شبكة عيون الإخبارية

بنات حلاوة!

قرأت فى صحيفة أيرلندية قصة لم أعرف بها من صحف . أربع بنات أيرلنديات مسلمات. يبدو أن أصلهن مصرى. أبوهن شيخ اسمه إبراهيم حلاوة. عدن إلى دبلن. كن حبيسات فى مصر. لم يعلم أحد بهن. كن حديث الصحافة الأيرلندية. تم القبض عليهن فى أحداث مسجد الفتح. كن يشاركن فى الاعتراض على إزاحة مرسى.

الجميع يذكر ما حدث فى هذا المسجد. إطلاق نار من المئذنة. احتجاز عدد من المعتصمين. تفاوض عسير. انتهى الموقف بفض الاعتصام فى المسجد. تم إلقاء القبض على عدد كبير. الأخوات كن سجينات. أخوهن بقى فى مصر سجيناً. يطالبن من هناك بالإفراج عنه.

ليس صعباً أن تعرف أن الأب إخوانى. إمام المركز الإسلامى. كثير من الإخوان لديهم مواقع مماثلة فى دول أوروبية عديدة. هاجروا منذ سنوات بعيدة. أصبحوا ذوى مواقع دينية بين الجاليات. يختلط الأمر ما بين رسالتهم للدين ورسالتهم من أجل الإخوان. تتحول المراكز الإسلامية برعايتهم إلى مراكز إخوانية. يصبحون مواطنين.

أبناؤهم يكونون بالتالى من الجيل الجديد المنتمى لبلد آخر. رسميا. عمليا هم مصريون. إخوان. واقعيا هم أصوات انتخابية يوضع لها اعتبار. لا ينظر إليهم على أنهم جاليات. ناقشت كتب كثيرة هذه الحالة. الكتل الإسلامية مؤثرة فى أوروبا. بين المسلمين الإخوان مؤثرون. حقيقة الأمر لا أحد هناك يعمل بقدر الإخوان. يعلق البعض بأن تلك مراكز تتبع التنظيم الدولى للإخوان.

فهمت من المكتوب فى الصحافة الأيرلندية أن أيرلندا ضغطت. سعت للإفراج عن مواطنيها. لم تذكر البنات فى التقارير الصحفية أى شىء عن أصولهن المصرية. الحديث من أميمة وفاطمة وسمية عن إبراهيم. أخوهن. عمره أقل من ١٨ سنة. مازال حبيساً فى القاهرة. يطالبون بالإفراج عنه. لم أجد حديثاً فى التقارير عن الرئيس السابق محمد مرسى. الشيخ حلاوة يتكلم عن ابنه فقط. الشؤون الخارجية الأيرلندية تحاول ألا تجعل القضية سياسية للإفراج عن مواطن يحمل جنسيتها. ينظر إلى الأمر هناك من هذه الزاوية.

قصه مثل هذه تشرح المشكلة بين مصر وأوروبا. سكان كانوا مصريين. أو مازالوا. لكنهم أوروبيون. لديهم تأثير انتخابى. الأحزاب هناك تراعى تلك الأصوات. طبيعى. لا يتعاملون مع الأمر على أنه مساندة للإخوان. هو مساندة لجماعة تصويت. إذا غضبت أساء هذا إلى موقف الأحزاب الحاكمة. إذا رضيت عن أداء الحكومات أدى هذا لتأثير إيجابى. أى حزب حاكم سوف يفعل هذا. يخشى من استغلال المعارضة للأصوات. ليس للأمر علاقة بأن تلك الدول تساند الإخوان. خصوصا الدول البعيدة عن خطط الترتيب الدولية. أيرلندا مثال. نموذج لم ينتبه له المصريون.

تتضخم المشكلة فى دول بحجم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. الأعداد المسلمة أكبر. التأثير الإخوانى موجود. تميل الدول إلى التعامل مع الإخوان. تريد أن تتعامل مع الكتل المسلمة. المجموعة المنظمة هى الإخوان. يقول الإخوان إنهم المؤثرون فى المسلمين فى أوروبا. لا تفهم الحكومات الأوروبية فى الأمر كثيرا. تجد ذلك سهلًا. تمتد جسورها مع الإخوان. تجد نفسها بعد ذلك تدافع عن قضية التنظيم الدولى. قد لا تكون مؤامرة. قد يكون الأمر أبسط من ذلك!!

newton_almasry@yahoo.com

SputnikNews

أخبار متعلقة :