليه فى الاستفتاء القادم.
وعلى الفور توجه الرجل إلى المسجد القريب من بيته، الذى يسيطر عليه بعض أتباع تنظيم الإخوان، ووقعت مشادة بينهم.
من ناحية أخرى روى لى بعض سكان منطقة حى الدواجن بمدينة ركن حلوان الجديدة أن مسجد المغفرة الواقع بذلك الحى يطلق بعض أتباع الإخوان لحث المواطنين المقيمين فى الحى على رفض الدستور الجديد.
بالإضافة إلى وقائع أخرى وردت إلىَّ تنم عن نشاط محموم تقوم به عناصر من تنظيم الإخوان، الذى لا يكتفى بأعمال الإرهاب التى يرتكبها ضد المواطنين فى المظاهرات والمنشآت العامة من أجل عرقلة تقدم مصر نحو البناء الديمقراطى الذى نصت عليه خريطة المستقبل، وإنما يقوم بحملة شعواء تصف الدستور بما ليس فيه، فى محاولة للحيلولة دون تمريره باعتباره الأساس الذى ستقوم عليه الدولة الديمقراطية الحديثة التى يتطلع إليها الناس بعد أن سقطت دولة الإخوان الاستبدادية الفاسدة يوم 30 يونيو الماضى.
وتتلخص خطة التنظيم فى أن يدّعى أن الإخوان سيقاطعون الاستفتاء على الدستور، حتى يصرفوا النظر عن الحملة التى يقودونها ضد الموافقة عليه، فيضمنوا رفض الناس له، بما يضيف إلى أصواتهم أصواتاً جديدة تزيد من نسبتها فى الاستفتاء.
وقد وردت إلىَّ شكاوى عديدة ضد الفتيات المنتقبات اللاتى يصعدن إلى عربة السيدات فى المترو، ويرددن الحديث المسموم نفسه بهدف إسقاط الدستور الجديد الذى جاء بديلاً عن دستور الإخوان المعطل، لكن ما يعنينى هنا هو استخدام المساجد كأوكار لبث دعاية الإخوان ضد الدستور وضد مستقبل هذا البلد الذى طال انتظاره.
لقد سمعت أن وزارة الأوقاف اتخدت من التدابير ما يحول دون استخدام دور العبادة فى الأغراض السياسية، لكن للأسف أن الوقائع تشير إلى عكس ذلك، أو على الأقل إلى أن تلك التدابير ليست بالصرامة المطلوبة.