شبكة عيون الإخبارية

لماذا يصممون على تشويه ..؟

أنا من الذين يرون أن هى أجمل بلاد الدنيا ولست فى ذلك من الواهمين. لقد زرت بلاد العالم كلها- عدا أمريكا اللاتينية واستراليا حتى أكون دقيقاً فى تعبيرى- ولم أر فى كل الأقطار التى زرتها، مع كل ما فيها من جمال وسحر ونظام، أجمل من مصر، ولا تصورت يوماً أن أعيش فى غير مصر، وأن أضع رأسى عندما يحين الحين بأمر الله إلا فى تراب مصر.

ولا يعنى هذا أننى لا أرى ما فى مصر من سوءات كثيرة.

ولكن فى نهاية المطاف هذا هو بلدى الذى أحبه من كل روحى ودمى.

وأظن أن هناك مشاعر طبيعية لدى الإنسان الطبيعى رغم ما قد نضيق به أحياناً كثيرة من أمور بعضها قد لا يحتمل.

ومع هذا كله فهناك مجموعة من أبناء مصر- إذا صح فعلاً أنهم من أبناء مصر- يحرصون على تشويه صورتها أمام العالم حرصاً مقصوداً بل ومنظماً.

لماذا؟ لست أدرى.

ماذا فعل علاء الأسوانى لكى يعتدى عليه فى باريس فى معهد العالم العربى على مرأى ومسمع من العالم الذى تمتلئ به باريس من كل حدب وصوب.

كان علاء الأسوانى فى «معهد العالم العربى» فى باريس- وهو صرح يعتز به كل عربى عاش فى باريس أو مر بها- كان علاء هناك لإلقاء محاضرة أدبية عن روايته الأخيرة «نادى السيارات» عندما تجمهر عدد من المصريين المضللَين وهتفوا ضد علاء الأسوانى وضد الجيش وضد ما سموه انقلاباً، ويقصدون بذلك أروع انتفاضة للشعب المصرى فى 30 يونيو التى أطاح فيها الشعب بالدكتاتورية الدينية التى هى أسوأ من كل الديكتاتوريات قاطبة.

وأطلق الأسوانى على 30 يونيو ما يستحقه من أنه كان ثورة حقيقية وليس انقلاباً وأضاف أن كل من يهتف ضد الجيش المصرى- خاصة فى بلاد الغربة- لا يكون إلا خائناً.

لقد حمى الجيش المصرى الشعب المصرى ومازال يحميه من جموع المخربين المضللين الذين يريدون أن يجعلوا من سيناء إمارة إسلامية ينطلقون منها إلى أنحاء العالم المختلفة.

أليس عاراً على هؤلاء أن كاتباً مثل علاء الأسوانى أخذ شهرة عالمية بعد روايتيه «عمارة يعقوبيان» «وشيكاغو» وروايته الثالثة «نادى السيارات» تترجم الآن إلى اللغة الفرنسية أليس عاراً أن كاتباً بمثل هذه القامة العالمية يحميه رجال الأمن الفرنسيين من عدوان شباب مصريين.

على المستوى الشخصى أنا أحب علاء الأسوانى واعتبره روائياً عظيما، ولكنى لم اتفق معه سياسياً فى أمور كثيرة وهذا حقه وهذا حقى أيضاً، ولكن ذلك لا يجعلنى فى يوم من الأيام أفكر فى الاعتداء عليه أو فى الإساءة إليه بأى صورة من صور الإساءة.

هؤلاء المصريون الذين يعيشون فى باريس ويحاولون الاعتداء على هذا الكاتب الكبير بل ويحطمون القاعة التى كان الأسوانى يلقى فيها محاضرته فى معهد العالم العربى يرتكبون إثماً كبيراً ليس فى حق علاء الأسوانى وحده، وإنما فى حق مصر كلها وفى حق معهد العالم العربى.

وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فإننى أتذكر آخر مرة زرت فيها هذا الصرح العظيم- معهد العالم العربى- عندما احتفل المعهد بأم كلثوم- وأطلق عليها اسم الهرم الرابع، وانطلق كثير من أغانى أم كلثوم- الخالدة الرائعة- تجلجل فى باريس. نعم إنها كانت أشبه بالهرم الرابع. ويرى البعض من هؤلاء أن أم كلثوم ترتكب إثما وذنوبا عندما تغنى.

أرجو أن يسمع هؤلاء أغنية أم كلثوم التى ألفها الشاعر الصوفى الكبير محمد إقبال وترجمت إلى العربية تحت عنوان «حديث الروح».

إن الحماقة قد أعيت من يداويها.

هذه هى العبارة التى أستطيع أن أقولها بمناسبة الاعتداء على علاء الأسوانى فى معهد العالم العربى فى باريس وحمايته من المصريين الذين اعتدوا عليه بواسطة رجال الأمن الفرنسيين.

إنها حقاً مهزلة بل وضلالة.

ولكن مصر تقترب من مرحلة الشفاء من هذا الداء الوبيل الذى لحق بها والذى يصارع من أجل البقاء ويدرك الكل أنه يصارع فى لحظاته الأخيرة.

إن مصر لن تنكسر أبداً بإذن الله وبإرادة الشعب الجسور الذى خرج يوم 30 يونيو العظيم.

والحمد لله على كل حال.

SputnikNews

أخبار متعلقة :